دهس طفل سكاسا، من المسؤول؟

من حق الطفل قطع الطريق ومن واجب السيارين الانتباه لمفاجآت الطريق والحذر، وهذه تجدها في الشريعة وفي نظام المرور إلا أن ثقافة سيار المنتشرة حولنا لا تقتنع بسهولة!

حادثة دهس مصورة في أحد شوارع أسواق سكاكا، يظهر في تعليقات المشهد #ثقافة_سيار التي تلقي اللوم على الطفل المدهوس وعلى أمه وأبيه! “كيف يتركون الطفل هكذا يقطع الشارع!؟” وبالرغم من وجود ثلاثة متهمين تحت القمرة التي كشفت لنا الحادثة إلا أن الجهل بحق الطريق جعل المجتمع يلوم الضحية مباشرة متناسين المتهم الرئيس ولا حول ولا قوة إلا بالله،

ستجد في المشهد سيارة متوقفة على جانب الطريق وقد أضاءت المصابيح الصفراء “التي تسمح له بالوقوف في أي مكان” فهل صاحبها أحد المتسببين؟ وقد كان الطفل يتجاوز الشارع وكانت السيارة المتوقفة تمنع عنه رؤية الطريق بشكل صحيح. عندها تفاجأ الطفل بوجود سيارة متقدمة نحوه، ولم تتوقف كما ينبغي، بل استمرت في التقدم بإيحاء للطفل أن يستمر في التجاوز لأنه يسير على هذا المسار، بالرغم من سيرها بشكل بطيء!

هذا النوع من القيادة المستفزة والسالبة لحقوق المشاة، تشربها المجتمع، بل حتى أفضل الناس قيادة وأخلاقا اليوم، لا يرون في هذه مشكلة أخلاقية أو حتى مرورية. السائق يرى الماشي أمامه يحاول تجاوز الطريق، وبدلا من إلقاء السلام عليه وإيقاف سيارته ليعطي الماشي حقه الكامل في التجاوز بأمان، يستفز الماشي أو يهدده بالسير قدما نحوه ببطء، وكأنه يعطيه مهلة قبل أن أدهسك بهدوء، فسر بسرعة بارك الله فيك ولا تعطلني، تراني أمهلتك بأدب! وقد وقفت مسبقا على حادثة شبيهة أحاول فيها كسب حق المدهوس لاسيما عندما سألت عن الحادثة بشكل دقيق، وجدت “المتسبب المهدد” موجودا ولكن إدارات الحوادث لا تنظر لهذه العوامل أو تحاول تصحيحها والتوعية بها!

مخطط مسببات الحادثة

أما الداهس، فبالنسبة لثقافة سيار، فكل ما عليه أن يدعي “ظهر الطفل فجأة” بالتأكيد ظهر لك فجأة، وهذا دورك ومسؤوليتك أن تقود بطريقة تتوقع فيها جميع المفاجآت، وكيف تكون هذه فجأة وأنت تسير في طريق سوق وسيارات واقفة على اليمين واليسار؟ والزحمة أمامك! ألا ترى هذه المسافات الصغيرة بين السيارات الواقفة؟ هل من الممكن أن تخرج من بينها قطة أو طفل؟ فإن كانت إجابتك “نعم”، فالمسؤولية عليك أن تقود داخل هذه الشوارع بطريقة تضمن حياة وحق هؤلاء الأطفال بوضع هذه الاحتمالية دائما في ذهنك! وإلا فلست أهلا لقيادة “سيكل”.

حادثة دهس الجوف سكاكا

نسخة الحادث وترى فيها الأم الحنون، التي يتهمها الشعب بأنها مسؤولة عن حادثة الدهس! ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله أن يقوم الطفل سالما. ويرد لأهل الطريق حقوقهم!

للمزيد راجع الأقسام

ثقافة سيار

حقوق المشاة

الحوادث وتقييمها

 

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

2 Responses
  1. هلال

    الله المستعان.
    تدعي وزارة الداخلية أن شوارعنا آمنة، لأنه هذا المفروض وهذا واجبها. فبدل أن تعمل بالطريقة الصحيحة لتأمين الشوارع والطرق، تستمر في سياسة التحلي بمالم تفعل.
    ثقافة سيار طبعت لدى المجتمع الاستهتار بالإنسان وبالأرواح وعظمت حق السيارة في الطريق سرعة وأولوية وغير ذلك. إذا وصفت سائق السيارة بالمتهور أو المجرم ثارت حفيظتهم وتحدثواعن العدل في القول وعدم التجني، ولا أدري أين تذهب هذه القيم أمام هذه الروح التي أزهقت! إنها تقتل الانسانية!

  2. للأمانة قبل أن أتعرف على الجاريات قبل أربع سنوات رأيي في مثل هذه الحوادث كأغلب الناس في لوم الضحية، والسائق مسكين باغته الطفل 🙁
    الجاريات ليست اركب سيكل وخفف وزن وخلاص، الجاريات مشروع أحسب له رؤية عظيمة في بناء الوطن العربي.