هل تعرف تعاليم وأدوات السلامة المهمة للدراجة الهوائية؟

السلامة عند ركوب الدراجة الهوائية من المواضيع الشائكة المليئة بالافتراضات والخوف من المجهول والجهل بحقوق الدراجة وأنظمة المرور والتترس بكل وسواس. فربما أول نصيحة تسمعها هي استخدام الرصيف، والسير عكس اتجاه السير، ولو سألت المعنيين في السلامة في الدراجات فستجد أنه يبدأ بالتركيز على لبس الخوذة وأنها هي التي ستحفظ سلامتك، وثم يقول لك اتبع أنظمة المرور من غير فقه حقيقي. ويتبع هذه النصائح قائمة بالمخاوف والتحذيرات التي تجعلك في نهاية المطاف تترك ركوب الدراجة بسبب الخوف وكثرة الشبهات وعدم معرفة حقوقك! فما هي تعاليم السلامة التي ينصحك بها المتخصصون في قيادة الدراجات؟

قبل أن نسرد لك تعاليم السلامة، عليك معرفة أن أهم شيء لسلامتك هو أن تكون ظاهرا في الطريق ولست مختبئا عن أعين السائقين. فالشيء الظاهر الذي لا يفاجئ سائق المركبة يسهل عليه تجنبه، ومن هذا المنطلق ستدرك ترتيب هذه النصائح. والسلسلة هذه تبدأ بالثوابت المرورية التي يفهمها مهندسو الطرق، وبعدها نعالج مسائل سهو وتهور السائقين. ولن نتطرق لفعالية الدراجة ودرجة تحكمك بها، فنحن نفترض أن دراجتك تتمتع بمكابح ممتازة وضغط عجلات جيد وأنك تستطيع التوازن عليها، وأنك تستطيع فعلا السير بها في الطريق.

تعلم القيادة المركبية 

شباب يتمتعون بمهارة القيادة المركبية

القيادة المركبية هي أول ما ننصح به راكب الدراجة تعلمه. بل هي أهم من “تركيب المصابيح ولبس الخوذة”، وأهم شيء على المرء معرفته عن السلامة! فهي الوسيلة التي تستطيع بها السير بدراجة في الشوارع بنظامية وتكون فيها حركة الدراجة متوقعة كما تتحرك المركبات الأخرى. وبها تقلل احتمالية حصول الحادث وخاصة مع المركبات سواء كنت في داخل الأحياء أو في شوارع المدينة وطرقها السريعة. السلامة تكمن في جعلك وجعل دراجتك أكثر ظهورا في الطريق، فإمساكك بالمسار بشكل صحيح وتوسطك وتحكمك في مسار المركبات تجعل السائق يراك بوضوح لأن الدراجة تكون أمامه مباشرة وفي مساره، ولا يستطيع المجاوزة إلا من المسار التالي، فلن تتعرض من الشطف من السائقين العاديين. القيادة المركبية تحميك بإذن الله من الوقوع في 95% من حوادث الدراجات المختلفة. وليس هذا فقط، فهي تضعك أمام السائقين بوضوح وفي مكان غير مستتر ليسهل اتخاذ القرار بالتجاوز بطريقة آمنة.

أما من الناحية القانونية، فإن القيادة المركبية للدراجات تجعل المسؤولية على السائق فهو محاسب على أي شيء يسير أمامه. وهذا بطبيعة الحال يضغط على السائقين بأن يكونوا أكثر مراعاة في حال قيادتهم إذا رأوا الدراجة. القيادة المركبية تعمل في صالح الدراجة حتى لو كانت الدراجة تسير ليلا، فإن سائق السيارة ملزوم بالقانون بالتركيز على الطريق وفتح المصابيح وعدم اللهو والسهو بما قد يضر بطريقة تحكمه بالسيارة. وهذا يعني أن أي حادث سير بحسب قوانين السير المعروفة تضع المسؤولية الكاملة على سائق السيارة خاصة إذا كان يقودُ راكبُ الدراجة قيادةً مركبيةً. وقسم القيادة المركبية، وقسم تعليم القيادة المركبية مليئة بتعليم المبتدئ هذه المهارات. كما توجد سلسلة تعليمية في القيادة المركبية من موقع الجاريات.

