البنية التحتية في المملكة جاهزة لركوب الدراجة

خدعوك فقالوا: “شوارع الرياض والبنية التحتية غير جاهزة لتحمل الدراجات”

دراج يسير بمحاذاة الرصيف

كثيرا ما سمعت هذه الأقاويل. هل تعلم أخي أن بنية الرياض التحتية تعتبر من أفضل الأماكن في العالم لركوب الدراجات.

وقالوا: “شوارعنا ليست مثل شوارع أوروبا، فيها مسارات خاصة للدراجات!”

قلة الخبرة وعدم التجربة تجعل أي شخص يسيئ الحكم على ما يجهله. فلا ألوم من يعتقد بهذه الجمل السابقة، لكني ألوم من تأتيه الحجة فيبقى يردد الشبهة ولا يحاول بنفسه تجربة الشارع. قسم القيادة المركبية شرح الكثير عن كيفية قيادة الدراجة في شوارع المدينة بأمان وسلام. بل كتبنا كثيرا أن القيادة المركبية أكثر أمنا للدراجين من مسارات الدراجين. نكتب لكم اليوم ما يميز المملكة العربية السعودية وبنيتها التحتية في سلسلة مقالات تحت شعار، المملكة والدراجة، أفضل زواج!

لماذا تعتبر البنية التحتية في المملكة الأفضل للدراجين؟

شوارع الرياض واسعة ومسارات متعددةتعدد المسارات

شوارع المدن الرئيسية في المملكة واسعة ومتعددة المسارات بخلاف شوارع المدن الغربية: هذا يساعد الدراجين على التدرج في مسار من المسارات من غير التضييق على السيارات. فإذا تواجدت السيارات خلف الدراجة تستطيع أن تتجاوز الدراج من المسار الآخر من غير الاقتراب من الدراج لوجود مساحة واسعة، ويتم ذلك بالقيادة المركبية. قارن ذلك بين مدن الغرب التي تكثر فيها شوارع المسار الواحد ذو الاتجاه الواحد، أو الشوارع ذات المسارين القادم والذاهب. فكثير من

الدراجين في الغرب يجد نفسه يعيق السيارات عندما يتدرج في الشارع ولا يحس براحة وثقة عند تدرجه. وفي غالب أمره يتدرج عن يمين الخط وربما على كتف الطريق، ولا تتجاوزه السيارات من يساره إلا بالاقتراب من الدراج كثيرا لضيق الشارع!

شارع رايح جاي

التقاطعات كبيرة

إن من أهم أسباب زيادة سلامة الدراجين أن تكون التقاطعات كبيرة.

لا ينتبه أهل مدن المملكة، أن حكومتنا الرشيدة وفرت، بقصد أو بغير قصد، سبل الأمان للدراجين، ولا أظهر من ذلك من وجود التقاطعات الكبيرة. فعند الإشارات المرورية، يتقدم الدراجون أمام السيارات حتى يستطيع سائقو السيارات رؤية الدراجات بسهولة من جميع الاتجاهات، فمهما تقدمت الدراجات على السيارات عند الإشارة المرورية، فلا يدخلوا التقاطع عند وقوفهم انتظارا للإشارة، ولا يعيقوا حركة المشاة أيضا! فمن يتجول في مدن الرياض والخبر والدمام يرى هذا بوضوح، قارن ذلك بالمدن الغربية مثل نيويورك وغيرها التي تكون فيها التقاطعات صغيرة ولا مكان للدراجين للوقوف عند الإشارة المرورية، مما يستدعي لكثير منهم قطع الإشارة كما هو معلوم في نيويورك! وفي لندن قامت الحكومة برسم مكان عند الإشارة الحمراء توجيها للدراجين للوقوف أمام السيارات عند الإشارة المرورية.

تقاطعات لندن ضيقة وتحتاج لمكان خاص لوقوف الدراجات

في الصورة السابقة منظر مميز في لندن، أما في الرياض، فالمساحة موجودة عند أكثر التقاطعات بدون رسم على الشارع. ولهذا يستطيع الدراج بسهولة أن يقف في الرياض مثل أولاء الذين يقفون في لندن.

الارتداد الكبير: المسافة بين التقاطع والبناء المجاور للطزيق كبيرة في مدننا بعكس المدن الغربية. بالقيادة المركبية يستطيع الدراج النظر إلى التقاطعات وإلى السيارات المعترضة بسهولة.

وضوح الرؤية

حكومتنا ملأت شوارعنا نورا في الليل

الإضاءة المتوفرة في كل مكان، والشارع مضيء أكثر من أي مدن العالم: كنت في نقاش في الشبكة مع دراجين أجانب، وقالوا لي أن المصابيح الأمامية والخلفية ضرورية وأهم شيء في الدراجة، فاعترضت قائلا أن الماء أهم. كنت أعتقد أن المصابيح مهمة، لكنها ليست أهم شيء! وعندما سافرت إلى مدن غربية، أدركت حينها الخطورة التي يتحدثون عنها، فشوارعهم مظلمة بالمقارنة مع شوارعنا. والآن أقول: أن أهم شيء وأنت تتدرج في كثير من المدن الغربية هي المصابيح، بعكس مدننا. وهذه لعدة أمور تتلخص في شدة الظلمة في ليالي المدن الغربية.

أضواء ومصابيح الرياض

المصابيح: مصابيح الشوارع في غالبية مدن المملكة أقل تباعدا من أضواء شوارع المدن الغربية، هذا يجعل الدراج أكثر وضوحا في الطريق. أضف إلى ذلك أن مصابيح الشوارع في مدننا أقوى نورا من مصابيح شوارع المدن الأجنبية.

