أنا أقود سيارة وأتنقل بها في مدينتي فهل أنا من #ثقافة_سيار؟
يسقط البعض في شبهة عدم التفريق بين السيار وبين #ثقافة_سيار المنتشرة لدينا كما هي الحال في أغلب العالم. أنا أقود سيارة في وسط المدينة، فهل أنا جزء من #ثقافة_سيار؟ هل #ثقافة_سيار هم المتهورون في قيادة السيارة؟ الإجابة لا.
سؤال يظهر في أوساط التغريدات التي تتابع #الجاريات، وخاصة أن الكثير يتنقل بدراجة وسيارة ومشيا، ويستغرب المتابع لماذا الهجوم على السيارين! وهذا بعيد عن الصحة. إذ لا نقصد بهذا الهجوم على السيارين! ولا نقصد بهذا التفريق بين الدراج والسيار! إذ حتى أنا أقود سيارة.
نقصد بثقافة سيار هي تلك التي تحوي عقائد وأفكارا معينة من يؤمن بها يكون من ضمن هذا الثقافة المنتشرة عالميا، فليس كل من يقود سيارة يتبع ثقافة سيار. ولِمَا تتسببُ هذه العقائدُ من انتكاس في الفهم الصحيح لحقوق الطريق وأثرها على اقتصاد الوطن والوقت، وحفاظا على أخلاق الناس وتنظيفا للغبش الإعلامي، يقتضي أن نبين خطر هذه الثقافة التي تربينا عليها من أثر تكريس هذا الفكر منذ ظهور هذه التقنية وتفنن الإعلام الأمريكي في نشرها وتركيزها في النفوس. ثقافة مرتبطة بالبطر والكبر والهوى والنرجسية في بعض الأحيان أو الأنانية تظهر بجلاء حتى مع المتواضعين منا إذا ركب سيارة، بل الغالبية يعتقد بها جهالة، ويمارسها الكثير دون وعي وإدراك أنها خاطئة! بل تصدر من الناس أحكاما على آخرين بسبب البنية المعلوماتية من هذه الثقافة.
فإذا كنت تحب نشر ثقافة ركوب الدراجات أو المشي فعليك أن تكون إيجابيا في نشرها وفي نفس الوقت حذرا من ثقافة عدائية حتى لا تكون فريسة سهلة في وجه صراع الثقافات وحتى لا يتم تحييد انتشارك بسياسات خاطئة ظالمة يكون خصمك فيه هو الحكم. فإن انتشار هذه الثقافة في وسط إدارات المرور والأمن والقضاء قد تضر عكسا على نشر ثقافة التنقل مشيا أو بالدراجة، زد في ذلك أن الكثير من نشطاء الدراجات أيضا ضمن ثقافة سيار وعليك الحذر منهم. أما قول القائل كن متفائلا وتجنب الصدام، فاعلم أخي أن ثقافة سيار هي من ستصطدم بك أولا، فكن جاهزا لتعرف كيفية التصرف والرد على الشبهات. وخاصة أن الحملات العكسية ضد ركاب الدراجات لم تبدأ بعد لدينا كما بدأت لدى الغرب، فخيركم من اتعظ بغيره.
جملة من الإيمانيات والاعتقادات التي يؤمن بها أصحاب هذه الثقافة والتي نحاول كشفها حتى نستطيع نشر ثقافة ركوب الدراجات بل حتى المشي في أوساط المجتمع بأمان وسلام:
#ثقافة_سيار وعقائد فاسدة متعلقة بــ “حق الطريق”:
- السيارة سيدة الشارع ولها الأولوية في العبور والأحقية، وهي أهم من الشاحنة والحافلة والدراجة والمشاة.
- قيادة السيارة حق مشروع في وسط المدينة.
- البلدية عليها التسهيل للسيارات قبل تنفيذ المشاريع الخاصة بالمشاة والمركبات الأخرى.
- الأفضل للشاحنات والدراجات، أن يكون لها مسارا خاصا بعيدا عن طرقاتنا.
- الحوادث التي تقع بين السيارة وبين وسيلة أخرى أو حتى المشاة، يكون فيها صاحب السيارة مظلوما عادة.
- الشوارع خُلقت أساسا للسيارات، وأما المشاة والدراجين والشاحنات فهي منّة من سائقي السيارات ونظام البلد.
- استخدام البوق يقابل إلقاء السلام.
#ثقافة_سيار واعتقادها بالمجتمع والحياة
- لا أستطيع الزواج من غير سيارة
- الناس لا تحترمني من غير سيارة
- السيارة جزء من نظرية التطور والانتخاب الطبيعي بل جزء من خلقة الإنسان السوي. والذي لا يملك سيارة لديه نقص عضوي وقد يُعد من المعاقين.
- بدون سيارة عيب! والسيارة جزء من البرستيج.
#ثقافة_سيار والعقائد المتعلقة بتقنية السيارة والمركبات:
- السيارة آمنة
- هيكل السيارة يحيط بي وأنا أركبها ولهذا هي أفضل من الدراجة في الحوادث
- السيارة آمنة لأن فيها أحزمة ووسائد.