القيادة المركبية أهم بكثير من تركيب المصابيح والعواكس ولبس الخوذة، ولهذا وضعناها لك في أول المقال. التعاليم التالية مهمة، لكنك ستقل فعاليتها كثيرا إذا لم تتقيد بالقيادة المركبية. أولى لك فأولى أن تدرك ذلك.

تركيب وتشغيل المصابيح الخلفية ليلا مصابيح خلفية

السائق الجيد يتابع الطريق ويسير بطريقة هادئة ويفتح مصابيح سيارته ويقود مركبة سليمة ولا يلتهي بالمذياع والجوال ويضع ناظريه أمامه. ولذلك فإن القيادة المركبية بالنسبة لراكب الدراجة كافية بإذن الله لحماية الدراجة في الليل من خطر السائقين ومن ضياع حقه في الطريق. وبالرغم من أن الحق مكفول، إلا أن الطريق يستخدمه أيضا المتهورون والساهون واللاهون عن الطريق، صحيح أن الخطأ سيكون على السائق الذي اقترف حادثا بسبب معصيته، لكن حفاظك على حياتك مهم أيضا. وحتى تحمي نفسك بإذن الله، فإن المصابيح الخلفية من الوسائل الرائعة لجلب انتباه السائق الغافل والمتهور بوجود دراجة من بعيد.

مصابيح الدراجات تأتي بأنواع كثيرة وبقوة إضاءة متفاوتة وتقنيات بسيطة وعالية. فهي تومض وترمش وتستديم في الإشارة حينا. وترسل رسائل معينة يفهمها أهل الطريق. فبعض المصابيح يصل مداها 30 مترا، والبعض الآخر قد يصل 500 متر. إلا أن المصابيح عادة تفقد طاقتها بعد فترة وإن طالت، وربما تسقط من مكانها اهتزازا بسبب شوائب الطريق، فلا تعتمد عليها وتأكد أنها مشحونة بطاقة كافية لمشوارك.

أما من ناحية السيارة فإن سائقها هو المسؤول عن مركبته وعن سهوه حتى لو كان الدراج لا يملك مصباحا. ولهذا ننصحك بتركيب إضاءة ولو كانت بسيطة حتى تزيد من احتمالية استيقاظ وانتباه السائقين الذين يتغافلون بالنظر إلى جوالاتهم، أو لا يستطيعون الرؤية بسبب السير والمصابيح مطفأة ليلا، والانتباه للطريق، وعدم الانشغال بالجوال أو بأي شيء يجعل عينيك بعيدا عن الطريق! فإن هذه الإجراآت جزء من أنظمة المرور ووجود مصباح للدراج أو عدم وجوده ليس دافعا أو عذرا لسائق السيارة إذا تسبب بمشكلة أو حادث. وبحمد من الله، المصابيح ليست فريضة على الدراجة.

المصابيح الأمامية

المصابيح الأمامية تأتي على نوعين، نوع يستخدم لتسهيل رؤية السيارات التي تنظر إلى الدراجة من الجهة المقابلة، ونوع أقوى تسمح لراكب الدراجة بالنظر جيدا في الطرقات المظلمة.

المصابيح المساعدة لجعل سائق السيارة المواجهة ينتبه بشكل أسرع مفيدة في كثير من مدن المملكة وخاصة في داخل الأحياء السكنية التي يكون فيها الطريق ذا اتجاهين. فهذه المصابيح تزيد من احتمالية رؤية الدراجة من قبل السائق الساهي. أما في الطرق العامة والتي تحوي جزيرة تفصل بين الاتجاهات، فربما تكون غير مهمة. وتبرز فائدة هذا النوع من المصابيح عند التقاطعات وخاصة عندما تتحرك السيارات المتهورة ولا تقف عند إشارة قف وتنعطف أمام الدراجة سواء يمينا أو يسارا. فهذه المصابيح قد تجعل اللاهي أو المتهور ينتبه أسرع. أما السائق المتمكن المنتبه الذي ينتبه إلى طريقه فلا يحتاج إلى وجود هذا المصباح.