قلة أشجار الشوارع والأرصفة: تواجد الأشجار الكثيرة والكثيفة في شوارع المدن الغربية تزيد من ظلمة الشوارع، بل كثير منها تحجب المصابيح ولا تكاد ترى نورها. ونحن نشتكي من الجفاف، ولا ندرك أن عدم وجود الأشجار في الطريق تزيد من قدرة السائقين والدراجين على تفادي المخاطر ورؤية الطريق بشكل أفضل من بيئة أخرى.

الرؤية الواضحة: الرياض جوها ساكن، وليس متقلبا. الضباب والمناخ المتقلب تجعل الرؤية غير واضحة حتى في النهار في المدن الغربية، فأغلب سائقي السيارات والدراجات في الغرب يشغلوا مصابيحهم حتى في النهار بخلاف عاداتنا في مدن المملكة، فالسيارات تبدأ تشغيل المصابيح عند المغرب!

ضوء القمر: لا توجد في المملكة سحبا وغيوما!! الغيوم تحجب ضوء القمر و لا تعكس ضوء المدينة. قد يستغرب البعض أن الغيوم المتراكمة في سماء المدن الغربية تزيد من ظلمة الليل الحالك، بخلاف سماء المملكة الذي يعكس ضوء المصابيح الليلية والقمرة!

الاسفلت: الاسفلت المستخدم في شوارع المدن الرئيسية أملس نظيف في الغالب. يحسدنا عليه الغرب. يعكس ضوء المصابيح بشكل أفضل من شوارع المدن الغربية التي تمتص الضوء عوضا عن عكسه. (هذه تحتاج إلى إثبات، لكني لاحظت ذلك بنفسي)

هذه جميعا أسباب تجعل الدراجة في المملكة أكثر أمانا من التدرج في المدن الغربية، فسائقو السيارات في مدننا العربية أكثر قابلية لرؤية الدراجة في الطريق من سائقي السيارات في المدن الغربية.

وللمزيد

طبيعة المملكة الأفضل في العالم للدراجين

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

10 Responses
  1. شكراً لك على هذا الموضوع الرائع , و في الحقيقة فأني ما كنت لأعرف شيء عن هذه المدونة لولا نصيحة الأخ عبدالله المهيري و وضعه روابط لها في مدونته , في البداية يجب ان تنظر الى مسئلة وعي السائقين بالدراجات الهوائية , اغلب السائقين ينظرون للدراجات الهوائية على انها عائق في طريقهم و خطر كبير لهم , قس هذا بمعدلات الدهس التي يتعرض لها سائقي الدراجات الهوائية , و كذلك اتمنى من حضرتك ان تجرب المشي لمدة 10 دقائق في منتصف النهار في الصيف , و ستعرف بكل تأكيد ان الدراجات الهوائية لم تصنع لنا لنستخدمها في بلداننا

    1. أشكرك كل الشكر على تفضلك بقراءة الموضوع، وجزاك الله خيرا وسننظر في أمر الاقتراح،
      أحب أن تقرأ بعض المواضيع المتعلقة باستفسارك، بالنسبة لوعي السائقين اقرأ مقالات تحت قسم القيادة المركبية فهي تجيب لك عن استفسارك، وخاصة لماذا يتعرض سائقو الدراجات في وطننا وفي العالم أيضا للدهس وكيفية تجنب ذلك بإذن الله.
      هذا المقال اقترحه الأستاذ عبدالله المهيري: ملخص أنظمة قيادة الدراجات حسب الأمان
      وهذا مشهد تعليمي للقيادة في الرياض

      وللمزيد أحب أن تعطينا رأيك في قسم القيادة المركبية

      وبالنسبة للحر، أحب أن تقرأ هذا الموضوع أيضا
      طبيعة المملكة الأفضل في العالم للدراجين

  2. Nour eldeen

    أنا أختلف ما صاحب الموضوع إختلاف كلي
    أنا من سكان الرياض منطقة أم الحمام الغربي
    و أجد صعوبة في ركوب الدراجة لكثرة المنخفضات و المرتفعات الكثيرة جدا و التي تجعل من الصعب ركوب الدراجة
    أيضا ركوب الدراجة في الرياض يجعنلي لا أشعر بالأمان طوال الوقت لكثرة حوادث السيارات بسبب الشباب الطائش المتهور فلا أركب إلا ليلا في وقت متأخر أو بعد الفجر مباشرة

    1. حياك الله نور الدين،، وكم يسرني أنك تركب الدراجة وتتمرن عليها. وملاحظاتك رائعة على المقال. وكم سيسرني أكثر لو سجلت في المدونة حتى تساعدنا في نشر الثقافة.
      ربما تواجه صعوبة في قيادة الدراجات. لكن موضوعنا ليس قيادة الدراجات، وإنما البنية التحتية في المملكة. وهناك فرق بين الاثنين..
      بالنسبة للمرتفعات والمنخفضات فهل لك أن تصور لنا هذه المرتفعات، فالرياض من أفضل الأماكن للتدرج بسبب عدم وجود المرتفعات. فلو قلت لي أنك في مدينة أبها كانت حجتك أقوى، وهذا مقال عن بيئة ومناخ المملكة https://aljariyat.net/wp/?p=45 والتي كان من الأفضل أن تترك تعليقك هذا فيها..
      أما بالنسبة للقيادة والتعامل مع السيارات، فهذا موضوع آخر ويبدو لي أنك جديد، فهل تدربت على القيادة المركبية؟، هذه سلسلة تعليمية من موقع الجاريات https://aljariyat.net/wp/?cat=218

  3. سلمان

    المشكلة مو هنا ياحبي احنا مو خايفين من الشوارع احنا خايفين من الحمير اللي راكبين بالسيارات كا ينتبهون ياخي المفروض في مسار محدد عاليمين للدراجات