تيسير الدراجة: رحلة ليلية من العمل للمنزل بالدراجة

قد يساهم أصحاب ثقافة المتسابق في تطبيع رؤية الدراجات في الشوارع، ونشر ثقافة استخدام الدراجة كرياضة ولعب وأسلوب تغير لنمط الحياة. ولكني شخصيا مؤمن بنشر ثقافات أعمق وأهم من ذلك. أريد الدراجة كوسيلة نقل وأتمنى انتشارها كوسيلة نقل عام ولذلك فلا أحبذ وضع شروط وتعقيدات وقيود على قيادة الدراجة بغير سبب مثبت علميا أو شرعيا. ومن ذلك وضع الخوذة أو لبس ملابس مخصصة للدراجين باسم السلامة في حال الحوادث لا قدر الله. فهذه الملابس لم تثبت سلامتها، وبعضها حمايتها لا قيمة له إذا أصيب الدراج في حادث لا سمح الله بالنسبة للخطر الأكبر والضرر الأعظم الذي سيلحقه بسبب السيارات التي لا تحترم حق الطريق.

كما أن ثقافة المتسابق قد تساهم في اشعار أولئك الذين لا يستطيعون مجاراتهم بعقدة النقص التي يجب ألا يشعر بها من لديه ثقة بنفسه وقناعة بما يصنع. أمثلة أخرى لمشكلة هيمنة ثقافة المتسابق:

1) جزء من أمراض الشارع العنصرية البغيضة. يصنف الناس الدراجين إلى ثلاث فئات (بنغالي أو أي جنسية من العمالة المغتربة، أو فقير، أو طفل يلعب). وليست الكارثة في صحة ودقة التصنيف ولكن في احتقار تلك الفئات. إن بعض أصحاب ثقافة المتسابق في وجهة نظري يكره للأسف أن يناله ذلك التصنيف وأن يعاني ما يعانيه تلك الفئة من المجتمع. فيتبرأ من ذلك بتلبسه بثقافة المتسابق وبمظهر المتسابق لباسا وفي الدراجة غالية الثمن. هذا الأسلوب ساهم في تطبيع رؤية الدراجة ولكن باعتبارها رياضة فحسب! فهل ساهم في انتشار الدراجة فعلا؟

2) المتسابقون والرياضيون يتنافسون في المسافات المقطوعة ويهدفون للحصول على بنية رياضية. هذا ليس هدفي ولا أظنه هدف الدراج المعتاد الذي يريد استخدامه للتنقل. فالرياضة والصحة هو تحصيل حاصل. فأنا لن أسير مسافات فوق حاجتي لأجاري متسابق يحب أن ينافس بأنه قطع مئة كيلو في اليوم. فهدفي كدراج هو الانتقال والوصول للأماكن التي أقضي فيها حوائجي بكل أمن وأمان ويسر وسهولة. فباختلاف الأهداف تختلف الثقافات والرسالة في المجتمع.

3) إن ثقافة المتسابق ضعيفة في مواجهة التحديات خارج إطار المسافات وسرعة القيادة. فهي ضعيفة وتساهم في إضعاف من يواجه المجتمع في أمراضه، ومن يسعى لتغيير الثقافة ومن يهدف إلى إرجاع الحق لأهله. صاحب الطريق يريد حقه في الطريق، ولكن إن كان الذي يستخدمه ضعيفا بسبب فقره أو غربته أو سنه أفلا تتظافر جهود الأقوياء لنجدة أولئك، أم أن كفار أصحاب حلف الفضول خير من كثير من المسلمين؟! لذلك تجدهم يضعفون عندما يواجهون وجاهات حكومية أو زخما إعلاميا، فلا يتحدثون عن حقوق المشاة والدراجين وبدل ذلك ربما يطالبون بالمسارات ومع الخيل يا شقرا.

 

في هذا المقطع:

1) قيادة مركبية ليلية بالثوب والشماغ والعقال من العمل للمنزل بالدراجة (غضب الليل)

2) التركيز على وسائل السلامة الحقيقية وهي أن تكون مرئيا وتحركاتك متوقعة للسيارات ومن حولك.

3) بعض الاحتياطات المناسبة للثوب.

4) تنبيهات طفيفة للمبتديء في القيادة المركبية.

5) إفشاء السلام، فهو أحد وسائل التواصل بأخلاق وذوق.

6) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (اعتداء سيارة على خط المشاة). ولو أني أظن أن للمشاة حق المشي من حيث يشاؤون.

7) حوار قصير مع سيار.

 

أشكر أخي محمد على الاخراج، ومشاهدة مفيدة:

 

 

About the author

أعمل في الرياض في إدارة الجودة

Related Posts