بالقانون :الماشي مخطئ، حتى لو استخدم خطوط المشاة!

نزور اليوم بندا جديدا في نظام مرور المملكة. البند 555 من نظام المرور في المملكة يتكون من شقين رئيسيين. الأول يعطي التعليمات والثاني جملة الإدانة! هذا البند العجيب لن يحفظ سلامة المشاة، وإنما يعرضهم للأخطار، ذلك لأنه يفرض القانون ويضع أسباب السلامة في نفس وثيقة قانون المرور، بل في نفس البند. وهذا النوع من البنود منتشر وبكثرة في نظام المرور. اقرأه بنفسك وحاول اصطياد المشكلة: 

555 على المشاة السير على الأرصفة المعدة لهم والتقيد بالإشارات التي تعين الأماكن المخصصة لاجتيازهم الطريق وعليهم أن يتأكدوا من عدم وجود خطر ما عند اجتيازهم الطريق، ويستثنى من ذلك الطوابير العسكرية وما في حكمهم على الجانب الأيمن من الطريق.

لسلامتك اتبع نظام المرورالشق الأول من البند يشرح: أن “على الماشي السير في أماكن مخصصة”، وربما يكون هذا طبيعيا للقارئ، ولقد فصلنا في مقال آخر المشكلة في هذا النص. ولكننا سنفرض جدلا أن هذا الشق سيحافظ على سلامة الماشي ويحفظ حقوقه! 

 

قبل أن نقرأ الشق الثاني، أريد منك أن تتخيل أخي “عصام” الذي يحب متابعة القانون ويحافظ عليه. يمشي على الرصيف ويستخدم الأماكن المخصصة حسب تعليمات المرور. وبعد استثماره وحفاظه على هذا القانون، جاءت سيارة ودهسته، فنسأل الله أن يرحم أخينا عصام! من الملام؟ الكل سيعرف الإجابة حتى الأطفال، بالطبع سائق السيارة هو الملام لأن عاصم استخدم الأماكن المخصصة للسير حسب تعاليم المرور. ولكن هذه الإجابة ستختلف إذا أكملت الشق الثاني.

حالة دهس مواطن

الشق الثاني هو المصيبة، فهو يرمي المسؤولية من كونها على إدارة المرور التي رخصت للسيارات والبلديات التي تبني الأرصفة على المشاة في كل حالة دهس! ذلك لأن أخانا “عصام” لم يتأكد من عدم وجود الخطر! هل فهمت ما يعني هذا؟ بالرغم من أن عصام يحافظ على أوامر وتعليمات نظام المرور إلا أنه المسؤول عن حالة الدهس! تذكر أن عصام مات ولا يستطيع الدفاع عن نفسه حتى “يدعي” أنه تأكد من خلو الشارع!

متى نستوعب أن أساس مشاكل المرور عندنا ليست البلدية ولا رجال المرور؟ المشكلة عندنا في نظام المرور نفسه الذي يحتاج إلى إعادة نظر! انظر إذى الصورة التالية كيف أن الأطفال والمشاة “يحاولون التأكد من خلو الشارع من الأخطار” 

الأطفال يتبعون أنظمة المرور في بلادنا

كيف نغير القانون ليحمي المشاة ويحفظ حق الطريق؟

من السهل أن نقترح قانونا يحفظ لنا حق الطريق، ليس لأننا نفقه كثيرا في الحقوق، ولكننا الشريعة الإسلامية شرحت لنا حقوق الطريق، وهذا هو نص قريب نقترحه لولي الأمر حتى يحفظ الناس في طرقاتهم:

الجاريات: إذا استخدم الماشي الأماكن المخصصةللعبور والتجاوز فإنه في أمن وأمان بإذن الله! 

هذا البند الجديد يعطي الأمان لكل ماشي يستخدم الأماكن المخصصة كالأرصفة وخطوط المشاة. وهكذا تلقي اللوم مباشرة على سائق السيارة في أي شيء يفعله لتعريض الماشي للخطر! وليس هذا غريبا، بل حتى في بعض ولايات أمريكا يقطع المشاة الشارع من غير النظر يمينا أو يسارا وخاصة إذا استخدموا خطوط المشاة. 

يقطعون الشارع من غير النظر إلى الطريق

ولمعرفة المزيد حول العلاقة بين تعاليم السلامة والقانون، اقرأ هذا المقال الأساسي. وأيضا ندعوك لزيارة قسم حقوق المشاة، وقسم نظام المرور حول العالم، وقسم حقوق  وأنظمة الدراجين، وقسم الطريق والشريعة، وغيرها من الأقسام تحت الباب الحقوق والقانون.

على المشاة الخوف من السيارات!

حفظنا وحفظكم الله في طرقاتكم!

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts