الدراجة نقل أم تنقل؟

صيف 1432 في الرياض، كانت ليلة شاعرية إذ قلت لأخي فيصل فادن، قاطع المسافات، : ما أحلى الدراجة! فهي رياضة وصحة ونقل ….. فاستوقفني قائلا: بل تقصد “تنقل“، وأخذ يشرح لي أن التنقل هي الكلمة الصحيحة إذ تعني تجول الراكب فقط دون أن ينقل معه شيئا، أما النقل فيعني نقل البضائع أو الركاب بالإضافة إلى السائق.

كيف فاتتني هذه الكلمة الرائعة؟ أحب لغتي إلا أني طفل أمامها ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل حتى أطفالنا اليوم أفضل مني في لغتنا. أحب أن أذكر لأخي أني استفدت منه وأصبحت أستخدمها، فأضيف: أن الدراجة رياضة وصحة “ونقل وتنقل”، والشكر لله إذ عرفني بفيصل فادن.

 

كم استفدت من أخي كثيرا! وكيف لا أستفيد وقد ضيفني في منزله في الملز من بعد العشاء حتى أذان الفجر! إذ كنا نتبادل تجاربنا وما لها وما عليها في أمتع الليالي في حياتي.  فجزاك الله خيرا.. وجمعني بك قريبا.

هل كنت أتنقل… أم أنقل أيضا؟

لملمت الملفات المصورة من هنا وهناك لأرسم لكم كيف كانت دراجتي أداء نقل وتنقل. استقبلت هذه العربة عام 1429 وأخذت في استخدامها حول جامعة الملك فهد في البداية. وكنت أشتري بعض الأشياء من مركزها التمويني ولا أستخدم سيارتي إلا حين نقل زوجتي أم أولادي. وكانت العربة أيضا مخصصة لحمل طفلين، فسبحان من سخر لي عربة أنقل بها ابنتاي منيرة وسارة. وانتهى الموضوع بما تشاهدونه

 

 

كان برنامجا مسليا. ففي وقت الصيف، زوجتي كانت تعمل مدرسة في المركز العربي الثقافي لتعليم العربية لغير الناطقين بها في الخبر. كنت أنقلها بسيارتي ومعي أطفالي الساعة الرابعة عصرا. تنزل هنا، وأبدأ في تهيئة جولتي بالدراجة مع العربة حاملا ابنتاي من المركز حتى الواجهة البحرية في الخبر. وأعود إلى المركز الساعة السادسة حين خروج زوجتي! تسألوني كيف؟ دراجتي وعربتي محملتان في سيارتي!

لماذا يعجبني هذا البرنامج؟

أصبحت هذه الفترة فترة جلوس الأب مع أولاده والتي لا أكاد نجد وقتا لذلك أبدا! فأخرج معهم في برنامج ممتع لي ولهم في نفس الوقت. أضيف إلى ذلك أني في رياضة ذهابي ورجوعي. أضيف إلى ذلك أني أريح زوجتي قليلا في مشروعها التعليمي الخاص دون خوفها على أولادها في أيدي غرباء. ألاعب أطفالي في حديقة الواجهة البحرية

شوق للحياة

كم أشتاق إلى تلك الحياة البسيطة، استخدمت عربتي لمدة سنة ونصف في الخبر. الآن في أمريكا… في مكتبي… بين ورقي وقلمي.. أقصد بين البحوث المرئية ولوحة المفاتيح في وسط أربعة جدران، محاولا إكمال رسالة الدكتوراة! أسأل الله لي ولكم الحياة الطيبة!

وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.

دراجة نقل وتنقل

 

حسام الملحم

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts