لعل من التوفيق اختيار اسم الجاريات على تلك المركبة الرائعة ذات العجلتين (ثنائية) أو الثلاث عجلات (ثلاثية). وهناك مقال حول الجاريات وأنواعها في مكان آخر. وأحد هذه المقالات عن قصة اختيار هذا الاسم:
الجاريات في القرآن
بحثت في القرآن عن لفظة الجاريات وجذرها ومشتقاتها فوجدت بعض الفوائد الطريفة.
لفظة “الجاريات” وهي جمع مؤنث سالم لكلمة جارية، وجاءت فقط مرة واحدة في سورة الذاريات الآية الثالثة في قوله تعالى (فالجاريات يسرا) في سياق مخلوقات عظيمة أقسم الله بها على قوله (إن ما توعدون لصادق وإن الدين لواقع). وذكر الطبري عن معنى الجاريات في هذه الآية السفن نقلا عن كل المفسرين. لن نجرؤ على الكلام في كتاب الله وننسب هذه الجارية لمراد الله والعياذ بالله، ولكني أرجو أن يكون من اختار هذا الاسم قد وُفِّق، حيث أوجه الشبه كبيرة ونرجو أن تكون مركبة مباركة ونرجو أن ينالها شرف قسم الله بها، ونرجو أن تكون آية في نشر الحق والخير بين الناس وطريقا لمكافحة أمراض الشارع من ظلم وباطل وشر حقاً.
واللفظة الأخرى “الجوار” وهي أيضاً جمع لكلمة جارية ولكنه جمع تكسير. وقد وردت هذه اللفظة في ثلاث مواضع: (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام) سورة الشورى آية ٣٢، (وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام) سورة الرحمن آية ٢٤، (فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس) سورة التكوير آية ١٦. في الآيتين الأوليين معناها السفن أما آية التكوير فقيل فيها النجوم والكواكب والبقر والبقر الوحشي والظباء، ورأي الإمام الطبري أنها تشملها كلها وتشمل كل ما يوصف بالخنس الجوار الكنس والله أعلم. فهل جاريتنا توصف بتلك الصفات؟ هي تخنس وتجري وتكنس (تختفي وتغيب وتبتعد وتسرع وتهرب وتتحرك بسرعة وخفة ورشاقة ذهابا وإيابا عجيبة في تحركها في الطرق).
أما لفظة “الجارية” مفردة فجاءت في موضعين أحدهما اسم والثانية صفة في قوله تعالى (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية) في سورة الحاقة آية ١١ وهي سفينة نوح، ثم في قوله تعالى (فيها عين جارية) في سورة الغاشية الآية ١٢.
كلمة “تجري” جاءت في حوالي خمسين موضعا في كتاب الله، وفاعلها الأنهار أوالفلك (السفن) أو الريح أو الشمس. وكلمة “تجريان” في قوله تعالى (فيهما عينان تجريان) الرحمن ٥٠. أما كلمة “يجري” فجاءت أربع مرات كلها (والشمس والقمر كل يجري…الآيات)
كلمة “جرين” في قوله تعالى (هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا…الآية) يونس ٢٢.
كلمة “مجراها” في (وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها) هود ٤١
عموما هذا اسم رائع وأرجو أن يكون توفيقا مباركا من الله لمن اختاره (حسام الملحم كما عرفت)، وأرجو لمن يستخدمه البركة، وأوصي نفسي وإياكم بشكر الله في اليسر والعسر وقت ركوبها وفي كل أحوالنا
بصراحة اقنعتني أستاذ حسام، وسيتم الدفاع عن الجارية من الان وصاعدآ