قصتي مع دراجة مسروقة!

في إحدى رحلاتي العملية لأحد بلدان العالم، اضطررت للمكوث لمدة شهر، فقررت شراء دراجة مستعملة تكفيني تكلفة وسائل المواصلات، وتحرر حركتي بشكل أكبر. ذهبت لمحل دراجات مستعملة؛ فوجدت دراجة جبلية بسعر 55$، فتأكدت من السعر ظنًا مني أن هناك خطأ، فأكد لي البائع السعر. طلبت تجربتها وارتحت لها فاشتريتها.

إنها دراجة جبلية من نوع Enforcer، ذات 21 سرعة بمساعدات أمامية وخلفية، وعجلات مقاس 26″، ومكابح ذات أقراص، ووزنها حوالي 20 كيلو. مستعملة ولكنها شبه جديدة، ربما لأن صاحبها السابق اعتنى بها بشكل جيد. استخدمتها كوسيلة تنقل يومية بين مقري سكني وعملي، حوالي 10 كم ذهاباً وإياباً، إضافة إلى تنقلات السوق لشراء تموينات غذائية.

وقع اختياري على هذه الدراجة صائباً مصادفةً؛ إذ أن الطريق الذي أسلكه يومياً يتخلله ممر بوسط غابة أشجار يحتاج هذا النوع من الدراجات. استمتعت مع هذه الدراجة وارتحت لها؛ فهي تتميز بثبات على الطريق المستوي وقوة وراحة في القيادة على المرتفعات، وتميزت أيضاً بتوازن حركة المساعدات فلم تكن خفيفة بدرجة تستهلك طاقة الدراج، أو ثقيلة لا يستفاد منها، فحركتها كانت موافقة لحاجة الطريق. استخدمتها لثلاثة أسابيع ولم أحتج خلال هذه الفترة لاستخدام الحافلات أو سيارات الأجرة، فقد كفتني هذه الدراجة صرف ما يقرب من 300$ مؤونة مواصلات.

من إعجابي بهذه الدراجة فكرت في شحنها معي للسعودية، ولكن الفرحة لم تدم، فبعد إنقضاء ثلاثة أسابيع اتصل بي شرطي أراد رؤية دراجتي ومطابقة مواصفاتها مع دراجة مسروقة مبلغ عنها، وكانت دراجتي هي ذاتها المسروقة، فأخذ الدراجة وأعطاني ورقة لاسترجاع المبلغ من المحل الذي باعني إياها. فكم هو محظوظ صاحب هذه الدراجة في استرجاعها! فحالفه الحظ في قبض الشرطة على السارق واعترافه بمكان بيعها، وحالفه الحظ مرة أخرى في أن صاحب المحل الذي باعني سجل بيانات الاتصال بي، وحالفه الحظ ثالثة في أن بيانات الاتصال بي صحيحة، وحالفه الحظ أخيراً أن جاءني الاتصال قبل مغادرتي البلدة بأسبوع!.

وإلى أن ألقاكم مع قصة دراجة جديدة، أترككم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

About the author

أسكن مدينة جدة أعمل في جامعة الملك عبدالعزيز www.youtube.com/shm3hTube

Related Posts

8 Responses
  1. يحيى شحرور

    يا زول ما تعرف تعمل نايم ههههههههههههههه
    عوضك الله خيرا منها
    في شوق للمزيد من تجاربك الممتعة

  2. HekmatAdnan

    فكرة شراء دراجة أثناء السفر لمدة السفر فقط ” دراجة متعة ”
    فكرة مميزة ولعل الدراجين يعتمدونها في رحلاتهم
    وبعد ذلك يمكنهم بيعها أو إهداؤها..
    أما هذه البلد التي سافرت إليها فأجزم أنها ليست بلادا عربية ، بل لعلها أوربية على أقرب احتمال، فهذه الشرطة المخلصة لله درها

    1. شكرًا حكمت على التعليق. بالفعل هي كذلك ممتعة.

      أما هذه البلد التي سافرت إليها فأجزم أنها ليست بلادا عربية ، بل لعلها أوربية على أقرب احتمال، فهذه الشرطة المخلصة لله درها

      عادة أنظر إلى معطيات كل حادثة على حدة؛ ولا أجعلها مقياسًا للحكم والتعميم على نجاح أو فشل جهة معينة. في هذه الحادثة عدة معطيات توافرات يسرت إعادة الحق إلى صاحبة. في حادثة أخرى، أخبرتني معلمة بريطانية أنَّ سيارتها سُرقت منذ ثلاث سنوات، وإلى ساعة إخبارها لي بالحادثة لم تجد لها أثر! وفي حادثة أخرى، سمعت صياحاً ذات يوم بجوار مسكني، وإذا بمدير المجمع السكني الذي أسكنه خارجاً، فخرجت أستوضح منه، فأخبرني أنَّ الشخص المجاور لي في السكن (أسترالي) يرفض دفع الإيجار منذ أسابيع، بحجة أنه مُعسر، وله معاملة بالمحكمة، وتأخذ الجلسات للنطق بالحكم في إخراجه وقتاً، وربما دون أن يدفع! بالمقابل أشار بأن السعوديين الساكنين بالمجمع الأفضل في دفع مستحقات الآجار!. فهاتان الحادثتان لايمكن أن أستخدمها لإصدار حكم تعميمي مع أو ضد، تظل حوادث هنا وهناك.

