هل الدراجة “مركبة” أو “أداة” أو “وسيلة نقل” في نظام المرور في السعودية؟

قد كتبنا في ما سبق أن الدراجة مركبة في قوانين المرور في السعودية، وكانت هذه من أوائل المقالات التي تهدف إلى تهيئة الناس إلى عالم الدراجات بصفة قانونية لتدعم السلامة بتبني تعليم القيادة المركبية. فالدراجة كسبت صفة المركبة في سبعينات القرن الماضي في جميع ولايات أمريكا، وقد كسبت حقها في الطريق في 1880 ميلاديا تقريبا. (1)

ومن المناسب هنا أن نقول أن قوانين نظام المرور في المملكة قد حاكت النظم الأمريكية بلا شك. فهي متشابهة لحد كبير. وتبقى مسألة ترجمة البنود من الانجليزية إلى العربية. ولهذا نحاول أن نقف ونرى هل ترجمت نصوص بنود نظم المرور الأمريكية بشكل صحيح؟ هذا سؤال مهم وخاصة أن تعريف الدراجة في أمريكا قد تحول من كونها أداة أو وسيلة Device إلى مسمى مركبة Vehicle في عام 1975 في أغلب ولايات أمريكا. وهذا التغيير مهم لنا كدراجين وكمرور وكمسؤولين في الحوادث، إن كنا نريد أن نسير في الطرقات بشكل آمن وتحت نظام واحد يحكم بين المركبات حسب قانون واضح. (1)

يقول نظام المرور:

29 \ الدراجة العادية: كل وسيلة نقل ذات عجلتين أو أكثر غير مجهزة بمحرك آلي، وتسير بقوة راكبها.

توجد إجابتين للعنوان

استخدم نظام المرور كلمة “وسيلة نقل” للتعريف بالدراجة، وربما قد يقول قائل أنها هذا دليل أن الدراجة ليست مركبة. ووجه الاستنتاج أن تعريف السيارة والدراجة الآلية وغيرهما في نظام المرور قد استخدمت كلمة “مركبة” للتعريف بهم. أما الدراجة فلم تستخدم كلمة مركبة، ولهذا هي ليست مركبة. وقد يستنتج أيضا من يعرف تاريخ قوانين الدراجة في أمريكا أن قانون نظام المرور لم يتم تجديده على الأقل منذ عام 1975م ولهذا كانت الدراجة في السعودية ليست إلا أداة وليست مركبة.

ومن ناحية أخرى، قد تكون الدراجة في نظام المرور مركبة ويكون هذا التعريف المعرب يمثل مشكلة ترجمة فقط، فإذا كان نظام المرور في المملكة يواكب أنظمة المرور في أمريكا لكان مسمى “وسيلة نقل” نفسها تعني مركبة أيضا في نظام المرور. وشهد شاهد من أهلها، فقد كنت في مرور مركز حوادث الدمام في السنة الماضية وقد استخدم أحد المسؤولين، وكان برتبة رائد، كلمة “راكبها” التي تقع في آخر تعريف الدراجة أنها دلالة أن الدراجة لها راكب وهي مركوب فهي مركبة في نظام المرور في السعودية. وبهذه الطريقة يكون النظام مواكبا لكثير من أنظمة المرور في أمريكا على الأقل في ما يخص تعريف الدراجة.

ماذا يفيدنا هذا الأمر؟

إن استخدام كلمة “وسيلة نقل” أو Transport Device أو مركبة Vehicle قد لا تغير شيئا من الواقع، بل حتى لو كانت الدراجة وسيلة نقل فما زالت مقيدة بأنظمة المرور كما يصرح بذلك المسؤولون في المرور. ولكن هذا التشابه في الكلمات، قد يؤثر على عملية الوعي بحقوق الطريق وخاصة أثناء النزاع والاختلاف أو الحوادث لا سمح الله. فقد يستخدم رجل المرور مثلا هذا الفرق في التعبير عن عدم أحقية الدراجة أن تمسك بمسار المركبة مثلا.

على الناشطين في الدراجات أن يكونوا على علم بهذه الأمور وخاصة في ما يتعلق بحقوقهم كسائقي مركبات ذات طاقة بشرية ولا شك أنك صاحب حق في الطريق. وعند النزاع، لاشك أنك ستحاول تهيئة الدفاع عن نفسك بأنك تركب مركبة، والخصم سيدعي بعكس ذلك. أضف إلى ذلك أن تكون ملما بألا تتحدث بما لا تفقه فيه وخاصة في الإعلام المرئي والمقروء، حتى لا تُستخدم حجة على الآخرين! بل أدعوك أن تلتف حول الدراجين الحقوقيين وأن تصبح متحدثا رسميا بعد أن تفهم مشاكل الدراجين وحقوقهم لائقا بالثقافة التي تريد الدعوة إليها.

The Marginalization of Bicyclists

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

2 Responses
  1. عموما في ظني أن بنود حق الطريق للدراجات والمركبات يجب ألا ترتبط بمسمى المركبة أو غيرها. بل إن نظام المرور لم يعتمد على ذلك في ظني والله أعلم.
    ولعل بعض التأمل في بنود حق الطريق للسيارات والدراجات والممنوع والمسموع منها تجدها منطابقة. فمنع الدراجات من يسار ووسط الطريق (البند 45) تجد ما يقابله في كل المركبات في (البند 33). وتفسير كلا البندين كما قد ذكرت أخي حسام يجب أن يكون في ظل تعريف الطريق كما قد شرحته لنا في أحد مقالاتك المتميزة.
    فأظن أن نظام المرور “يحمي المركبات وأنها هي الأولى” مجرد ثقافة قامت عند الناس وتأثر بها رجال المرور بل وأخشى أن نكون انجرفنا في نفس التيار. وفي ظني أن اعتبار الدراجة (قانونا) بجهاز كما هو معرف وليس مركبة أفضل وأقرب لمنع كثير من القيود التي يمكن أن تطال الدراجة اذا اعتبرتها مركبة (مثل رخصة المركبة مثلا) والله أعلم ولست متأكدا من هذه الجزئية بعد.
    وبالتالي فحق الطريق للمركبات والأجهزة والمشاة والحيوانات في النظام ليس مرتبطا بالمركبات ولا يجوز ذلك، وإن كان ذلك فهذا مطعن أخلاقي كبير يجب أن تتبناه منظمات حقوق الإنسان وغيرهم. فالأولى محاربة هذا الفكر عند الناس ورجال المرور الذين لم يفهموا روح النظام، والله أعلم. وحاليا أعكف على قراءة ودراسة نظام المرور ولم أنته بعد، ويلوح لي أن النظام في روحه لا يدعم المركبة بل إنه يقيدها داعما أصحاب الحقوق، ولكنها ثقافة خاطئة انتشرت.

  2. أضيف للموضوع، أن الدراجة في تعريفات دول الخليج تسمى “مركبة” إلا في السعودية تسمى “وسيلة تنقل”، كما هو الحال في ولايات أمريكا المختلفة، وكأن دول الخليج أيضا تنتزع تعريفات نظم المرور كل من ولاية معينة!

    https://aljariyat.net/?p=677