طلاب العلم عند العلامة المحدث الألباني يتنقلون بدراجات هوائية

الألباني رحمه الله

فرق كبير بين طلاب العلم وطلاب المدرسة. طلاب العلم لهم سمة خاصة يعرفها من عاشرهم، ولا يدركها ذو الغفلة، ويتغافل عنها ذو الشبهة، ويلين قلب من تعامل معهم. فهم أهل التواضع 

وأهل العلم، وأهل “لا أعلم” وأهل التقوى. وهم بعيدون عن السعي وراء الشهادات والأوراق. طلاب العلم تعرفهم وهو يلازمون أهل العلم والتقوى، ويختلفون عن من يدرس في التعليم العام. فالمدارس بالنسبة إليهم تحصيل حاصل، وطلب العلم عندهم هو الغوص من مصادره. طالب العلم يتسم بالثغر الباسم، واللحية الخفيفة، ويلبسُه الحياءُ من كل جانب. ليس متكبرا، تراه ماشيا وليس راكبا عادة، فليست الدنيا في قلبه، وإنما خشية الآخرة.

وطلاب العلم يمتازون أنهم يذهبون مشيا إلى عالمهم، ولا يركبون السيارات كما يفعل طلاب المدارس وبعضهم يأتون مع سائقين! طلاب العلم لا يسدوا الشوارع بمركباتهم كما تفعل السيارات، ولا حتى عند إيقاف مراكبهم عند الأبواب! يعرفون حق الطريق، ويدركون معانيه.

شهادة الألباني على طلبة علمه من خلال قصة التحري والفراسة لديه!

 كنت يوماً في حلقة الدرس أنتظر أن يكتمل الجمع، إذ قلت لمن عن يميني ـ وهو حي يرزق ـ بعد قليل يدخل فلان ـ لشاب سميته، فلم يمض سوى لحظات حتى دخل! فنظر إلى جليسي دهشاً كأنه يقول: أَكَشْفٌ؟ فقلت: لا بل هي الفراسة.ثم شرحت له سر المسألة، وذلك أن الشاب المشار إليه أعرف أن له دراجة عادية يأتي عليها إلى الدرس.وأعرف أيضاً أن الراكب لها إذ أرد النزول عنها أوقف تحريك رجليه إذا اقترب من المكان الذي يريد النزول عنده، وأنه عند ذاك يسمع منها صوت بعض مسنناتها، وكانت دراجة الشاب من النوع المعروف بـ«السباقية»، والصوت الذي يسمع منها عند النزول أنعم من الأخريات، وكان هو الوحيد الذي يركبها من بين الذين يحضرون الدرس عادة، فلما أراد النزول، وأوقف رجليه طرق سمعي ذلك الصوت، فعرفت أنه هو، وأخبرت جليسي به، فكان كذلك!

دروس وعبر من هذه الرواية

  • كثير من طلاب العلم عند الشيخ الألباني يأتون مشيا إليه وركوبا الدراجات الهوائية. 
  • الشيخ الألباني يعرف أنواع الدراجات، وأدرك دراجات الشارع، بل ميز بينها بالصوت، إذ أن طالب العلم المسمى في القصة كان الوحيد الذي يقتني دراجة شارع من بين زملائه!
  • لم ينظر الشيخ على أحد منهم ركوب الدراجة، بل هو أصلا يركبها!
  • إدراك الشيخ لتفاصيل النزول من الدراجة والركوب!

ربما لم تكن يوما طالب للعلم، وتقول في نفسك ليتني أصبح مثلهم، ونحن نوصيك هنا: إن لم تكن طالبا للعلم فتشبه بهم واذهب إلى مدرستك راكبا دراجة، حتى لو لم تكن مثل طلاب العلم، ويقول الشاعر:

 

فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

رحم الله الشيخ المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني

المصدر “كتاب الإمام الألباني دروس ومواعظ وعبر” صفحة 120

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts