استوقفني البعض محاولين أن يجدوا شيئا على الدراجة أو على صاحبها. فبصفة شخصية، ألبس الخوذة عادة عندما أتدرج بدراجة الشارع، وعندما أتدرج بجاريتي لا ألبس خوذة. وفي بعض المواقف التي حصلت أراد رجل المرور أن يجد شيئا فأشار أني لا ألبس خوذة! أغلب دول العالم لا تلزم ركاب الدراجات بلبس الخوذة، بل إن أكثر الدراسات تشير إلى أنه لم يثبت بعد فائدة الخوذ في حماية راكب الدراجة من الحوادث. ولهذا ألغت كثير من الدول فرض الخوذ على ركاب الدراجات.

 

 

واكتَشَفَت كثيرٌ من البلديات في العالم أن فرض الخوذ على الدراجات العادية تؤثر سلبا على عدد الدراجين في مدنها وأن فرضها يوحي إلى الناس أن الدراجة خطرة وتحتاج إلى خوذ كما يحتاجها أصحاب الدراجات النارية. ومن نظرة اقتصادية، فإن فرضها على ركابها يرفع سعر تكلفة اقتناء دراجة عادية بنسبة 10% مع الخوذة مما يقلل الطلب على الدراجات. وهذه الخوذ توحي إلى أن ركاب الدراجات كلهم من المحترفين، بخلاف النظرة الصحيحة والهدف المنشود وهو أن الدراجات للناس جميعا وللعاديين بصفة خاصة. كما أن المستفيد الأول من هذه القوانين هي الشركات المصنعة لهذه الأنواع الخاصة لركاب الدراجات. والظريف في الأمر، في أكثر دولة في العالم استخداما للدراجات، في هولندا، يتدرج الصغير والكبير والمرأة والرجل من غير خوذة وبملابسهم العادية يوميا. وربما تجد بعض المعلومات في هذا السياق تحت قسم باب المعرفة.

في المادة 58 من نظام المرور: “يجب على قائدي الدراجات الآلية ومرافقيهم ارتداء خوذة للرأس بإحكام أثناء القيادة. وتحدد اللائحة شروط ذلك.”

قوانين الدراجة و الخوذة

وبكلمات أخرى، الخوذ مفروضة على الدراجات النارية وليست مفروضة على الدراجات العادية. وإذا تصفحت دفتي الأنظمة المرورية فلن تجد شيئا عن خوذة الدراج العادي. ولو كان هناك أمر بهذا الخصوص، لاكتفى رجال المرور بمخالفة سائقي الدراجات العادية من العاملة الوافدة حفظهم الله الذين يتنقلون في وسط المدن بالدراجات قبل أن أولد.

ويكفي هنا أن نذكر أن أغلب دول العالم بالإضافة إلى مملكتنا الحبيبة تفرض الخوذ على أصحاب الدراجات النارية. لكننا لا نجد شيئا مفروضا من نظام المرور، والحمدلله، على فرض الخوذ على سائقي الدراجات العادية.

ونذكر هنا أن قوانين المرور في المملكة قد تختلف حسب المكان، فقد سمعت من مصدر غير موثوق، وأرجو تصحيحي في هذا الأمر، أن أمن حرم جامعة الملك فهد ومجمع أرامكو في الظهران يفرض الخوذ على الدراجين. أحتاج إلى مصدر.

وفي أمريكا، تختلف قوانين ولاياتها عن بعضها، ومما نحب أن نشير أن بعض الولايات الأمريكية تفرض الخوذ على الدراجين دون سن السادس عشر 16 كما في ولاية كونيكتكت. والغريب في الأمر أنه توجد عدة ولايات لا تفرض الخوذ حتى على أصحاب الدراجات النارية.

وربما التبس على البعض أن سباقات الدراجات العالمية والمحلية مثل جوال فرنسا، Tour De France، تفرض على المتسابقين لبس الخوذ وهذا يقتضي أن الحكم يلزم الدراجين العاديين. وهذا أمر آخر البتة، ففرق بين المتدرج في داخل المدينة وفي شوارعها، وبين التدرج في سباق دراجات تكثر فيها الحوادث والارتطامات والسقوط، كما يعرف أهل الاختصاص. ففرق بين ما يفرض على سائقي سيارات السباق من لبس الأحزمة والخوذ واللباس المضاد للاحتراق والتشقق لحماية المتسابق، وبين قائد السيارة العادي الذي يلزمه ربط الحزام فقط!

ننهي هذا الموضوع بذكر أن شبكة الجاريات تُرجع موضوع لبس الخوذة إلى راكب الدراجة أو الجارية، فهو المخول الرئيس “بحماية نفسه” بلبس الخوذة أو عدم لبسها. ولن ندخل في التوصية بلبسها أو عدم لبسها. بل يكفي أن نقول أنه لم تثبت فائدة الخوذة على سائقي أو ركاب الدراجات.

 

بعض المصادر بخلاف نظام المرور:

Bicycle Helmet Laws in 50 States

Wiki Bicycle Helmet Laws by Country

EU Road Safety

Pros and cons regarding bicycle helmet legislation

Traffic rules and regulations for cyclists and their vehicles

Evaluating the Health Benefit of Bicycle Helmet Laws

Bicycle helmet laws could do more harm than good

 

 

 

About the author

مؤسس موقع الجاريات محاضر نظم معلومات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

Related Posts

4 Responses
  1. احمد الفقيه

    الخوذة مالها اي داعي، اصلا المتعة في الدراجة انك تكون حر، وربما تكون ضرورية في السباقات ولكن عدا ذلك يجب ان يكون
    الشخص حرا في لبس الخوذة.
    بالنسبة لامن الجامعة شافوني بدون خوذة ولم يتكلمو، ربما ان ارتدائها غير واجب
    (وهو القرار الصحيح في نظري لان الشارع لاتزيد سرعته عن ٥٠ كم)