أول دراجة في حياتي، وقصة شراء 4 دجاجات وديك :)

صورة تعبيرية لولدي عبدالله محاكياً تجربتي :)

صورة تعبيرية لولدي عبدالله محاكياً تجربتي :)لا أعرف عمري وقتها، أحسبه بين السادسة والتاسعة، كنت مع أسرتي في جدة أحد الإجازات؛ فاجأنا عمي بخمس دراجات هوائية، ثلاث دراجات لي ولأخواي، ودراجتان لأبناء عمتي. دراجتي كانت الأصغر، حمراء اللون، وأحسب مقاسها 16″. ومن حسن حضنا أن والدي لديه سيارة هايلكس (وانيت)، فكملت فرحتنا بنقل دراجاتنا إلى حيث مسكننا الأصلي في مدينة بلجرشي بمنطقة الباحة.

لقد كان أغلب استخدامي للدراجة للعب حول المنزل، إلى أن خطرت لي فكرة شراء دجاج لتربيته. كنت أعلم أن والدي سيمانع شراء الدجاج، فبدأت التخطيط لعملية الشراء بتجميع مبلغ مالي من مصروفي المدرسي إلى أن وصل إلى خمسين ريال، ولكني وقعت في معضلة! فمن سيوصلني إلى السوق الذي يبعد عن منزلنا حوالي ستة كيلوات؟ أبي سيعارض شراء الدجاج، فلم يكن هناك حل غير الاستعانة بدراجتي، ولكني سأقع في معضلة أخرى، فأمي ستخبر أبي لو أخبرتها أني ذاهب إلى السوق بالدراجة! رسمت خطة الذهاب بدون إخبار أحد، وجعلت الأمر سراً متحيناً أحد الإجازات المدرسية؛ لأن السوق الذي تُباع فيه الطيور يوم السبت، ومشهور لدينا اسمه بسوق السبت، فقد كان المكان الرئيس في البلدة الذي يجتمع فيه الناس لشراء حوائجهم، ولازال هذا السوق إلى اليوم كرمز تراثي.

حانت ليلة اليوم الموعود، ربطت صندوقاً بدراجتي لحمل الدجاج الذي سأشتريه، ورسمت خطة المغادرة بعد صلاة الفجر بنصف ساعة تقريباً؛ لأتأكد من خلود والداي وإخوتي للنوم، وكانت مجازفة لي بهذا العمر، إذ ينبغي علي العودة قبل الساعة السابعة صباحاً، قبل أن يصحو أبي من نومه استعداداً للذهاب إلى العمل!. انطلقت في الموعد، انتابني خوف وتردد للرجوع، ولكن تطلعي لتربية الدجاج دفعني للمواصلة حتى بلوغ السوق، فحالفني الحظ في الشراء من بائعة أربع دجاجات وديك، كانت تطلب الثمن ستين ريالاً، ولكني رجوتها أن تجعله خمسين، فهي كل ما أملك، رحمت توسلاتي فوافقت، فقبَّلت رأسها. وضعت الدجاج في الصندوق المثبت على دراجتي، ولكني واجهت صعوبة التوازن في قيادة الدراجة، إذ أصبح هناك حِمل على مقود الدراجة، فكنت أركب تارة، وأمشي تارة، إلى أن وصلت إلى البيت قبل أن يصحو والدي من نومه. وضعت الدجاج في بيت قديم في فناء منزلنا، ورجوت الله أن لا يصيح الديك لئلا ينتبه والدي للغلة التي اشتريتها، فلازلت أحتاج من أمي تلطيف الجو مع أبي لئلا ينتظرني عقاب أليم لذهابي إلى السوق بدون أذنه، وربما حرمني تربية الدجاج كعقوبة على هذا الفعل. حمدت الله أنَّ أبي غادر ولم يشعر بشيء!.

انطلقت لإيقاظ جدتي عزة رحمها الله، فقد كانت الأقرب لنا نحن الصغار، فطلبت منها فحص الدجاجات إن كن مستعدات لوضع بيض! هذه طريقة لا يعرفها إلا مربي الدجاج فحصاً لوجود بيض من عدمه ;). كنت أعرف طريقة الفحص، ولكن لصغر سني كنت متردداً ;)، فاستعنت بجدتي. أردت الاطمئنان أن الدجاج الذي اشتريته يبيض؛ للبحث عن مخرج مع أبي لتخفيف العقوبة، إذ تصورت الدجاج الذي يبيض يُسر به أبي، لأنه سيُطعمنا من بيضه، ويقلل تكلفة شراء البيض، وبهذا تخف العقوبة!. لقد مر ذلك اليوم بسلام ولله الحمد، ووجدت تعجباً علا محيا أبي على هذه الخطط التي رسمتها بمفردي، وخوفاً من أمي عليَّ وتحذيراً من تكرار التجربة. لقد تبارك ذلك الدجاج وتكاثر ولله الحمد، فبعت دجاجتين بصغارهما لأخواي، كل واحدة بخمسين ريالاً، فاستعدت رأس المال ومثله معه!. 🙂  

وإلى أن ألقاكم مع قصة دراجة جديدة، أترككم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

About the author

أسكن مدينة جدة أعمل في جامعة الملك عبدالعزيز www.youtube.com/shm3hTube

Related Posts

16 Responses
  1. HekmatAdnan

    وااااااو ،،،،،، أنت تدفعنا لتذكر ذكرياتنا مع دراجاتنا أيام الطفولة ، !!! لعلي أتذكر أنا أيضا وأحكي لكم.

    1. الصورة لولدي عبدالله ، فقط لمحاكاة التجربة. يومها لم نعرف التصوير، وحتى البدل الرياضية لم نكن نعرفها، لانعرف غير الثياب الملونة. تربط الثوب على وسطك، وتلف العمامة على رأسك، وتنطلق بدراجتك 🙂

  2. عبدالإله الملحم

    ههههههههه قصة رائعه …. يعطيك العافية …
    بس الدجاج والله كان مطيع ما تحرك من السلة ههههه

  3. HekmatAdnan

    لكن السؤال هل سمحت لإبنك الاحتفاظ بالدجاجات والديك ، أم جئت بهم للتصوير فقط 🙂

  4. XTXT1234

    قصه جميله وذكرتني بقصه لي مثل هاذي
    كانت احدى التموينات مسويه زي العرض بمناسبه افتتاحها وكان العرض خيالي للاسف ما اتذكره والمشكله ان والدي كان مسافر وامي رافضه الذهاب سوا بالقدم او بالدراجه وهو يبعد حوالي 5 كيلو
    ولاكن استغليت فرصه اعتياد امي للذهاب اوقات العصر لجيراني واللعب معهم وارجع على اوقات المغرب
    جمعت اثنين من اخوياي وجهزنا الخطه والفلوس ورحنا ورجعت وبعد فتره قلت لامي ووريتها الاغراض وانزعجت لاكن بعد ما قلت لها القصه والطريق هدت ومن يومها وانا رايح جاي 🙂

  5. فهد

    حدثني عمي انه كان مدرس مصري ايام الثمانينات الهجرية تقريبا اضطر الى لبس الثوب والشماغ في المدرسة ولكن الشماغ كان لايثبت على رأسه وأنه كان في شدة الاستغراب من رؤية عيال الحارة يقودون الدراجات وعلى رؤوسهم غتر تتطاير في الهواء مثل سوبر مان ولكنها لاتسقط

  6. انا قرض الخدمة المقرض ، وانا تقديم قرض 50000 $ ، 00 ، $100000000 ، 00 at2 ٪ وهذا هو شركه شرعيه مع الشرف والفرق ، ونحن علي استعداد لمساعدتك في اي مشكله مالية التي كنت فيها. نحن نقدم كل أنواع القروض حتى إذا كنت مهتما في هذا العرض القرض يرجى الاتصال بنا علي البريد الكتروني لدينا (jsamheali@gmail.com)
    شكرا