هذا الدراج يستخدم المسار الأوسط، والأيسر!! لماذا؟؟

دراج يمسك المسار الأوسطهل رأيت دراجة هوائية تسير في وسط الطريق أو في المسار الأيسر من قبل؟ ربما ليس شائعا، لكن لماذا؟ أليس خطرا على راكب الدراجة أن يستخدم مسارا مخصصا للمركبات السريعة؟ هذه أسئلة منطقية وخاصة إذا كان الحوار لا يبنى على معرفة بالقانون وحقائق الطريق المستخدم والقيادة المركبية.

لماذايستخدم الدراجون المسارات الوسط ىأو حتى اليسرى في الشوارع بالرغم من وجود قانون يمنع الدراجين من استخدام المسار الأوسط والأيسر؟ وهل يوجد تبرير قانوني يساعدهم على ذلك؟

يستند المدعون إلى البند رقم ٥٠/١/٣٥ الذي يقول: “يحظرعلى سائقي الدراجات السير في وسط الطريق أو يساره.” ويقفون عندها من غير إكمال قراءة البنود الأخرى. 

خلك على اليمين

ويتلقى من يركب الدراجة الكثير من الانتقادات و النصائح و الإرشادات بحسن نية من سائقي السيارات ومن رجال المرور ومن يجهل القيادة المركبية الآمنة هذه التوجيهات التي تزعج الدراج كثيرا فهو لا يملك طريقة سهلة لذكر الأسباب وخاصة وهو يتدرج في طريقه ويريد أن يصل آمنا بين مركبات متحركة ثقيلة قاتلة. فأسهل شيء أن يفتح سائق السيارة نافذته وهو يجلس على كرسي وفير ومريح ويخرج رأسه وهو يحاول نصح الدراج باستخدام يمين الطريق، وتجد سائق السيارة نفسه يترنح في سيره يمينا ويسارا لأن عينه على سائق الدراجة وليس على الطريق، مما قد يسبب القلق للدراج، والإرباك في الشارع!

هل قرأنا نظام المرور؟ وهل فقهنا النظام؟ أم أننا نحكم على سارق البيضة من جوعه بقطع يده؟ (راجع قسم حقوق وقوانين الدراجات)

سير الدراجة  في يمين الطريق فقط؟

 

استطراد….

سائق السيارة يسير بمركبة لها مساعدات تخفف وطأة الطريق المعبدة في المملكة، وأضف إلى ذلك فإنه يجلس على كرسي مريح يخفف على الراكب كل شيء فلا يكاد يحس بوعورة الطريق! أضف إلى ذلك أن ضغط عجلات سيارته تصل ٣٥ PSI فقط، وهذا يضفي المزيد من الراحة على راكب السيارة! فتخيل معي سائق السيارة وهو في داخل مجلسه المريح، ثم يقوم بتوجيه النصائح لدراج يجلس غالبا على سرج مساحته ٥٠ سم/مربع، لا يحوي إلا القليل من الاسفنج، وهيكل دراجة قد لا تحوي على مساعدات لتخفيف الضربات، وضغط عجلات تصل إلى ٩٠ أو ١٠٠ PSI مما يضفي قسوة وشعور بكل حفرة وحجر ومطب في الشارع لا يحسه إلا راكب الدراجة وهو يكابد مشقة تحريك نفسه وهيكل الدراجة في وسط الطريق مع مركبات أكبر منه. 

هل تعلم أن راكب الدراجة يحس بالشارع أكثر بكثير بكثير من إحساس راكب السيارة ومن البلدية. الدراج يعرف الفرق بين أنواع الطرق المعبدة، يحس بكل ارتفاع وانخفاض في الشارع، يرى أشياء لن تتخيل أنها موجودة، ولكن الدراج يعرفها ويراها. بل إنك لو أردت أن تحكم على بلدية طرق، فلن تجد منتقدا أفضل من سائق الدراجة لأنه يستطيع تقييم كل ذبذبة في الطريق! الدراج يشعر بآلام الشارع! ويرى المخاطر بطريقة تختلف كثيرا عن طريقة رؤيتك لها! بل حتى رجال المرور، لا يعرفون المخاطر الحقيقية لركوب الدراجات في شوارع البلاد، لأنهم لا يركبون دراجات!

عودة…..

 قوانين المرور قوانين لا تنفذ من غير معرفة حقيقية للطريق المستخدم ودوافع وأسباب اتخاذ كل صاحب مركبة لقرار قد يبدو مخالفا لآخر. والبنود في أنظمة المرور لا تستطيع استخدامها من غير سياقها، فلا تستطيع أن تقول: فويل للمصلين ثم تقف

وقبل أن نستمر في شرح القانون، تذكر أن تعرف أن الدراجة في نظام المرور تعتبر مركبة وراكبها يعتبر سائق لمركبة.

إذا راجعت قانون المرور ستكتشف أن حقوق وقواعد السير مقسمة لسبعة أقسام وهي: 

  1. ٥٠/١ قواعد السير وآداب الطريق: وهذا القسم يحوي المادة السابقة والتي تلزم الدراجات المسار الأيمن!
  2. ٥٠/٢ التلاقي والتجاوز: 
  3. ٥٠/٣ الانعطاف وتبديل الطريق: وهو قسم يعطي الدراج كسائق مركبة الإذن باستخدام المسار الأيسر حال الانعطاف وتغيير الطريق
  4. ٥٠/٤ أفضلية المرور: 
  5. ٥٠/٥ حدود السرعة
  6. ٥٠/٦ الوقوف أو التوقف
  7. ٥٠/٧ الإشارة والإنارة

الطريق من حق الجميع

ستصل إلى” قسم الانعطاف وتبديل” الطريق وفيه: ٥٠/٣/٧: “على السائق أن يقترب بقدر الإمكان من حافة الطريق المحاذية لجهة سيره إذا كان مقصده ترك الطريق وسلوك طريق آخر، أما إذا وجدت علامات المرور على الطريق تشير إلى الاتجاه فعليه التقيد بالاتجاه المحدد.” وهذا البند يعطي سائق الدراجة الإذن كسائق لمركبة الإذن باستخدام المسار الأيسر إذا أراد أن ينعطف يسارا كحال المركبات الأخرى! 

حق سائق الدراجة في استخدام المسار الأيسر

دراج يمسك ويتحكم في المسار الأوسط لأنه سيتوجه نحو الأمام

فإذا أكملت القراءة، فستصل إلى “قسم أفضلية المرور” وفيه البند الذي يقول ٥٠/٤/١٢: “يمكن للسائق أن يسير على الجانب الأيسر من الطريق إذا كان الجانب الأيمن غير سالك أو مغلق بسبب أعمال إنشائية أو غيرها.” 

سائق الدراجة يستطيع التجاوز من المسار التالي

وبطبيعة القانون فإن سائق الدراجة له أن يأخذ بهذا الإذن، وفي الحقيقة فإن الدراج يتعرض للكثير من الطرق الغير سالكة والتي تجعله يضطر لتغيير مساره، وقد لا يدرك ذلك صاحب السيارة!

ما هي حال المسارات اليمنى؟ وما حال الكتف أيضا في شوارعنا؟شوائب بسيطة أمام راكب الدراجة

كتف الطريق يحوي في كثير من الأحيان الزجاج والحجر وأوساخ الطريق التي تسبب في كثير من الأحيان ثقوبا في عجلات الدراجات وخاصة للمبتدئين! أضف إلى ذلك وجود السيارات الواقفة. وشوارع بلادنا النامية تزدهر بإصلاحات الطريق والتحويلات التي تتطلب أن يتجاوزها راكب الدراجة بحذر. تخيل معي أخي سائق السيارة، كم مرة كنت تشتكي أن البلدية لم تزفلت ولم تعبد الطريق لسيارتك، وربما لُمتها أنها السبب في عطل مساعدات سيارتك! والآنتخيلمعيأنكتركبدراجة،فماالفرقبينالإحساسين؟

بعد هذا الشرح القليل في حق شعور الدراج وطبيعة الطرقات المليئة بالشوائب، والسيارات الواقفة على يمين الطريق والمداخل والمخارج تجعل من بعض ركاب الدراجات يحتاجون إلى تغيير مسارهم الأيمن إلى الأوسط أو الأيسر. فإذا رأيت دراجا في المسار الأوسط، فكن متأكدا أنه يفعل ذلك حفاظا على نفسه وسلامته، فلا يكن في صدرك له إلا الدعاء!

مسار منزوع بالكامل قد يضر الدراج

الخبرة تلعب دورا

أضف إلى ذلك، الدراج يحاول أن يبتعد عن ما يعتقده خطرا على سلامته، فربما كنت تقود سيارة، ولكن غالب الدراجين، يقودون سيارات و دراجات أيضا، ويعني في غالب الأمر أن خبرتهم في السلامة تفوق خبرتك. ولهذا تراه يتخذ المسار الأوسط في شوارع البلاد في بعض الأحيان، وتستطيع زيارة قسم القيادة المركبية لتعرف أكثر. 

 

حفر في الطريق تؤذي الدراج كثيرا

ابحث عن العذر لأخيك 

أخرج الإمام البيهقي بسنده في شُعَب الإيمان إلى جعفر بن محمد قال: إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه.

وفي كثير من الأحيان، حتى بعد استخدام الدراج المسار الأوسط وبعد اجتيازه خطر الطريق في المسار الأيمن، قد يستمر الدراج في نفس المسار بسبب أن السيارات تحاول مجاوزته من المسار الأيمن. فلا يغير الدراج مساره إلا بعد الاطمئنان أن السيارات التي تريد مجاوزته من اليمين قد فعلت ذلك دون إرباك من تغيير مسار الدراج مرة أخرى!

أخلاق الطريق في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

وحتى لو كانت الدراجة تحت مقياس نظام المرور تعتبر مركبة، ولا أفضلية في المرور بينها وبين السيارة وهما متساويتان في الحقوق، إلا أن الشريعة تعطي الدراج أولوية المرور على السيارة لا تعطيها الأنظمة، فحريا بك أخي المسلم أن تعطي الدراجة الأولوية حتى لو أخذت مسارك!

 

 

 

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts