هل تكفي التوعية بمتر ونصف؟

كانت 3 أقدام، فأصبحت مترا، وتطورت إلى “متر ونصف”، ومرة بعد مرة يكتشف الدراجون أن المسافة لا تكفي! ليكتشفوا أن السرعة وقت التجاوز تتزايد مع مسافة الشطف! وخاصة أن مسافة التجاوز غير واضحة للدراج للتأهب من قبل مختلف السائقين وتنوع أسلوب قيادة راكب الدراجة.

ينزعج ركاب الدراجات من السيارات التي لا تحترم حق الطريق وتتجاوز الدراج عن قرب، فيختل توازن الدراج أو يصاب برهبة من قرب السيارة التي تتجاوزه. ولا يملك الدراج وسيلة نظامية لمحاسبة السيارات في ما يظهر للدراج العادي! والدراج بطبيعته يريد لأي سيارة أن تتجاوزه من أبعد نقطة في نهاية الأمر. ويستخدم #ثقافة_متسابق هذه التوعية فيزيدون المسألة سوء! أما مؤيدو المسارات فيضطربون هندسيا مع هذه الفتوى، فلا هم استفادوا من مسارهم، ولا نجحوا في زيادة مسافة التجاوز. وتأتي “3 أقدام” من نظرية مسافة سقوط الدراج الجانبية إن حصل.

يسألني البعض كيف هذا؟ ما الخطأ في أن ندعو ركاب السيارات للتجاوز من مسافة متر ونصف؟

الإجابة باختصار أن هذه التوعية لا تخدم القيادة المركبية بل تسير ضدها، وتضر أصل حق الطريق الذي من خلاله نريد محاسبة السيارات المتجاوزة. بل تجعل المسؤول يحاسب الدراج ويضر بسلامته، وتفرق جمع الدراجين، بل لا يتم استخدام هذا النظام لإدانة السائق بالرغم من وجوده في ولايات أمريكية!

والحل: استبدل الشعار والحملة إلى رسالة تؤيد القيادة المركبية بوضوح، ومن الأمثلة “تجاوز من المسار التالي”، “تجاوز من مسار مختلف”. “اختر مسارا آخر”، “مساري من حقي”. وفي الأسفل جدول يقارن الفرق بين رسالة “اترك متر ونصف” ورسالة “تجاوز من المسار التالي”.

تجاوز الدراجة من المسار التالي

رسالة “اترك متر ونصف”، “3 أقدام”، متر ونصف من حقي” رسالة “تجاوز من المسار التالي”، “مساري من حقي”، “الدراجة مركبة”
1 تعطي الرسالة للسيارة الحق بالتجاوز من نفس مسار الدراج وخاصة للذين يسيرون جانبيا. تمنع السيارة من حق التجاوز من نفس المسار أيا كان نوع قيادة راكب الدراجة.
2 توحي للسائقين بأن الدراج الذي يسير وسط أو يسار المسار بأنه مخالف. وان الذي يسير جانبيا هو القدوة. جميع الدراجين في نظر السائق سواء أيا كان نوعية قيادتهم.
3 الرسالة تقسم الدراجين حسب نوع قيادتهم داخل ثقافة سيار إلى مثالي وغير ذلك. الجميع دراج طبيعي
4 عوضا عن توعية السيارين بالتجاوز من مسافة متر ونصف، سيطلب رجال المرور من الدراجين القيادة على يمين المسار للسماح للسيارة بالتجاوز من نفس المسار. سيفهم رجل المرور أن الدراج يسير في وسط المسار أينما كان في يمينه أو وسطه أو يساره
5 الرسالة لا تضع طريقة لمحاسبة السيارة التي تتجاوز عن قرب، كيف تحسب المسافة؟ حدود المسار واضحة وقت المحاسبة، ودائما ستكون من صالح راكب الدراجة.
6 عند الحادثة، يستطيع السيار الادعاء بأن الدراج “هو الذي اقترب وانحرف نحو سيارتي” وهما في المسار الأيمن. لن يستطيع السيار أن يدعي بهذا الادعاء، مع ضمانة حق الدراج في مساره بالكامل.
7 الرسالة توحي بأن الدراج له استخدام المسار الأيمن بل طرفه فقط دون غيره. جميع المسارات صالحة للدراج
8 الرسالة توحي بأنه المسألة متروكة للذوق والاحترام وهي فئة قليلة من المجتمع، وليست حقوقية أو نظامية. المسألة حقوقية نظامية تخاطب الجميع.
9 الرسالة توحي بأن هدفها سلامة الدراج بطريقة لا تؤثر على حركة المرور وكأن الدراجة في الأصل تعرقل السير. وهذه مراعاة لثقافة سيار. الراسلة توضح أن الدراج جزء من حركة المرور ولا يعرقل السير، وعلى السيار التهدئة والتجاوز من مسار آخر.
10 عند التجاوز، الدراجة لها جزء من مسار، والسيارة ستغلق مسارين، أو ستقسم المسار، (عرقلة مسارين إن صح التعبير) الحيز مسارين، بشكل غير منتظم. الدراجة تأخذ مسارا والسيارة ستأخذ مسارا خاصا لها. الحيز مسارين، لكن منتظمين.

تناقض واختلاف ولايات أمريكا وأنظمتها في يخص الدراجات خلق بيئة تنافسية بين المحافظات لزيادة الأنظمة بدلا من إصلاحها، فبدلا من مسح الأنظمة التي تلزم سائق الدراجة أن يقود على طرف الطريق، وضعوا نظام 3 أقدام عند التجاوز، وكثرت الدعاية على هذا الأمر، وكان الأولى التوعية بالقيادة المركبية، هذا أحد المشاهد التوعية لترك 3 أقدام.

وينشط الكثير من التوعويين في مجال الدراجات في التحذير من الوقوع في هذا الخطأ الذي يكرسه ثقافة سيار بتحييز الدراج نحو اليمين، والانسياق وراء ثقافة متسابق المتواضعة في الفقه. ولا تزال التوعية بالقيادة المركبية مستمرة من المنظمات المتخصصة في الحقوق والهندسة. ولقد شارك أ خالد الصقعبي في التوعية في ضمن حملة “متر ونصف من حقي” بتداول صورة تفيد بترك متر ونصف من الجهتين، إلا أنها تحصر الحملة في الدراج الذي يسير في وسط المسار بل تقيده، ولا تحمي أولئك الذين يقودون جانبيا، ولا تضع المسار بوضوح، فلا أرى تأييدها رغم جاذبيتها. وكأن الرسالة أصبحت تخاطب السيار والدراج في نفس الوقت! يعني تلخبط!

CiQCqPSXAAASkdg

أقدم هذا المقال كإهداء لأول مجموعة ميدانية تقوم بالتوعية بحق الطريق دراج جدة في حملتها الأولى “متر ونصف من حقي” التي أقيمت قبل شهرين في جدة وبالرغم من اعتمادها “القيادة المركبية” منتصف 2014 وعدم توافق حملة “متر ونصف” معها، إلا أنها المجموعة الأسرع تطورا ومواكبة للتحديات، آملا من الله أن تقوم جميع المجموعات بتوحيد الرسالة للتوعية بحق الطريق والقيادة المركبية طمعا في سلامة الجميع وحفظ حقوقهم.

أنا أغير المسار عند التجاوز

مراجع

Why the 3-Foot Law Doesn’t Work

3 feet or else: Chattanooga police use ultrasound technology to enforce law for cyclist safety

How to Enforce the 3 Foot Law?

How Effective Is the 3-Foot Passing Law?

PASSING LAWS: IS THREE FEET REALLY GOOD ENOUGH?

Crossing A Double Yellow Line – i am traffic

The Marginalization of Bicyclists – i am traffic

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

3 Responses
  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من وجهة نظري #متر_ونصف_من_حقي ، لا أرها تختلف مع #مساري_من_حقي، بل تؤيده.
    فنحن في #جدة_سايكلست نهتم بالقياده المركبيه، ودائما نكون في وسط المسار، وليس على جانبه، فإذا كان عرض مسار السير 3 أمتار، والدراج يسير في المنتصف سيبقى على بداية المسار الثاني متر ونصف، وهنا نحن نطالب قائدي السيارات بالإبتعاد عن المسار الذي يسير فيه الدراج وعدم المشي بين المسارين وإعطاء كامل المسار للدراج كحق من حقوق الطريق لنا.

    شكرا لك كابتن حسام على طرحك الجميل،
    دمت بخير وعافيه

    اخوك/ محمد باسليمان – دراج جدة #Jeddah_Cyclist