حافظي على سلامتك وانزعي عبايتك! مع تحيات نظام المرور في المملكة

حقوق المشاة مسلوبة من كل حدب وصوب في مدننا وحتى في نظام المرور في المملكة. يحاول البند رقم 552 في نظام مرور المملكة أن يحافظ على سلامة المشاة ولا سيما جماعة المشاة من خطر السيارات بطريقة غريبة. فبدلا من حفظ حقوق المشاة وحفظ أولوية المشاة في العبور، يجعل هذا البند المسؤولية تقع على جماعة المشاة في أي حادث كان مع السيارات ليلا! اقرأ معي البند التالي:
552 يجب على جماعات المشاة الذين يقودهم شخص مسؤول والمشاة الذين يسيرون في مواكب وسائق الماشية سواء كانت متفرقة أو في شكل قطعان وسائقي حيوانات الجر والحمل والركوب استخدام أحزمة أو سترة عاكسة عند تنقلهم ليلا على الطريق المعبد لسير المركبات.

 

 

هذا البند يتكلم عن ثلاثة فئات من المشاة، وسنركز على النوع الأول:
  1. المشاة الذين يقودهم شخص مسؤول: مثلا عصام وأولاده الثلاثة.
  2. الذين يسيرون في مواكب: مثل الجنائز التي تقطع الشارع من مسجد إلى مقبرة.
  3. وسائق الماشية وسائق حيوانات الجر: مثل راعي الغنم وسائق الجمل. 

النساء الأحرار في المملكة

تلاحظ معي أن البند يعطي المشاة تعاليم في السلامة ويضعها في بند في نظام المرور، وقد بينا في ما سبق كيف أن وضع تعاليم السلامة في نظام المرور هو سبب رئيس لتضييع الحقوق. فإذا جاءت سيارة واصطدمت بجماعة المشاة، فإن المسؤولية تقع مباشرة على جماعة المشاة الأموات، إذ أن سائق السيارة يستطيع استخدام هذا البند في الدفاع عن نفسه. فكل ما عليه أن يقول أن هؤلاء المشاة لم يلبسوا سترة عاكسة حسب تعاليم المرور. 

 

وفي مقالات سابقة، ذكرنا أن نظام المرور يتعارض بشكل كبير مع نظام الشريعة الإسلامية في المرور. ولكن اليوم نبين لكم كيف أن نظام المرور يتعارض أيضا مع قيم وثقافة المملكة العربية السعودية. هذا البند يهاجم كل امرأة لبست عباءة سوداء وحاولت قطع الشارع. فهي لم تكتفي بعدم لبس العاكس، بل هي أيضا لبست لونا قاتما! هذه المرأة هي أمك وأختك وابنتك، هي حبيبتك، هي قلبك النابض، هي نصف المجتمع، ولكنها رخيصة أمام هذا البند الذي لم يراعي خصوصية المملكة العربية السعودية! ولا أريد تهييج الموضوع، لكن اسمحوا لي ببعض القرصات، هل يريد نظام المرور في المملكة أن يغير ثقافتنا؟ أو ربما نلبس نساءنا سترا عاكسة فوق العباءة لأجل خاطر السيارات. نكتفي. 

كيف نضمن سلامة المشاة وبالأخص جماعة النساء والرجال؟ 

الجاريات: على سائقي السيارات توقي الحذر من المساس بأمن وسلامة جميع قاطني الطريق وأن عليهم فتح أنوار سياراتهم نهارا وليلا.

لاحظ أني لم أتطرق أصلا للمشاة. ولماذا نهارا؟ هذه ليست مسألة في السلامة في الحقيقة، لكنها أداء إضافية قانونية تضع سائق السيارة في حرج أمام كل حادث تسبب فيه مع قاطني الطريق من مشاة وغيرهم! ضع المسؤولية دائما على سائق السيارة، سيتعلم المجتمع وسيخاف من السيارة، وسيزيد عدد المشاة لأن النظام يحميهم بدرجة أولى بهذه الطريقة! أما إن كنت تعتقد أن فتح أنوار السيارات نهارا أمر غريب جدا ومستهجن وليس له داعي، فهل تعتقد أ، البند 552 يختلف في الغرابة عن البند الجديد؟ أدعوك لتتعرف على حق الطريق في قسم الطريق والشريعة!

بند جماعات المشاة يسلب حقوقهم

هذا المقال يركز على حقوق الطريق، أما إذا كنت تريد أن تعرف كيف تسلم من خطر السيارات فندعوك إلى زيارة قسم سلامتك! 

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

2 Responses
  1. مرزوق العتيبي

    العلة في ذلك عدم وضوح المشاة. ليلاً في الاماكن الغير مضاءة . ولم يسبق ان تم ادانة ماشي لان لاباسه قاتم . القوانين كثيرة وجلها غير مفعل عليك بالواقع فهو القانون