إن من أهداف هذا الموقع تعريف زواره من جميع أطياف الناس عن القيادة المركبية. فهي أسلوب ونظام يتخذه راكب الدراجة وهو يقود في الطريق. وهي إحدى أربعة أنظمة أخرى للقيادة نتحدث عنها هنا. القيادة المركبية تعد أسلم طريقة لقيادة الدراجة أينما كنت. إن كنت دراجا فقيادتك لدراجتك بهذه الطريقة تجعل من تعرضك للخطر يتضاءل كثيرا. هذا الموقع يهدف إلى توعية ركاب الدراجات بأنواعهم (الرياضيين، النقليين، الصغار، الكبار) بكيفية القيادة بهذه الطريقة السهلة الآمنة. القيادة المركبية هي أسلم طريقة لقيادة دراجتك في الأحساء، أبها، الرياض، جدة، الخبر وأي مكان في العالم. أضف إلى ذلك أنه من الأفضل أن تتعلم هذا الأسلوب بالخروج مع مختص بعد القراءة وفهم النظرية لتطبقها عمليا.
بعد هذه المقدمة، نعطي نبذة عن أنواع أنظمة قيادة الدراجات والبنية التحتية اللازمة لذلك المطبقة في العالم.
النظام المفصول:
يتمتع هذا النظام بدرجة أمان عالية. فالبلدية وإدارة المخططات والمرور تستثمر في إمداد المدينة بطرق خاصة للدراجين تكون مفصولة تماما عن طرق السيارات. وعند تقاطع هذه الطرق مع طرق السيارات تكون الأولوية لأصحاب الدراجات. مدينة أمستردام في هولندا وكوبنهاجن في الدنمارك من المدن التي استطاعت زيادة نسبة الدراجين في مدنهم بالاستثمار في هذا النظام. مع امتيازات هذا النظام، إلا أن من عيوبه، أنه مكلف ويحتاج إلى التخطيط طويل الأمد مع التدرج في تثقيف أهل المدينة لأسلوب معيشة مختلف.
نظام خطوط الدراجة الجانبية:
ينتشر هذا النظام في بريطانيا وبعض مدن أمريكا. تتدخل البلدية مع المرور في إدراج خط جانبي على يمين الشارع خاص للدراجين . أهل هذا النظام يحتجون أن هذه الطريقة تشجع الناس على التدرج وأنها آمنة، ويعتمدون على غير الدراجين وأصحاب السيارات في تمرير قرارات إعادة تأهيل الطرق، من خلال التصويت عليها في البلدية. للقارئ العادي، تبدو هذه الطريقة الوسيلة الوحيدة لقيادة الدراجة بأمان في الطرق، إلا أنها حقيقة من أسوأ الأنظمة التي تزيد المشاكل بين أصحاب السيارات والدراجات وتزيد من حدة الحوادث وعددها. وتزيد من التمييز بين الدراجة والسيارة واللتان تعتبران مركبتان في الطريق. إن استخدام الدراج لهذه الخطوط الضيقة تعيق حركته وتجعله يقود بطريقة غير آمنة. كما أن السيارات نادرا ما تتقيد بطريقها. فالدراج يضطر إلى الخروج من خطه كثيرا ليتجاوز السيارات الواقفة. قد يحاول سائق متهور استخدام هذا الخط الذي يقع في اليمين باتخاذه لمجاوزة الطريق بطريقة خطرة تجعل من مستخدمي طريق الدراجين خطرا جدا. أضف إلى ذلك أن السيارات التي تسير بانتظام على يسار خط الدراجين تكون قريبة من الدراج مما يزيد في احتمال حصول احتكاك. خط الدراجين يأخذ مكانا من الشارع وفي نفس الوقت لا يعطي الدراج مساحة آمنة على الطريق. مع كل هذه السلبيات إلا أن لها إيجابية واحدة، فهي إحصائيا، تزيد من نسبة مستخدمي الدراجة. ففكرة هذه الطرق وتسويقها يجعل من المبتدئ يتشجع في استخدامها والبدئ في التدرج. ومع هذه السلبيات، تنمو مع الدراج عدم إدراكه بكيفية السير بطريقة آمنة.
