أحمد الشقيري لا يعرف القيادة المركبية

في أقل من دقيقة في آخر المشهد، ينشر الأستاذ أحمد الشقيري أربعة أفكارٍ خاطئة عن الدراجة في السعودية! فمنها ما هو خاطئ ومنها ما ينشر الخوف من ركوب الدراجة للمجتمع الذي نحاول أن نقنعه بأن ركوب الدراجة آمن. فيبدأ بالشكوى أنه يقود على مسار “السيارات” ثم يقول أن ذلك “خطر”، ثم يبرر سبب وجود سيارة تلحق بالمجموعة كي توفر لهم “الأمان”. وينتهي به الأمر إلى إلقاء اللوم على عدم وجود مسار مخصص للدراجات! وكأنه يطالب الحكومة والبلدية بالمسار المخصص، وكأنه يريد أن يستأذن رجال المرور بالتدرج في الشارع، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

أحمد الشقيري من أبرز الناشطين في التغيير في الوطن العربي ولا ينفك من المحاولة في توعية المجتمع والحكومات والجهات المعنية بضرورة التغيير نحو الأفضل. ومن حلقات مسلسله “خواطر” تعرض في حلقتين على التوعية بفوائد استخدام “البوسكيليت” أو الدراجات الهوائية. ولا نملك إلا شكره في عمله هذا وسعيه لنشر المفيد. الحلقة الأولى كانت في خواطر7 كانت توعوية وقد ذكر فوائد استخدام الدراجات الهوائية على وقت المجتمع، فهي أسرع من السيارة في داخل المدن، وكذلك على صحته وخاصة عند لقائه مع وزير الصحة والداخلية في الدنمارك الذي يذهب إلى عمله بالدراجة.

أحمد  الشقيري في خواطر 9
أحمد الشقيري في خواطر 9

من الجدير بالذكر أن هذا المقال ليس ردا على أخي الشقيري، وإنما الإشارة إلى مقصده التفكر لبلوغ الإحسان وليس أن يتم تنفيذ الأفكار التي عرضها كما هي، فهذه الإشارات الخفيفة التي اختارها الشقيري إنما هي فواكه ظهرت على شجرة قد أحسن الله نباتها. فلا جدوى من محاولة استنساخ الفواكه دون وجود شجرة صالحة،وبصريح القول، هذا المقال هو لنشطاء الدراجات بصفة أولى، وللبلديات والمرور بصفة ثانية، بالرغم أننا سنتجاوز ما ذكر بخصوص المخالفات ومصادرة الدراجات!

إبراز جانب من ثقافة المجتمع العربي ومقابلة دراجي جدة

قابل أحمد الشقيري بعض أعضاء شباب دراجي جدة ووجد من خلال المقابلة نبذة من التجارب ويبدو أنه اختار أن يعرض بعض التحديات مثل نظرة المجتمع وطبيعة قيادة الناس لسياراتهم. وكأني أجد رسالة مبطنة مفادها أن المشكلة في عدم انتشار ثقافة الدراجات هي المجتمع وأنه سبب التخلف! وربما لا نلوم هنا أحمد بقدر ما نلوم شباب دراجي جدة، وكان من الأولى أن يركز شباب جدة على تعزيز وذكر ما يروه من تشجيع من المجتمع والذي بظني يفوق كثيرا عددا بعض المواقف الشاذة. وبصراحة، شباب جدة معروفون بإيجابيتهم، الله يخلي لنا مدحت حلاب!

الحالة الأولى: كان يقول أنه يتنقل بدراجة في لندن، ولكنه امتنع عن استخدام الدراجة بهدف التنقل في جدة سعودي على دراجةلأن المجتمع ينظر إلى ذلك بشكل خاطئ. وبرأيي أن ذلك ضعف في الشخصية، وكان ينبغي على الشقيري والمجموعة أن يتخيروا اللقطات المناسبة لتشجيع الناس على الركوب والتنقل! وأنا متأكد بوجود من يستخدم الدراجة للتنقل في جدة. وللاستزادة مراجعة قسم كيفية مواجهة المجتمع.

والحالة الثانية تُنبئ أن بعض شباب مجموعة دراجي جدة قد لا يحسنون القيادة المركبية. وخاصة عندما يتعلق ذلك بخطر المخلب الأيمن المنتشر عند من يقود على يمين الشارع بجانب الرصيف! كما أن المشاهد الملتقطة للفريق تشير إلى انتشار القيادة الخاطئة للمجموعة بالسير بجوار السيارات الواقفة. وهذه حلقة تعليمية خاصة في كيفية سير المجموعة في شوارع المملكة.

تعليم الأطفال قيادة الدراجات في السعودية

يبدأ الشقيري حلقته أنه يُظهر أن هولندا عندهم حصص خاصة لتعليم الصغار كيفية قيادة الدراجات بنظامية حسب قوانين هولندا. فهل توجد دورات تدريبية على قيادة الدراجات مع السيارات في شوارع المملكة؟  فكم نحب من أخينا أحمد النظر إلى تعليم القيادة المركبية للدراجات في المملكة العربية السعودية ونجاح الدراجين المتنقلين في التنقل وخاصة في الدمام والخبر في الوقت الحالي. نعم توجد دورات تدريبية في كيفية التنقل بالدراجة الهوائية في داخل شوارع المملكة! ولو أن عدد الصغار الذين تعلموا قليل جدا، وأصغر من نعرف يقودون قيادة مركبية في سن المتوسطة. ولكن لا يمنع من ذكر أن الدورات موجودة! هذا العمل الاجتماعي ليس حكوميا. من عيوب موقع الجاريات وتوعيته أنه ضعيف في النشر ولا يظهر إعلاميا. ونحتاج إلى الدعم!

جو هولندا والسعودية

لم يحاول أخي الشقيري التطرق إلى جو المملكة وربما غاب عنه أن جو المملكة يعتبر الأفضل في العالم لمن يتنقل بدراجة؟ فبالرغم أنه ذكر الحقيقة أن أجواء أوربا لا تدعم الدراجين المتنقلين بسبب الأمطار والثلوج وتقلب الجو السريع، ومع ذلك تجد الكثير يستخدم الدراجة في أجواء عصيبة وغير متوقعة، إلا أنه غاب عنه أننا نستمتع بجو المملكة الثابت طيلة العام. وللاستزادة مراجعة قسم الشمس والحرارة.

الرسالة عامة

أخي أحمد، رجلي تدور على الدواسات ورجلك تضغط على دواسة الوقود داخل قمرة مغلقة! وأعيد عليك السؤال الذي طرحته في خواطر7: “من عندنا يستخدم الدراجة في العالم العربي؟” وأسأل الله أن نلتقي في يوم ما! وربما تكون قد قررت أن تتدرج معنا! عندها ستقود قيادة مركبية وستسمتع بإذن الله!

أسأل الله أن يبارك في عملك إلى التغيير نحو الأفضل، وما زلنا نتابعك، ونتطلع إلى جديدك!

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

9 Responses
  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاستاذ احمد الشقيري لا يعلم عن القياده المركبيه ركز فقط على موضوع الدراجات او البسكليتات وكثرت استخدامها بالدول الخارجيه وعلى مساراتهم الخاصه ولا يعلم عن سلبيات المسارات الخاصه اتمنى ان نلتقي معه ويشاركنا القياده المركبيه في مدينة الدمام او الخبر من غير مساعده لاحدى السيارات من خلفنا .
    اخوكم الدراج: سلطان بوبشيت

  2. saadbojlia

    السلام عليكم انا دراج جديد لي تقريبا شهرين ولان بفضل الله ثم بفضل القيادة المركبية صرت اجوب شوارع الدمام والخبر بكل امان وحرية وبدون خوف والله الحمد وانا معا اخوي حسام في تعقيبه على احمد الشقيري في كل حرف ذكره لاني دراج واتنقل في الشوارع وعايش كل الحظات وبصراحة الايجابيات اكثر من السلبيات وهاذا يحفز على الاستمرار ويجلب المزيد من الدراجين تبقا نظرة المجتمع لك ..انت بأستمرارك وتزايد الدراجين راح تغيرها باذن الله

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انامن المتابعين لك لأنك تنورنا بالمفيد الله ينور عليك يارب وبخصوص التدرج بالدراجة ندعوك تزورنا بالشرقية سواء الدمام اوالخبر او الاحساء نتشرف بك ونشكرك على حلقة الدراجات وحلق في سربك لأنك الافضل الله يجزايك يارب بالجنة

  4. ماجد الافنديي

    لم اجرب المسارات الخاصه قط … ولكن بعد تعليمي للقياده المركبيه بفضل الله ثم مجموعه دراجتي لم اواجه مشاكل تذكر سوى قل الثقافه من بعض الماره الذين لا يعلمون ان للدراجة حقوق … أ.احمد الشقيري اتمنى لو جربت معنا القياده المركبيه

  5. بالفعل صحيح ، شكراً حسام.
    كما ألمتني تلك الحلقة ، يأتي في آخرها وفي دقائق قليلة ويظهر مجموعة شباب يقودون الدراجات ويركز على السلبيات التي تواجههم ، مثل أن الناس يرمون عليهم العلب أو يصرخون عليهم ، وبعضهم يتعرض لأذى السيارات… أضف إلى مطالبته بالمسارات الخاصة…

    برنامج خواطر أصبح يولد لدى المشاهد تصورات المقارنة، هم ونحن، العالم المتقدم والعالم المتخلف ، الحسن عندهم والسيئ لدينا… كل شيء عند الآخر واو Wow وكل شيء عندنا لازم فيه عيب!. وهذا ما لاحظته على تعليقات القراء في برنامج خواطر، ما دفعني لتقديم اقتراح للأستاذ أحمد الشقيري بأن تكون النسخة القادمة من برنامجه مركزة على استخراج كل ما هو حسن في مجتمعاتنا العربية، لأن هناك قاعدة في علم النفس أن الشيء الذي نركز عليه يزداد، وبهذا المنطلق في التركيز على الإيجابي في مجتمعاتنا نساعد الجمهور على زيادة هذا الحسن وتوسيعه.

