ملاحظة: كتابة هذا المقال والذي يليه على مرحلتين، مرحلة في منتصف شعبان ١٤٣٥ وأكملته في منتصف شوال من نفس العام. فقد تلاحظ في المقال بعض الاختلاف وذلك بسبب أن جزء كتب في بدايات التجربة ثم أكمل لاحقا.
كان عندي سيارتين. اكسبدشن واقفة منذ عامين عند توكيلات الجزيرة في قضية رفعتها عليهم في المحكمة منذ ذلك الوقت. وجيلي صينية جديدة أفسدها ابني في حادث. قررت عقابه بجعله يركب الدراجة بدل السيارة في تنقلاته. وهنا بدأت القصة.
بدأت البحث في الانترنت عن معلومات عن كيفية التنقل بالدراجة والمحافظة على السلامة وأتأكد أن قراري بعقابه ليس قرارا خاطئا أو يغيب عني ما قد يجعلني نادما. وقعت على موقع الجاريات وعلى قائمة مقاطع في اليوتيوب عن القيادة المركبية ومواضيع مختلفة تتعلق بالدراجة والجاريات. هنا بدأت القضية تملأ عقلي وقلبي ونفسي وأعجبت بالأفكار أيما إعجاب، بدأت أفكر أن أطبقها بنفسي.
دعني أتحدث عن نفسي أو عن بعض خلفيتي الثقافية لربطها بعالم الدراجات. أنا خريج جامعة البترول وأغلب عملي وخبرتي تدور حول إدارة الجودة. فأنا مهتم بالجودة وتنظيم العمل وقضايا البيئة والمتمثل في مجال عملي بالأيزو ٩٠٠٠ (نظم إدارة الجودة) والأيزو ١٤٠٠٠ (نظم إدارة البيئة). فقيادة الدراجة صورة مثالية لتطبيق ما يؤمن به مدير الجودة إن كان يؤمن بما يعمل!
لم يكن الهدف الذي ملكني والذي وقع في نفسي هو استخدام الدراجة كهواية او كرياضة، بل كوسيلة نقل رئيسة للعمل وللتسوق وغير ذلك، ولعلي اكتب مقالا عن تجربتي وتفكيري في الاستغناء عن امتلاك سيارة اذا يسر الله!
برغم كثرة انشغالي وتزاحم الأولويات في حياتي، زاحمت الدراجة كل ذلك. استمريت في القراءة وجمع المعلومات حول الدراجات وأنواعها واكسسواراتها والقيادة المركبية وغيرها، ثم بدأت أقيم الوضع حولي في المنزل والعمل والطريق بينهما مثل المواقف المتاحة في مكان العمل حتى لا تسرق الدراجة مثلا وما أحتاج إليه أثناء استخدام الدراجة وبسببها وكذلك ما يتناسب مع مكان سكني وتحليل “ماذا لو”. ثم بدأت أجمع معلومات عن الدراجات ومحلات الدراجات المتخصصة وغيرها. فزرت ساكو وعجلات وجميع المحلات المسردة في قائمة دراجتي بالرياض بالإضافة إلى محلات الألعاب لبيع الدراجات الصينية وحصلت على معلومات لا بأس بها.
أخيرا ذهبت للدمام لزيارة محل القاضي مع الأخ حسام الملحم. برغم أن المحل متواضع ولكن تميز المحل بالتركيز على تجربة الدراجة أكثر من استعراض الدراجات ومن الملاحظات عدم وجود كاتالوج مع الدراجة حيث لاحظت أن عجلات تضع كيس به مجموعة كتيبات وكاتالوجات، كما أنهم لم يعطوني فاتورة شراء. وبعد محاولات وقع اختياري وقراري على دراجة شارع هيكل ألومنيوم خفيف وشوك كربون من شركة بيرفورمر ذات ٢٠ سرعة بمقاس ٥٣ وسوداء اللون مع بعض الاكسسورات بخمسة آلاف ريال (كما في الصور) وذلك في منتصف شعبان ١٤٣٥ للهجرة.
يتبع …..
أقرأ المقال وكأني أقرأ قصة الباحث عن الحقيقة!! 🙂
أسلوب مشوق.. وحفظ الله الأبناء من السيارات!
يعجبني أن بدايتك مع القراءة، وهذا ما يميز من يتوجه للتنقل مباشرة كاقتناع بعلم.
ماشاء الله 10/10
شكراً هلال على تدوين قصتك
بدية موفقة واتمنا لك مزيد من التقدم