انتشرت في المنتديات الأجنبية أخبارا عن تقرير خرج من منظمة LAB أن نسبة حوادث الدراجات التي تكون بسبب اصطدام سيارة بدراجة من الخلف وصلت 40% من مجموع الحوادث! وهذا بعيد عن الصحة. ويستخدم بعض النشطاء هذا التقرير من غير فقه لتعزيز مطالبتهم بفوائد المسارات وأنها ضرورية لحفظ النفس، بل وقد يستخدم البعض نفس الإحصائية للانتقاص من القيادة المركبية بإلقاء هذه الشبهات، وقد يسقط فيها بعض من لم يطلع على البحوث أو من لا يستطيع تمحيصها.
التقرير لا يتحدث عن معدل الحوادث حسب نوعها، وإنما ينظر فقط إلى المتوفين، ويتحدث عن (نوع الحادثة بالنسبة للشهداء)، فيظهر أن (40% من المتوفين) من الحوادث كان بسبب الاصطدام من الخلف. وقد يتشابه الكلام على البعض، فأعيد، إذا كنت تفهم من ذلك أنه (احتمالية وقوع الحادث من الخلف) هو بنسبة 40% فهذا مفهوم خاطئ، وإنما هذا النوع من الحوادث لا يشكل حتى 3-5% من الحوادث حسب أغلب الدراسات، كما أن هذه النسبة “3%” ليست احتمالية وقوع الحادث أيضا، وإنما نسبة هذا النوع من الحادث من مجموع الحوادث. كما أن التقرير لا يتحدث عن الحوادث الخطيرة أو الإصابات ولا حتى البسيطة، وإنما يركز على أنواع حوادث الوفيات فقط. ولو قلت لك أن نسبة المتوفين في السرير يشكلون نسبة أكبر من المتوفين في سياراتهم، لربما قلت لي أن السرير خطر جدا!
ويظهر التناقض مباشرة من البيان التالي، فما رأيك أن تبدأ بنصح ركاب الدراجات أن يقودوا بعكس اتجاه السير نظرا لأن نسبة من يتوفى بسبب عكس الاتجاه لا يشكلون 8% مقارنة بالاصطدام من الخلف والذي يشكل 40%. طبعا هذا خلاف المنطق والسلامة وواقع الحال. ولكن حتى يتبين للقارئ كيف يستخدم البعض أبحاثا لتضليل الرأي العام وكسب مشاريع البلدية وتضييع الحقوق.
وبالرغم من أن 40% من الحوادث المميتة تكون بسبب الاصطدام من الخلف، إلا أن نفس التقرير ينصح بعدم عكس السير وإنما السير في اتجاه الطريق! مما يدل أن الغالبية ممن يبصرون لا يبصرون حقيقة التقرير وفحواه. وقد تكاثرت الأسئلة على Andy Clark مدير منظمة LAB وقد نشر بوضوح في حوار تفصيلي تصحيحي أن الإمساك بالمسار هو الأسلم بالرغم من الاعتقاد الدارج بأن ذلك خطر، وبالرغم من أن LِِAB تدعم المسارات، وإنما أعاز إلى أنه هذا التقرير يكشف لنا لماذا الناس تخاف من حوادث الاصطدام الخلفي إذ أن الإعلام يركز في الأصل على حوادث الوفيات وينشرها بالذات، لأن الإعلام يركز على الحوادث المميتة فيكون خبرا سريع الانتشار رغم ندرة حدوثه، والتي يكون فيها احتمال أن تكون بسبب ضربة من الخلف يصل 40%. مع إضافة أن السائق يزداد خوفا من رؤية دراجة أمامه، وكل هذه معطيات تدفع الناس للخوف والظن أن المسار مهم وخاصة مع وجود من يحب نشر ثقافة الخوف من إعلاميين وغيرهم من مستخدمي الطريق حسب تعبيره.
ومن زاوية أخرى فإن الاصطدام من الخلف لا يعني أن الدراج كان يقود مركبيا، بل إن أمريكا يندر فيها من يقود مركبيا أصلا! فكما نشرنا سابقا عدة حوادث اصطدام من الخلف كانت بسبب وجود مسار دراجين ينحرف السائق فيه أو القيادة الجانبية، ويوجد في قسم القيادة الكركبية وقسم المسارات الكثير من الحوادث المصورة والتي كان فيها الدراج يقود جانبيا أو على المسار وهي بحسب التعريف ضربة من الخلف! وعادة ما ننصح بأن يكون الدراج في وسط مسار الطريق حتى يكون ظاهرا للسائق فيتجنبه مبكرا كما هو معروف. وقد تعرض صديقي “أبو عمر” لعدة حوادث اصطدام من الخلف وهو يقود بطريقة جانبية! ولطالما نصحته بالقيادة المركبية، ولكن “بو طبيع لا يغير طبعه”، حفظه الله من كل سوء!
ومن جهة أخرى، فإن مدير المنظمة يعلق ويشير على التقرير إلى أن المشكلة إعلامية ثقافية أمنية إدارية قضائية، ويؤكد أن إدارة الشرطة والقضاء ضليعان في تفاقم المسألة وخاصة أن الكثير من هذه الحوادث لا تعالج بشكل جيد مما يقدم رسالة خاطئة للمجتمع. كما أن التقرير يعترف أن هذه الوفيات لا يُعرف أسبابها حقيقة وخاصة أن الشاهد الآخر وهو الدراج ليس موجودا للإدلاء برأيه في صفة الحادثة. ويشير التقرير إلى أن غالبية هذه الحوادث تكون بسبب السائق اللاهي أو المخمور ولا علاقة لها بالقيادة المركبية ولا حتى بالبنية التحتية أو المسارات! فالقيادة تحت المسكر والالتهاء بالجوال كلها حوادث تحصل سواء كنت تقود في مسار جانبي أو مفصول أو قيادة جانبية أو قيادة مركبية أو حتى عكس سير! كما يشير رئيس المنظمة بأن هذا التقرير لا يجب أن يتخذ لوضع سياسات، وإنما هو موجود لاستقطاب الأسئلة لبدأ بحوث جديدة.
Bicycling.com Safer Streets? Yes, Please!
LAB:FAQ: EVERY BICYCLIST COUNTS
LAB NEW REPORT: EVERY BICYCLIST COUNTS
مناقشات باحثين في منتديات أجنبية
—————————-
تحديث: المزيد من التوضيح ذي الحجة 2 1435
اكتشفت أن البعض يخلط بين التصريحات والدراسات ولم يطلع على التصحيح، وكتبت في آخر المقال في الأعلى تلخيصا عاما وخاصة أني كنت أتابع هذه النقاشات عن كثب في وقتها. وللتفصيل: يوجد تصريح أول من منظمة LAB في شهر مايو من Andy Clarke، ويوجد لقاء صحفي مع مدير المنظمة Andy Clarke في شهر مايو، ويوجد تصريح تصحيحي ظهر في يونيو من نفس الشخص! إذا لم تقرأ هذه الثلاث مقالات ستخرج بفهم مغلوط.
- التقرير المشار إليه ليس بحثا محكما ولا بحثا علميا، إنما هو تقرير بياني مرصود من الأخبار الإعلامية وتقارير الشرطة دون دراسة إحصائية.تعليق انتقادي من موقع مهتم بالقانون للمقال وعلى التقرير الذي أخذ صفة البحث Challenging Assumptions About Bicycle “Accidents”
- البعض يستند إلى لقاءات Andy وتصريحاته في شهر مايو حول التقرير، ويتناسون التصريح الأخير في شهر يونيو، وقد كنت أستدل في مقالي على تصريحه الثاني الأهم رغم أن الأول هو المشهور. والجديد يجب ما قبله. LAB:FAQ: EVERY BICYCLIST COUNTS
لاشك أن تصريح مدير LAB الأول لقي رواجا إعلاميا ليصل جميع من يطالب بالمسارات وفرحوا به كثيرا وخاصة أنها منظمة أمريكية، إلا أن أعضاء المهندسين LAB ومن منظمات أخرى والكثير من المهندسين بل وكثير ممن لديهم شهادات تدريب من LِAB نفسها لم يعترضوا على التقرير وإنما اعترضوا على الاستنتاجات الخاطئة التي ذكرها مديرهم “جاب العيد”. ولذلك أصدر مدير LAB تصريحا بعد أسبوعين من إصدار التصريح الأول في يونيو تصحيحي تراجعي لنصف الطريق دون أن يعترف بخطئه الأول يعرض استنتاجه بطريقة مختلفة، إلا أنه للأسف لم يلق رواجا إعلاميا وخاصة أنه يقول أن المشكلة إعلامية قضائية إدارية، وأن الإمساك بالمسار هو الأسلم بخلاف ما قاله في تصريحه الأول، بالرغم أنه يستمر في المطالبة بالمسارات كعادته دون أن يكون للتقرير في الحقيقة دور في رأيه الجديد. كما ذكرنا في المقال. عموما، لست الوحيد الذي ينتقده في ذلك، وتجد المزيد من التعليقات في الصفحات المتخصصة في انتقاد البحث وانتقاد مدير LِAB المتقلب.