نظام القيادة الغير نظامية:
هذه تعد أخطر أنواع القيادة مع اعتقاد الغالبية العظمى من الناس بمبادئها. يسير الدراج عكس السير محتجا أنه يرى السيارات القادمة فيبتعد عنها. يقود على الرصيف محتجا أنه يبتعد عن الشارع الخطر. لا يدرك الدراج المبتدئ أن هذه المبادئ خطرة عليه وعلى أصحاب السيارات. فقائد الدراجة يضطر إلى الوقوف والنزوح بعيدا عن الطريق عندما يعكس السير، يفاجئ الدراجُ سائقَ السيارة بظهوره المفاجئ. سرعة قدومه نحن السيارة تعادل سرعة السيارة بالإضافة إلى سرعة الدراجة!
إن تدرج الدراج على الرصيف يجعله يضطر إلى الانتباه إلى معوقات الرصيف الضيق. توجد الأشجار والأرصفة والدخول المفاجئ إلى الشارع والخروج منه.كما يضطر الدراج إلى الاحتكاك بالمارة والمشاة الذين هم أهل الطريق ومضايقتهم والاصطدام بهم. ومن التصرفات الخطرة، اعتراض الشارع بالسير بالعرض للتجاوز إلى الطرف الآخر من الشارع.
نظام القيادة المركبية:
بالرغم من عدم انتشارها وعدم إدراك الناس لها في العالم، إلا أنها أسلم طريقة لقيادة الدراجات أينما كنت، والأسهل تعلما لمبادئها البسيطة التي يدركها أي راكب لأي مركبة أيا كان سنه. تقوم أسس النظام على السير بأي مركبة كأي مركبة في الشارع بشكل يظهر فيه الدراج واضحا في الطريق قائدا بطريقة متوقعة. فالدراج يقود دراجته كما يقود سيارته أو أي مركبة أخرى. يتوسط الخط في الشارع الذي ينبغي لأي مركبة أن تتوسطه. يقود مراعيا أنظمة المرور المعتادة، كاستلام الخط الأيمن عند الانعطاف يمينا واليسار عند الانعطاف يسارا. يبتعد عن يمين الشارع، فيمين الشارع يعتبر خطرا على الدراج لقربه من السيارات الواقفة وتغيرات الطريق. يتوقف عند الإشارات المرورية ويتفاهم مع المركبات الأخرى بإشارات مفهومة، يرفع يده اليسرى لتنبيه المركبات من خلفه بنيته للانعطاف مثلا.
من المبادئ التي يتخذها قائد الدراجة: الابتعاد عن السيارات على يمين الطريق الواقفة حتى لا يكون ضحية باب مفتوح أو تحرك سيارة من مكانها أمامه. يحترم قائد الدراجة قوانين المرور، كالوقف والانتظار وإعطاء الأولوية لمن يستحق. فعند دخول الدوار مثلا، الأولوية للقادم من اليسار! يختار الراكب خط السير المناسب عند تغيير اتجاه وطريقه. فالقائد يختار الخط اليسار مثلا عندما يريد الانعطاف إلى اليسار. ومن ذكاء هذا القائد، فهو يعرف متى يستخدم خط الدراجين، إن كان ضمن البنية التحتية، ومتى يتركه ليأخذ مكانه في الطريق. يغير قائد المركبة أو الدراجة خط سيره إذا كان في الطريق ما يستدعي ذلك كتحويلة طارئة على يمين الطريق فتضطر الدراجة إلى التوجه للتحكم في الخط الذي يليه. ومن أهم ما يميز هذا القائد، هو تحكمه بالخط كاملا عند السير. فهو لا يسمح للسيارات مشاركته خطه في السير، مع تمكين السيارات من مجاوزته من الخط المجاور. يتمتع قائد الدراجة بهذا النظام بإيمانه أنه يقود مركبة في الطريق بغض النظر عن تحريكها بالطاقة البشرية أو حجمها الصغير.
القيادة المركبية وتسميتها جاءت من جون فوريستِر مؤلف كتاب (التدرج الناجح) Effective Cycling.
حسام الملحم