      موضوع ذو صلة –> نحو إعادة توازن رؤية العربي لذاته!

      وفقك الله

      1. HekmatAdnan

        صدقت والله،
        وتأكيدا على كلامك ، سبق حدثت معي قصة في بلدي سوريا
        وهي أنه كانت لدينا قطة صغيرة لم يتجاوز عمرها الشهر ونصف
        وفي مرة من المرات فتح لها أخي الصغير باب البيت لتخرج إلى الشارع، لتروح عن نفسها 🙂
        ثم تأخرت ولم تعد للبيت
        ويعد عدة ساعات اكتشفنا أنها صعدت شجرة سرو كبيرة ووصلت شيئا فشيئا إلى قمتها وبدأت بالمواء والعويل،
        الشجرة يتجاوز ارتفاعها العشرين مترا !
        لم يكن لدينا طريقة لإنزالها وبقيت على قمتها لمدة 24 ساعة
        بعد هذه المدة قلت لا بد من أن أفعل شيئا ما لأجلها، وكان الحل الوحيد أمامي الاتصال بالدفاع المدني !
        ولعلمكم أي جهاز تابع للدولة لدينا كنا نتعامل معه بحذر شديد لكي لا نوقع أنفسنا بالمشاكل
        المهم عزمت على ذلك واتصلت بهم، وقلت لهم هناك قطة عالقة على أقصى غصن من شجرة سرو في حي كذا..
        والله ما قصروا الجماعة ربع ساعة وكانت سيارة إطفاء كبيـــــرة موجودة ومعها خمسة عناصر بكامل عدتهم وعتادهم’,
        مما أذكره ذهول أهل الحي من الذي يحصل
        وقاموا جزاهم الله خيرا بمد سلم الإنقاذ وصعد أحد العناصر إلى أعلى الشجرة وأنزلها بهدوء وتركها 🙂

        لذلك كما قلت التعميم ليس جيدا

        ولكي أكمل لك القصة ،، اليوم التالي عادت القطة وصعدت إلى السرو ،، لا أدري ماذا في عقلها ،، أظنها تصعد غصنا فيصعب عليها النزول فتقول في نفسها لعل الفرج فوق فتصعد ،، المهم المرة الثانية بقيت 48 ساعة وهي تميء وتصيح ولم أجرؤ هذه المرة على الاتصال بالدفاع المدني، إلا أن أحد الجيران احضر سيارة كهرباء مع رافعة وأنزلها ولم أرها من حينها

        1. نعم هو كذلك حكمت.
          تواردت في نفس خواطر عندما ذكرت “ذهول أهل الحي” على إنقاذ الدفاع المدني للقطة! وربما تجد هذا الذهول مبني على تصورات وأفكار ذهنية سلبية ليست عن تجربة، بل مما يتناقله الناس من مجلس إلى آخر!.

          أذكر ذات مرة أحدهم تشدق في مجلس بأنه زار الغرب والشرق، وأعجبته عنونة المنازل، فلكل منزل عنوان برقم واسم، بينما الحال في بلده -السعودية- متخلف في وصف عناوين المنازل! “لف يمين بعد البقالة، ويسار بعد برميل الزبالة…” فألقمته حجرًا في فيه بطريقة غير مباشرة، وطلبت منه أن يحدد لي موقع منزله على خرائط قوقل، وقدته إلى محدد البريد السعودي http://www.locator.com.sa ليعرف عنوان منزله! فعرف الناس حينها من المتخلف، الوطن أم ما تحمله الجمجمة!.

          ولنفرض مثلاً أن جهةً معينة متكاسلة، أو يوجد عيوباً في أداءها لوظائفها، فلا نركن إلى السلبية، بل نسجل مواقفنا، ومع كثرة تسجيل المواقف تتحرك المياه الراكدة. فعلى سبيل المثال، لو أنَّ الدفاع المدني لا يستجيب لإنقاذ الحوادث البسيطة، فأسجل أنا شكوى، وغيري يسجل كذلك، وثالث ينشر في صحيفة… وهكذا. بالمقابل؛ تناقل الأخبار السيئة، والاكتفاء بالإشارة إليها؛ يعزز من الصور الذهنية السلبية، وبطريقة لا إرادية يتبرمج على ذلك الناس فلايطلبون الخدمات، ويتعداه ليتبرمج مع ذلك موظفو هذه الدوائر الخدمية!.

          وفقك الله

        2. رائد الغامدي

          افتكرت حادثة أخرى تبين أهمية ماتختزنه عقولنا من أفكار نحو توجيه سلوكياتنا.

          أخبر زميل أن مستشفى في كندا لم يسمح له باستلام طفله المولود إلا بعد أن يحضر كرسي طفل بحزام أمان، ليوضع في السيارة. وأخذ يكيل المديح، ويصف الكنديين بأحسن الأوصاف وأجملها؛ فهم يعرفون للبشر قيمة… وقابلها بذم الحال في وطنه، فالبشر ليس لهم قيمة…

          المهم، بعد أن عاد الأخ الفاضل إلى وطنه، نسي قيمة أولاده، فلا كراسي أطفال يجلسهم عليها في السيارة، ولا أحزمة أمان! عجبًا، عجز أن يغير ذاته ويريد تغيير وطنه!.