كنت في مقابلة مع أحد الناشطين في قطع المسافات بدراجات جبلية في الرياض، واكتشفت أن ثقافة القيادة الخاطئة تحتاج إلى إزالة بالطريقة النظرية والعملية. أحاول في هذه المقالات المتفرقة فك شفرة الشوارع كي تستطيع أخي القارئ التنبه إلى الأخطاء التي اكتشفت أنها منتشرة لدى كثير من الدراجين وغير الدراجين.
من النصائح المضللة “امش على الرصيف”
من “النصائح” التي تُلقى على الدراجين من “حكماء” الطريق التدرجُ على الرصيف. وهذه نصيحة خطرة في ظاهرها الأمانُ. ويَقصدُ الناصحُ بهذه النصيحة إبعاد الدراج عن السيارات، ظنا منه أنه أكثر أمانا بهذه الطريقة. نكتب لكم توضيحات من ثلاثة أوجه. الوجه الأول من الناحية النظرية، والثانية من الناحية العملية والتطبيقية من أصحاب الخبرة في هذا الموقع، ونختم ببعض المصادر والإحصائيات التي قد تروي من يقتنع بالبحث العلمي عن مخاطر التدرج على الرصيف.
دراج الرصيف هو دراج يعتمد في انتقاله بركوب دراجته والسير بها على أرصفة الشوارع المخصصة للمشاة.
– الحركة بطيئة، لأسباب كثيرة منها انتشار الشجر والعوائق على الرصيف، أضف إلى ذلك ضيق الأرصفة التي تجعل من سير الدراجة بخطى وتدرج ثابت أمرا صعبا. الأمر الذي يؤدي في الغالب إلى الاصطدام بأعمدة أو بأحواض الماء.
– الرصيف وُضع للمشاة، فمن حق المشاة المشي بأمان في الطرقات وبالذات على أرصفة خالية من المركبات. من الحوادث المنتشرة هو اصطدام الدراج على الرصيف بشخص ماشٍ انحرف عن مساره لأمر ما. ومن المعروف أن المشاة ليسوا مطالبين بوضع إشارات لتغيير مساراتهم. وبكلمات أخرى، الدراج مزعج على الرصيف.
– عند انتهاء الرصيف والدخول على الشارع لا تتوقعك السيارات. الدراج قد ينزل إلى تقاطع الشارع في وقت انعطاف سيارة نحو اليمين من غير أن تتوقع دراجا. (في الصورة حادث سببه عدم رؤية السيارة لدراج الرصيف).
– كما لا يخفى على القارئ عدم وجود أرصفة في كثير من الشوارع وبعضها قد لا يتعدى عرضه المتر. كما أن الرصيف في كثير من الأحيان يكون غير معبد بتحرك الرصف عن مكانه.
– الرصيف ليس معبدا لعجلات الدراجات وخاصة عجلات دراجات الشارع المخصصة للاسفلت والطرق المعبدة.
– عند التقاطع بين الرصيف والشارع، يواجه الدراج في كثير من الأحيان سيارات واقفة، أو سلات قمامة، أو رصيف مرتفع يجعل من عبوره من مكان لآخر صعب ومضيع لوقت الدراج باحثا عن منفذ.
– صعوبة تغيير المسار من شارع إلى آخر أمر يجعل دراج الرصيف في وضع خطر على العموم كلما حاول الانعطاف من رصيف لآخر ولا سيما وجود جدار يفصل الرؤية عند انعطافه نحو اليمين. ولا يستبعد الاصطدام بأحد المشاة أو دراج رصيف آخر!
– دراج الرصيف يقع في النقطة العمياء لدى سائق السيارة والعكس. أما دراج القيادة المركبية فالسيارة تراه بوضوح.
– سرعة دراج الرصيف لا تقارن بسرعة دراج القيادة المركبية.
– إحصائيا، سلامة دراج الرصيف أضعف من سلامة دراج القيادة المركبية.
تطرق الباحثون إلى هذ الموضوع بالذات. والبحوث التالية تنبه عليها ونضيف هنا ما يلي:
– Risk Factors for Bicycle-Motor Vehicle Collisions at Intersections
البحث السابق تطرق إلى أمور منها:
– دراج الرصيف يحتمل التعرض إلى إصابة في الطريق 3 مرات أكثر من دراج القيادة المركبية.
– الاستثمار في تصميم مسارات خاصة لدراج المسار لا يقلل من احتمال حصول الحوادث.
–Technical issues with sidewalks and sidepaths
البحث السابق تعرض لأمور منها:
– احتمال اصطدام دراج الرصيف أكثر بكثير من احتمال اصطدام دراج القيادة المركبية.
– الرصيف المكسر بسبب النباتات التي تنمو وسط الرصيف سبب للحوادث.
– تجمع الماء والأوساخ في شقوق الرصيف.
– صعوبة تقنين الرصيف، لا يمكن جعل دراج الرصيف يستخدم الرصيف باتجاه واحد. هذا يؤدي لاستخدام الرصيف في الاتجاهين.
– وجود المشاة في نفس الطريق، وهذا يسبب كثيرا من الحوادث والضيق.
– لا يوجد قوانين لأولوية الطريق، فإذا تعارض دراجان في الرصيف، فمن له أولوية العبور؟
– وجود عوائق لكشف الطريق من السيارة ودراج الرصيف سواء بسواء، فكل منهما قد يقرر تغيير مساره من غير أن يرى الآخر إما لوجود عوائق تعيق الناظر، أو بسبب النقاط العمياء للدراج والسيار.
– وجود السيارات الواقفة التي تعيق العبور من رصيف لآخر.
– دراج الرصيف لابد في النهاية لدمج طريقه مع الشارع، هذا يؤدي إلى تغيير طريقته في القيادة التي قد يزيد الأمر سوء إذا كان لا يدرك كيف يسير على الشارع.
The Bicycle Transportation Controversy
تطرق الباحث إحصائيا إلى الوصول أن القيادة المركبية أسلم طريقة للدراجين وأفضل بكثير من دراج الرصيف. البحث مدعم بالإحصائيات الموثقة.
أرجو أن يكون هذا البحث البسيط يضيف شيئا إلى معلومات القارئ.
حسام الملحم