عشت المصائب والأخطار؟

هل عكست اتجاه الطريق؟ وركبت الرصيف؟ وسرت على كتف الطريق؟ ومارست جميع أخطاء المبتدئين في ركوب الدراجات في شوارع البلاد ظنا منك أنك حذر ومحاذر؟ كانت السيارات تتجاوزك من مسافة قليلة عن يسارك وأنت في يمين الطريق، واجهتك عقبة أمامك أو سيارة واقفة فتضطر إلى الانحراف يسارا وتغيير مسارك فتدخل المسار التالي والتي تخشى أن تأتي سيارة مسرعة في هذا المسار، قد تقف مكانك ثم تلتفت برأسك وتدخل المسار الأيسر للمجاوزة، أو تحاول تغيير المسار بخفة وربما أصبحت تمشي بين المسارين مع وجود سيارة متحركة في المسار المجاور. أنت على اليمين والسيارات الواقفة على يمينك وتخشى من تحرك أحدها فجأة بل تخشى من أحدهم فتح باب سيارته في وجهك! قد ثُقبت العجلة عدة مرات بسبب الزجاج المبثوث على يمين الطريق. الرصيف ضيق، وعندما تقطع التقاطع تنعطف عليك سيارة فجأة متجهة نحو اليمين فتجد نفسك تضغط على المكابح بقوة خشية أن تضطدم بالسيارة! تعكس اتجاه السير بجوار الرصيف فتخرج سيارة من شارع عن يسارك باتجاهك دون أن تنظر إليك لأن السائق ينظر إلى السيارات القادمة من يساره. وغيرها وغيرها من المخاطر التي تواجهها يوميا، بل كنت تعتقد بسلامة طريقة قيادتك. نسأل الله لك منها السلامة. 

هل نُفخت أبواق السيارات خلفك؟ أزعجتك وأنت لم تعق طريقها أصلا! حتى أدركت أن نفخ بوق السيارة يرفع بسبب ومن غير سبب. السيارات لا تحترمك، فأنت لست موجودا، تحاول أن تخبرهم أنك موجود بلبس الفاقع من الألوان والضيق والمصابيح الكثيرة، ولا زالت السيارات لا تتعامل معك، وكأنك دخيل. أخذت تتمنى أن تسكن البلاد الغربية التي توفر مسارات خاصة للدراجات والتي أخذت تحلم بها وتطالب بها لسنين دون أن يستمع إليك أحد، وثقافة الناس من حولك ثقافة مركبات. فلا احترام للمشاة، ولا تقدير لضعيف. 

بدأت تسمع عن القيادة المركبية، ولأن الطريق أصبح للمركبات، بدأت تقتنع أن عليك التصرف كمركبة!، أحببت القراءة في الموضوع، مستغرب ومستنكر، وربما لا تؤيد، والكلام مقنع ولكن الخوف يأكل أنفاسك. أهلا وسهلا بك في موقع الجاريات!