- اقتناء السيارة مريح جدا وبداية السعادة
#ثقافة_سيار وحركة المرور تتسبب في تضييع اقتصاد الوطن:
- السيارة أسرع وسيلة تنقل في شوارع البلاد.
- الدراجة والشاحنة تعطل السير.
- توسيع الطرق يخفف الزحام.
- زيادة سرعة الطريق النظامية ستزيد من انسيابية حركة المرور.
- إدارة المرور مسؤولة عن الزحمة وحله.
- وجود مركبة أبطأ من سرعة مركبته تزيد الزحمة.
- استخدام البوق يسرع حركة المرور.
- استخدام جهاز الإضاءة العالي (التكبيس) لإبعاد السيارة الأمامية عن مسارها أمر مقبول عادي!
- التسارع داخل المدن وبين الإشارات يجعلك تصل أسرع.
- تجاوز السيارات في وسط المدينة يجعلك تصل أسرع.
- سرعة وهرولة المشاة في قطع الطريق أمر طبيعي!
- على الشاحنات والدراجات أن يسيروا في أقصى اليمين.
- على الدراجات أن يسيروا على الرصيف
- السيارة آمنة!
- الدراجة الهوائية خطرة!
#ثقافة_سيار والتلميع والإسقاط الإعلامي التشويهي على المستخدمين الآخرين.
- سائقي السيارات “مشغولون” و”أنا عندي شغل مهم” أكثر من غيري وخاصة سائقي الشاحنات والمشاة والدراجين.
- الذي لا يملك سيارة فقير!
- ركاب الدراجات لعابين.
- البحث والتقصي لانتقاص راكب الدراجة، “لا يلبس خوذة”، “الإضاءة ضعيفة”، يقود بتهور.
- البحث والتقصي لانتقاص سائق الشاحنة، “نايم”، “حشيش”، “متسترين”، “مخالفين”، مشروبات طاقة، وعيون جاحظة.
- سائقو سيارات الأجرة متهورون.
- المشاة متهورون ولا يأبهون بالنظام.
- العمالة يتعمدون إلقاء أنفسهم أمام حركة السير للحصول على الدية أو التعويض لذويهم!
- “ليه تاركين عيالهم يلعبون في الشارع”
- ركاب الدراجات النارية معهم أسلحة و”يركبون البنات معهم”!
- المشاة مسوين زحمة
هذه القائمة لا تحصر التعريف وإنما تبين مظاهر هذه الثقافة وحالتها، إذا كنت تعتقد بأي من هذه العقائد فأنت جزء من هذه الثقافة التي علينا الحذر منها ونستعيذ الله منها حتى نستطيع التطور والإنجاز والتغيير بشكل أسرع. وبإذن الله يتم تنفيذ مشروع نزع القناع التوعوي.
10/10
مقالة ممتازة تسلط الضوء على سلوكيات فعلية نرتكبها أثناء قيادتنا للسيارات. نقطة الشاحنات بالصميم، كثيراً ما أفرح بتحديد مواعيد حركة الشاحنات… وأشعر بضجر من حركتها في الشوارع؛ وجاء هذا المقال لينبه أن الشاحنات لها أولوية ولكن ثقافة سيار جعلتنا نغفل هذا الجانب. فتوقف الشاحنات يعني توقف نقل الغذاء والماء … وحاجات الناس الضرورية. من هنا أدركت أهمية العبارة التي كنت أراها مدونة على شاحنات أستراليا Without Trucks, Australia Stops!
ومن هنا يأت ركوبنا للدراجات الهوائية، وقراءتنا لمواقع مثل الجاريات في رفع درجة وعينا والحذر من ثقافة سيار.
شكراً حسام!
وفقك الله
جمع جميل ورائع ولو أنها تحتاج إلى تسليط ضوء أوضح وأكثر تفصيلا على آثارها السلبية والتي من أبرزها وأهمها في وجهة نظري ضياع الشعور بالأمن والأمان في الشارع والذي يعاني منه جميع أفراد المجتمع (بما فيهم من يسوق لهذه الثقافة)، وبالذات الطفل! نعم الطفل وأتمنى أن نتنبه لهذا في كلامنا حول هذا الموضوع، فلك أن تتخيل حرمان الأطفال من حقوقهم في الشارع وأحد أهم المتهمين فيها ثقافة السيار.
ولعلي بعد الإذن أربط هذه الثقافة الظالمة البشعة والتسويق لها بالطريقة غير البكرية (نسبة لأبي بكر رضي الله عنه) في التعامل مع الضعيف والقوي. إن أي ثقافة لا تتضمن مواجهة الظالم ومواجهة القوي والأخذ على يده وأطره على الحق أطرا والاستعداد لمقاتلة الباغي، فهي ثقافة تجذر وترسخ للظلم. فالواقع في كثير من أوجه الحياة عند وجود ضعيف وقوي، يكون تدخل الناس بإبعاد الضعيف عن سطوة القوي زعموا!! فهم بذلك يكونوا عونا للقوي على هذا الضعيف!! ثقافة قبيحة في المجتمع ولها نماذج وأبعاد كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.