تعليقات Bicycle Are Drivers على التصريح الأول
تعليقات Bicycle Are Drivers على التصريح الثاني
رد تحليلي من منظمة IAmTraffic.ORG: Joining the Chorus of Ignorance
أما مقال Bicycle.com فهو مقال ترويجي كغيره من المقالات الأخرى، وهذه لقاء مشهور نفذ في مايو أنصح الجميع قراءته لمعرفة كيف تمرر الدراسات الضعيفة في الإعلام من دون تدقيق: Q&A: New League study challenges assumptions about fatal bike crashes وبسبب هذا اضطر Andy إلى إجابة الجمهور وأسئلته في تصريحه الثاني الذي نشر في يونيو 2014!
وأختم هنا أني لا ألوم من يتمسك بهذا التقرير أو تصريح AC الأول وخاصة ممن يدعمون المسارات، فالبحوث غالبا ضد هذا التوجه، والتسويق معهم، فإذا وجدوا دراسة تدعم التوجه طاروا بها! لقراءة التقرير والمزود بقصص الوفيات من هنا.
وأضيف أن قسم الدراسات في موقع الجاريات قد يدلكم على المزيد من الدراسات.
وإذا كان البعض مصرا على اعتماد هذا البحث بفهم خاطئ، وهذا شخص ينصح بالسير بعكس اتجاه الطريق!
الكثير من الدراسات؟ ما هي الكثير من الدراسات؟
انت هنا تحاول الرد على المهندس عبدالرحمن النعيمي و لكنك تجبن عن التصريح بسمه
المقال ذكر الدراسة ومصدرها ورد الكاتب. المقال متكامل. والنقاش يكون في محتوى الرد.
انت لمَ لا تصرّح باسمك؟
كابتين غشام… ما زلت تحت التأثير السحري لحسام و خالد القصعبي و للاسف كليهما لا يملكان اي منطق او نقاش او تحليل او او او
اما عن اسمي ما دخله في الموضوع؟ هل يزيد او ينقص من النقاش؟ ناقش الفكرة و ليس الشخص
انا يعرفني حسام جيداً من ايام كنتكت و بينا عيش و ملح… والله ما زلت اتعجب كيف ان هذا الفكر يخرج من حسام…. لله في خلقه شؤون
تم تحديث المقال وتوضيحه … ولا تلقوا بالا لتعليقات الأسماء المستعارة وخاصة عند حديثهم حول أشخاص كرام.
جزاك الله خير يا أبو منيرة، الحمد لله هؤلاء اللذين يدخلون بحسابات وهمية. يضعون تعليقات وهمية و بذلك هم بحد ذاتهم وهميين.
على قولة المثل القافلة تسير و الباقي تعرفه…
هناك مقال يشير إلى أن حوادث الصدم من الخلف تشكل 3.8 % يتوفى منهم 40% معتمداً على نفس التقرير الذي أثيرت حوله الشبهات والصادر من League of American Bicyclists والذي أجري حول 628 حالة وفاة للدراجين، بالرغم من أن المسؤولية القانونية تقع على سائقي السيارات حسب ما ذكره المقال إلا أنه ينصح الدراجين ليتخذوا دوراً فعالاً في الوقاية من حوادث الصدم من الخلف عبر تجنب الرصيف واستخدام المرآة
http://bikewalkcentralflorida.org/2014/06/03/data-collected-on-how-and-why-cyclist-deaths-occur/
أيضاً نسيت ذكر إحدى نصائحه التي نسبها لموقع bicyclesafe.com بعدم التجاوز من اليمين
بالرغم من ارتفاع هذه النسبة إلا أنه ما زالت جميع النصائح تدعم القيادة المركبية في مقالك ومراجع مقالي، ويستشهد ب مقال BicycleSafe والذي يستشهد بالقيادة المركبية وصفاتها.
أما من ناحية النصح بالمرآة،، فهو أساسا لتغيير المسارات، وليس لتجنب السيارات من الخلف. وتلاحظ في نصائح BicycleSafe أنه يركز على أن المرآة (ستشعرك) بالإطمإنان، ليس إلا! ولا يوجد ما يثبت أن المرآة تجنبك الحوادث من الخلف،