    فمثلاً حلقة الدراجات ، لماذا لم يركز على جهودكم في شبكة الجاريات ، وأيضاً شباب الرياض وجدة … ولو أنها جهود فردية ولكنها أمور حسنة وإيجابية تجعل المشاهد يشعر أن هناك خطوات فعلية وإيجابية للتغير في وطننا. وأيضًا حلقة جيم من غير جيم ، لو أتعب الأستاذ أحمد نفسه قليلاً لوجد نماذج رائعة في وطننا العربي تقدم نصائح وإرشادات حول التمارين الرياضية وبناء الأجسام ، ولكن أصبحت أشعر أن الأستاذ أحمد لديه نفس التصور الذي لدى الجمهور: كل شيء عند الآخر واو Wow وكل شيء عندنا لازم فيه عيب! وهذا يعمي الإنسان عن التوازن في النظر للأشياء. هذه النظرة هي أول خطوة ينبغي الاهتمام لها قبل أي خطوات أخرى.

    أيضًا الأمر الآخر الذي أتحفظ عليه ، هو دوام المقارنة والمطالبة بنقل الشيء نفسه إلى بيئاتنا. لقد نبهني لمثل هذا برفسور ألماني قام يتحكيم رسالتي البحثية ، ومن الأمور التي أشار إليها: “الطرق التي يقوم الغرب (أو الدول المتقدمة) بتنفيذها في عمل الأشياء ليست مقياسًا عالمياً ينيغي على الجميع الالتزام به وتنفيذه، فيجب أن يفكر المرء في أمور أخرى نابعة من بيئته أو تتأقلم مع البيئة التي هو فيها، ومن هنا يأتي الإبداع، نعم تستفيد من طرق الآخرين ولكن ليس الهدف التقليد وإنما الإبداع وإنتاج ما يتلائم مع البيئة، لأن التقليد أو النقل قد لا يتلائم مع البيئة وبالتالي يفسد التطبيق”. ومثل هذا مطالبة الاستاذ أحمد الشقيري بمسارات خاصة للدراجات ، وهل هذا مقياس يجب أن نحذو حذوه؟! هذا أنتم -في شبكة الجاريات وآخرون هنا وهناك- ماشاء الله عليكم انطلقتم في إيجاد حلول بالقياة المركبية وغيرها…

    أصبح عندي تصور أن الشخص الذي يتكلم عن أمر ويريد تغييره وهو لم يطبق ذلك على نفسه ؛ فهو مُدعيًا للمثالية لا أكثر!!

    1. أعتقد أخي رائد أننا نحتاج إلى مساعدتك في هذا الأمر. الشباب في دراجتي يحتاجون إلى طرق نفسية اجتماعية وأفكار نيرة تساعدهم على العمل في نشر فكرتهم في المجتمع بطريقة مهذبة فنية. والله أتمنى أن تكون حاضرا معنا. وربما تركت لنا طريقة مناسبة للتواصل معك. وكم نتشرف حتى لو كتبت لنا في هذه المدونة بالتسجيل والكتابة فورا في يخص تحدياتنا.

  6. عبدالرحمن النعيمي

    اشكركم جدا على هذا الموقع الجميل و بخصوص حلقة خواطر فهناك اشياء غفل عنها الشقيري اهم من وجود المسارات و هي الخوذة !!! لاحظوا انه خلال المشهد في هولندا لا احد يستخدم الخوذة رغم اهميتها في حالة الحوادث ؟؟؟ لكن عندما صور المقطع مع الفريق من جدة رأينا انهم جميعا يستعملون الخوذ…. كيف فاته ان ينبه لهذا الشيء الحسن لدينا و السيء في هولندا؟؟…

    gللعلم انا من الدراجين الدائمين في دولة الامارات العربية المتحدة و لدينا مسارات مخصصة للدراجات لكن ايضا نستعمل الدراجات على الشوارع مع الحيطة و الحذر ..

    لا

    1. أشكرك عبدالرحمن على الإطراء، يبدو أن موضوع الخوذة فاتني التعليق عليه.. لكن بلاشك سياسة هولندا أفضل! وموضوع الخوذة كبير ولا يكفي أن أعلق عليه هنا. وللأسف قامت الإمارات بفرض الخوذة عام 2010 وهذا يسيء إلى انتشار ثقافة ركوب الدراجات، كما أن الدراسات لم تثبت فائدة الخوذة. وأفردنا قسما خاصا عن الخوذة ومشاكلها هنا https://aljariyat.net/wp/?cat=220