قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: ((إذا سمِعتَ الرَّجلَ يقولُ: هلكَ النَّاسُ، فهوَ أهلَكُهُمْ))!. تسمع وتقرأ اليوم من يعظِّم ويبالغ التركيز على الأخطاء والسلبيات هنا وهناك حتى يصبغ بها مجتمعاً ما، فتتردد كلمات سلبية أمثال الواردة في الحديث الشريف: الناس بهم كذا، المجتمع لا يراعي كذا، العرب لا يقرأون، السعوديون متكبرون… ويُقال في مثل دارج: “الذي على رأسه بطحا يحسسها”؛ إذ تجده يسبق إلى تعميم وصف الناس بأمر سيئ، وهذا الأمر منطبق عليه قبل أن ينطبق على غيره! فلينتبه من ينحو هذا النحو، فما ننطق به تعميمًا على الناس فهو مرآة ذواتنا، أي أول ما ينطبق على أنفسنا قبل أن يكون وصفًا لغيرنا!.
ويقع في هذا الفخ كثيرًا جماعةٌ من أولئك الذين يسافرون إلى بلاد الشرق والغرب، ثم يأتوننا ليقيموا حلقات المقارنة، هناك وهنا، عندهم وعندنا، الحسن هناك والسيئ هنا… وهذا أحد الفخاخ التي وقع فيها برنامج خواطر، ففي حلقة الدراجات الهوائية اكتشفنا أن مقدم البرنامج لا يُحسن ركوب الدراجة، ولا يعرف عن الدراجين المتنقلين في السعودية، فكان القياس بناءً على إدراك محدود تم تعميمه بغير علم، فمن ذا الذي يقيس الناس بناءً على تجربته أو إدراكه المحدود؟!
أحسنت وكثير ممن ينقل تجارب غربية بإعجاب يردده في مجالس هو أكثر المتقاعسين عن تطبيقه إلا إن كان يحرك الغرائز!