لم أستطع إجابتك أخي هلال، فليس لدي دوام هذه الأيام والإجازات قد بدأت، بل حتى رمضان الماضي، وكأني أقول لنفسي أنصحك وأنا لم أعد أتنقل للعمل هذه الأيام الحارة! ومقال أخي رائد فتح الباب لأكون مسندا له.
من ناحية مسافات التنقل، فلم تزد تنقلاتي عن 15كلم في نهار رمضان من وإلى العمل، أتوجه صباحا أو ظهرا للعمل 5كلم وعند العودة أتوجه للإفطار في بيت أقارب يبعدون 11كلم. أصل العمل عطشا جدا رغم قرب المسافة، أغتسل فأتبرد ويطوي عني العطش مرور الوقت وفي خلال نصف ساعة من وصولي يذهب الظمأ.
المسافة الفعلية التي أقطعها يوميا عادة تزيد لأني أتعمد كثيرا إطالة مشوار الرجوع لاستمتاعي بالطريق ولتأخر وقت الإفطار، وأذكر أني آخذ لفة حول شارع الملك عبدالعزيز في الخبر، يعني ممكن المجموع 20كلم يوميا على المتوسط.
في رأيي أن الإنسان العادي لن يصيبه مكروه لو كان جسده طبيعيا، ستعطش وتشعر بلذة الصوم، الصوم في تلك الأيام كان روحانيا بالنسبة لي، فكان ذكر الله واستذكار نهر الكوثر هو دعائي وقت الإفطار وأسأل الله الإجابة، أنظر لكأس الماء وكأنه نهر لبن الجنة، أهكذا يشعر الأولون في صيامهم؟ يا لنعيم نحن فيه، الإفطار عبارة عن 4 إلى 5 كؤوس ماء، ويمكن كأسي عصير، ونترك تناول الخفايف لما بعد الصلاة. تذكر أن تُخبر المضيف أنك ستفطر بعد الصلاة، حتى لا يشعر بالحرج من عدم تناولك شيئا، فالشهية قد تفتح أكثر بعد الصلاة.
إذا تدرجت فلا تسرع، وامش هونا بسرعة عادية، فالجفاف قد يصيب الدراج سريعا، لا تخرج دون ماء بارد، الأساس أن تبرد به رأسك، وجسمك في صيف الدنيا، وإن كنت قد استنزفتك الحركة والنشاط، فإن الله لا يريد هلاكك، أفطر واشرب هنيئا مريئا، فلك عذر جميل، فعدة من أيام أخر.
الجفاف
هاجمني الجفاف مرتين، الجفاف قد يكون من الأعراض التي ستتعرض لها لو كان ارتواؤك قليلا أو نشاطك فوق العادة، لا تتوقف المسألة على العطش، وإنما شعور جفاف الشفايف والجلد حتى ترى نفسك جزء من تراب الصحراء. قد ينتابك دوخة أو إغماء في الحالات الشديدة.
وأذكر قبل 4 سنوات، أني خرجت من بيت صديق في أمريكا وكانت المدينة جبلية وألبس ثوب صوف والحرارة تصل 35مئوية. والعودة كانت صعودا مرهقا فهاجمني ضعفي وعطشي الذي أجبرني على الفطر ولا أذكر إن كان صيام فرض أو نفل! أخذت أرشف وأرشف من كيس الماء في جيب الجارية وأنا مستمر للصعود الشديد في تلك البقاع.
وفي أحد ليالي الأحساء الحارة عام 2009 وبدون ماء وأنا أتجول في شوارعها وقد خرجت من منطقة “سوق القيصرية” بدراجتي مع 1000 سيارة تريد الهروب من الزحام تسارعت بعد الإشارة الخضراء لأكتشف أن جسمي هاجمه التصحر في خلال 5 ثوان لأكتشف أن جسمي لم يعد جسمي. تلك كانت لحظات أكتشف فيها أن الماء من ضروريات ركوب الدراجات. لا أذكر ماذا فعلت وقتها لكني ربما أخذت أقود بسرعة 10كلم فقط حتى وصلت إلى مكان يرويني والله أعلم.
ليت مقالكما جاء قبيل رمضان.
اكتب لك واليوم آخر يوم دوام وباقي رمضان اجازة وسأتوجه لمكة.
مقالكما جعلني أتطلع أن أقاوم الترف وأجرب الذهاب للعمل وأنا صائم، وفكرت في الإجراءات التالية:
– الخروج بملابس رياضية وليس الثوب. الثوب عندي هو الأصل مع الدراجة.
– أخذ دوش ماء بالملابس قبل الخروج ليبتل جسمي وتبتل الملابس نظرا لخروجي للعمل حوالي ١١.
– أملأ القنينة ماء لأسكبه على وجهي ورأسي إذا جفا.
– وفي العمل أيضاً أستحم وأغير ملابسي حتى وقت العودة والذي سيكون قرب المغرب. العودة أظنه أهون لقرب وقت الإفطار.
قدر الله وما شاء فعل ولعلي اعملها في صيام النفل في شوال ان شاء الله.
ولعلي أنتظر منك الدراجة التي اتفقنا عليها (بمحرك البطارية الداعم) لتقيمها أيضاً.