المصابيح القوية التي تنير الطريق لراكب الدراجة تعمل عمل النوع الأول وتزيد من قدرة الدراج على رؤية الطريق. هذه مصباح دراجة أمامي قويالمصابيح مفيدة لمن يعيش في مدينة أو أحياء سكنية غير مضاءة. ولا يغيب عني أن أذكر أنها مهمة جدا في مدن كثيرة حول العالم وخاصة التي لا تتمتع شوارعها بالإضاءة الكافية ولها أشجار كثيفة. عيب هذه المصابيح امتصاصها السريع للطاقة وربما تحتاج إلى تغيير البطارية أو شحنها كل ست ساعات أو أقل.

وإذا كنت تعيش في مدينة الدمام مثلا، فربما يكفيك النوع الأول وذلك لأن المدينة مضاءة تقريبا بشكل كامل!

ونترك لراكب الدراجة حرية تركيب إضاءة أمامية. والدراجة ليست ملزومة بذلك.

لبس الألبسة العاكسة والأشرطة اللامعة والعواكس المتحركة سترة عاكسة

لبس الألبسة العاكسة هي من الوسائل المساعدة لجعلك أكثر ظهورا من غيرك وخاصة عند السيارات التي تفتح مصابيحها. فلو كانت مصابيح دراجتك لا تعمل بشكل أو بآخر، السترة ستكون فعالة جدا لانعكاس ضوء السيارة على أعين السائق. وغالبا قوة مصابيح السيارة كفيلة بجعل الدراج ظاهرا وبقوة. كما أن مصابيح الشوارع أصلا تساعد السائقين على رؤية الطريق ورؤية الدراجين، فإن العواكس تزيد الرؤية وخاصة حتى ينتبه السائق اللاهي أسرع. وبالرغم من أن فعاليتها أقل من المصابيح إلا أنها على الأقل لا تنتهي طاقتها لأنها تعتمد على المصابيح الأخرى المجاورة. وراكب الدراجة ليس ملزما بها.

الأشرطة اللاصقة اللامعة توضع على هيكل الدراجة أو على ملابس الدراج. أما العواكس فهي توضع على الدواسات أو على هيكل وعجلات الدراجة. وهي تعمل عمل الألبسة مع فارق نمط وقوة الانعكاس.

الأعلام دراجة وعلم جانبي

هدف تركيب العلم هو زيادة ظهور الدراجة أو الجارية المنخفضة بحسب من يقول أنها مفيدة. إلا أنه لم تصلنا أي دراسات في هذا الموضوع. وبعض الدراجين يضعون العلم بشكل عرضي حتى يمنع السيارة من الاقتراب عند التجاوز وترك مسافة أكبر. ونترك للدراج حرية تركيبها. وتكثر النصائح كثيرا في وضع الأعلام فوق الجاريات بسبب انخفاضها مدعين أن سائق السيارة لا يستطيع رؤية الجارية، إلا أنه لم تثبت فاعليتها في بحوث السلامة، فالجارية واضحة كثيرا وتتعرض لمضايقات أقل بسبب قربها من الأرض وغرابة شكلها. إلا أننا نقف في الحياد في نصحك بتركيبها، وسائق الدراجة أو الجارية ليس ملزوما بها، وخاصة لعدم وجود دراسات تثبت فائدة الأعلامجارية ثلاثية ومع العلم.

الخوذة 

وسائل السلامة في الأعلى هدفها الحفاظ على سلامة راكب الدراجة حتى لا يحصل الحادث. أما الخوذة فهدفها هو حماية رأس راكب الدراجة بعد حصول حادثة السقوط. وبالرغم من قوة الدعاية بشأن الخوذة كأول شيء على راكب الدراجة أن يفعله، إلا أن الدراسات لم تؤكد فعالية هذه الوسيلة. ونترك لراكب الدراجة حرية لبسها من عدمها. وللمزيد حول الخوذة زيارة قسم الخوذة.

How to Not Get Hit by Cars

Recumbent bicycles – should the law mandate their visibility?

Compulsory Flags ?

بحوث

Head injuries and bicycle helmet laws

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts