بعيد عن شحذ العواطف او جمع الاصوات ، و بعيداً عن التحيز لمركبة او حتى لمكان تواجدها . هناك من يحارب كل جديد بأغبى الأسباب و أسماها و هناك فقط من يرفض لأنه يريد ان يرفض ! . بعيداً عن موقف الدفاع او الهجوم ، هناك وسطية حالة للتفكير و التمعن بالأشياء من جديد . لماذا كل هذه الأصوات للرفض ؟! . سأخمن و أجيب : هي رياضة ممارستها خطرة في شوارعنا التي لا يسلم منها من يسير بقدمية او حتى بمركبتة . اجابة لا تكفي لان يتحاذق المتحاذقين بها و يعممونها على كل الامور . كل شيء يسير بهذا الكون مقدر من خالق الكون و ما يصيب الأنسان الا بتقدير العلي القدير . أود ان أسأل و اسألوهم : لماذا لا نجتمع بصوتاً واحد ضد بيع التبغ في بلادنا على الرغم من ان جميع الابحاث تشير الى انه مسبب لمرض السرطان ؟! ، لا يستطيعون لانهم لا يقدرون الا على الضعيف و هذا يعني خيانة قولية و فعلية من قبل هؤلاء الأشخاص . و هذا منكر يجيب ان يغير بالفعل او القول او حتى النية . كل شيء خطر في فرط استخدامة و عدم موازنتة او قوانينة ، كثرة الشاي تحرق الحديد من الجسم ، كثرة الكلام يوقع في الخطأ ، كثرة السؤال تسبب التنفير من البشر و قس على كثيراً من النماذج الا كثرة الطاعة للخالق . ان كنت تكرة رياضة فدع غيرك يستمتع بها ، ان كنت تكرة منظمها او بائعها فأنشغل بما هو اسمى لك . ان لم يعجبك مسماها العربي او حتى الجاهلي فحاول بالأول ان تنزع طواغيت نفسك و عادات جهلك بالعلوم و اللغات .
جميل ان يكون لكل شخص وجهة نظر و رأي ، و لكن المرفوض هو مقاتلة الأخرين او محاربتهم من اجل فرض وجهة نظر . ان لم يعجبك مسمى فأعرض عنه ، ان لم يعجبك كلام فلا تقرأة .
يستطيع كل انسان ان يبقى متوازناً بفكرة و عقلة ، و ان يقيس على الأشياء من حولة . في الوقت الذي تقف فيه في مكانك ، تحرك خطوة و انظر من جانب اخر . ان لم تعجبك النتيجة او القرار ، تجاهلها ، و ان لم تستطع فشراب الليمون من حانة النخاسة ستكون انفع و اجمل . هناك اغلبية صامتة و هناك صمتاً محرج ، هناك حرجاً من الصمت بذاتة . لذلك من يريد الصراخ على قدر المصيبة التي يشعر بها فليحاول ان يصرخ و ان يتوضأ بعد ذلك . كثرة الأصوات في شيء لا تعني الدليل القاطع لصحتة و القلة لا تعني العكس . العكس الممرض هو الأحساس المفرط في وجود الخطأ او المصيبة او الفاجعة . و من قال قد هلك الناس فقد هلك ! .

أخبرني جدي ذات يوم : بأن هناك حمار سمع ديكاً يؤذن في الصباح فحاول تقليدة و لكن الجميع رماه و استنكروا صوتة بل و استعاذ قوماً منه ، حزن الحمار و سار بعيداً بين الحواري و الطرقات و من دون مقدمات قابل اسداً فقال : يمجدون الديك الصغير و يتجاهلون حجم الحمار الكبير . رد الأسد : النهيق او الغناء او حتى التلحين لا يغير اصلك او ماضيك ولن يجلب لك لقباً جديد . اذهب و احمل ذلك البرسيم لراعي القرية الجديد …. .

احترامي للديك و حظاً اوفر اتمناه لحمار الطريق .

انتهت الحكاية و لغز اليوم يقول : كم ديكاً ترى في صورة الحياة و كم حماراً يهوى الترديد !! ؟

ومضة :
سوق عكاظ كان من الأسواق في الجاهلية . نعم كان سوقاً أدبي و يأتية الشعار من كل مكان ليتبارزون بالشعر و الأدب و يتحاكمون بجواز شعرهم لدى كبار الشعراء آن ذاك . العجيب ان في ذلك السوق كان يباع العسل و السمن و كذلك الخمر !! . الأعجب بأن الدولة تحيي هذا السوق من جديد ليكون زاوية معرفية و ثقافية بل و ترصد للمتنافسين جوائز عديدة من دون خمر ! .
سوق النخاسة الموجود حالياً لا خمر فيه و لا نساء . لا جاريات يُنكحن و لا كؤوساً تقرع و لا يوجد ليالي حمراء . هناك حسام الملحم و هناك و دولة و حارب من تستطيع ان تحارب و تبارز !! .

في امان الله .

يوسف بن إبراهيم …. .

About the author

موظف بشركة معادن * مدرب و محفز و مسوق سابق و* كاتب*

Related Posts