خلاف معرفي في بيئة دراج
مفاهيم احترافية
دار جدل مفهومي حول الفرق ما بين ( دراجة احترافية ) و ( قيادة احترافية ) و ( جودة الصناعة ) ، ولا شك في أن الخلاف ناتج عن الاختلاف اللغوي والاصطلاحي ، إذا أن المفردات موضع الخلاف ليست اشتقاقاً من مصدر لفظي واحد ، كما أنها تصف أفعالاً مختلفة ، وبعيداً عن توصيف أسباب الخلاف الإدراكي لهذه المعاني اللغوية ، ندلف إلى توضيح مبسط للفروق التي تحدث الفرق .
المقصود بالدراجة الاحترافية ، هي تلك التي تتمتع بمواصفات معيارية في علم الدراجات وعالمها ، من حيث مادة الصناعة كالحديد أو الخشب أو الألمينيوم أو الألياف الكربونية ، و من حيث التصميم كونه يعتمد على دينامكية الهواء وتخفيف الاحتكاك والانسيابية في أجزاء ومكونات تركيب الدراجة ، وهذا ما يجعل منها في ذاتها احترافية .
تتوفر في الأسواق العديد من الدراجات الهوائية ، وهي تختلف من حيث الجودة التي سنتحدث عنها بعد قليل ، و الكثير منها لا يعتمد قواعد ديناميكية الهواء ، كما لا يهتم بالخصائص المعيارية للدراجات الرياضية ، فهناك اهتمام تسويقي بالتصميم الجاذب الاستعراضي ، على الخصائص العلمية لديناميكية الهواء ، وعند الأداء الخاص بالدراجة ، سيكون الفرق واضحاً على جهدك العضلي و أدائك المفصلي .. فالسوق يعج بالدراجات الجميلة والقوية التي لا تلائمك كرياضي أو متسابق أو رحال .
ويمكن عنصرة الخصائص المعيارية للدراجة الاحترافية فيما يلي :
١- الوزن : وهو مهم في تقليل الاحتكاك و تقليل طاقة العزم البشري عليها .
٢- دينماكية الهواء : وهذا مهم لاختراق كتلة الغاز المحيط بالدراجة والدراج .
٣- التكوين الميكانيكي : وهذا لدعم قوة عزم الدراجة واستغلال قوة الدراج الحيوية بالشكل الأمثل .
٤- ناقل التروس : وهذا يعزز من القدرة الحركية للدراجة ، ولسلاسته تأثير عملي ونفسي للمحترفين والرياضيين .
٥- القابلية للتطوير : إمكانية تحسين أداء الدراجة بمكونات من المصنع ذاته ، أو من قبل الشركات الرديفة للإنتاج الأصلي .
٦- قابلية التجهيز : من حيث القابلية للتجهيزات المعيارية العالمية للدراجات ، فالدراجة الاساسية تختلف تجهيزاتها باختلاف طبيعة الاستخدام ومداه .
٧- الضمان والصيانه : وهذا ما يتمتع به مالك دراجة احترافية في دراجته ، التي تخضع لاهتمام المُصنع بالمستفيد من المنتج ( الدراج ) .
٧- القياس : يعتمد التزاوج ما بين الدراجة والدراج على قياسات علمية ، تأخذ في عين الاعتبار :
طول الساق .
طول الجذع .
طول الساعد .
بنية العظام الصحية .
٨- اللدائن وخامات التماس البشري و الاتصال الطقسي ، حيث توفر الخامة الراحة والفعالية للدراج الراكب .
٩- سهولة الفك والتركيب : إذ يمكنك خلال أقل من 50 ثانية ، أن تتخلص من عجلتي دراجتك الاحترافية ، بعكس المعاناة التي ستلحق بك عندما تحربة فك وتركيب دراجة غير احترافية ، وهذا ينسحب على معدات وأدوات الفك والتركيب ، فالدراجة الاحترافية تتحدث لغة علمية في هذا المجال .
١٠- التجهيزات اللوجستية غير المباشرة ، كوسائط النقل والتخزين في المنشئات والمركبات .
هذه الاعتبارات ، غير مدرجة في سوق الدراجات غير الاحترافية ، وليست موضع نظر أو نقاش ، وتعتمد على الرغبة والتجربة فقط .
أما موضوع القيادة الاحترافية فهو مختلف ، فقيادة الدراجة ليست دراجة ، فالدراجة أدات ، والقيادة أداء ، وهنا فإن الحديث سينصب على راكب الدراجة ، فالاحتراف هنا يكون وفق العناصر التالية :
١- القدرة على قيادة الدراجة بشكل سلس .
٢- القدرة على الاستفادة من كامل قدرات الدراجة .
٣- الوعي بالإمكانيات الجسدية الملائمة للمارسة المتخصصة .
٤- معرفة قواعد دينامكية الهواء و خصائص الجاذبية و التشكيل الميكانيكي الملائم للدراجة وهيئة الدراج في الحالات المختلفة للمارسة .
٥- الوعي بقواعد الفيزياء وعوائقها و الاستجابة الجسدية الملائمة لتنوع كل حالة قيادة .
٦- وجود المعرفة الكافية لاختيار نوع وتجهيزات الدراجة الملائمة للاستخدام والظرفية والتضاريس .
٨- الإلمام بقواعد وأنظمة القيادة المركبية داخل المدن و الطرق السريعة .
ولا شك في أن اندماج احترافية القيادة مع احترافية الصناعة للدراجة ، ستشكل جودة في منظومة الأداء الشاملة ، وهذا ما سيجمع ما بين جودة خامة التصنيع وملائمتها مع جودة الأداء العقلي الحركي للدراج ذاته .. هنا تبلغ درجات الجودة إلى مرتبة الإحسان ، وهي أعلى مراتب الإتقان التي أمر بها الدين ، والجودة في ذاتها ليست نوعاً كالدراجة والدراج ، وإنما مستوى معياري قياسي ، لكل من جودة الدراجة ، وجودة أداء الدراج .
هذا لا يعني التخلي عن الدراجات غير المصممة للمحترفين ، فلو اتحدت الأذواق لبارت السلع ، ولا يمكن خداع الراغبين في اقتناء دراجة هوائية و إقناعهم ، بأنه لا فروق جوهرية ما بين الدراجات والشركات المصنعة لها ، وخامات التصنيع وفقاً للأداء .
كما أن اقتناء دراجة احترافية ، سيوفر الجهد والمال للحصول على الأهداف المرجوة من اقتنائها بحسب التصنيف الأساسي لها ، كالرملية والجبلية والمهجنة ودراجة الطرق السريعة .. والاختلاف بين كافة هذه التشكيلات كالاختلاف ما بين مصطلح ( الدراجة الاحترافية ) و ( القيادة الاحترافية )
رائع دكتور فيصل مصطلحات براقه وجميل معرفة المعنى العميق لها 🙂
مقال تفصيلي رائع يضع الصورة الواضحة لما تريد إيصاله. ولعلي أبحث عن مصدر لهذه التعريفات والشروحات. وخاصة تنويهك أن المشكلة أن هذه الكلمات لها تعاريف إما لغوية أو اصطلاحية. وقد يضيع المعنى بينهما.
من ناحية اللغة، المشكل لدي أن كلمة (احتراف) تشتق من (حرفة) كالنجارة والسباكة والسواقة والبرمجة. وهذه (حرف) يتخذها (محترفون). فإن كنت تقصد بالدراجة (الاحترافية) هي تلك التي يستخدمها الذي (احترف) مهنة التدرج كمتسابقي الأندية ليصارعوا الهواء ليوفروا نصف الثانية في كل لفة باستخدام (قيادة احترافية) تناسقية توقيتية. فتلك دراجات خاصة لهذه المهنة وعادة أسعارها بضعة عشر ألف ريال وأكثر مثل دراجة (برفورمر) كربون بالكامل مع قطع (سوبر ريكورد)، وقائدها يدعى (لاعب) في نادي (الفتح) مثلا.
كذلك السيارات الاحترافية (فورميلا) مثلا يتخذها محترف في السواقة. وهو عادة ما نكتب عنه في وسم #ثقافة_متسابق كون هذه الثقافة متقوقعة على وظيفة معينة ولا تنساب ثقافيا في المجتمعات.
أما الاصطلاح ففيها نظر، فإن كان المقصود بكلمة (احتراف) هي الدراجة (الخاصة الوظيفية) واستخدامها من شاب لوظيفة معينة كالتنقل في ربوع الأحساء أو الرياضة مع مجموعة أو للتطعيس، فربما لكن المصطلح لا يتفق مع الغالبية إذ قلت لهم خذ دراجة (احترافية) يجيبك بأنه مبتدئ ويريد فقط يجرب الدراجة للرياضة، فيقتني دراجة “اللعبة” التي سرعان ما يتركها أو يترك ركوب الدراجات من أساس. وتفسير هذا المبتدئ لكلمة (احترافية) يتوافق مع معناها اللغوي.
فلديك دراجة “اللعبة” ودراجة “خاصة” ودراجة “احترافية”
لذلك لا أرى تسميتها باحترافية ولا حتى بقيادة احترافية. كمثل استخدام سيارتي المازدا، فلا هي سيارة (احترافية) ولا قيادتي لها قيادة احترافية. وإنما سيارة خاصة لوظيفة خاصة وهي النقل والتنقل. وفي نفس الوقت ليست لعبة تباع في مركز تجاري.
ولاشك أن الدراجة (الخاصة) لها ضمان وهدف كما نوهت في المقال مثل (برفورمر العاصفة) مثلا المخصصة للسير على الطرق. ولا أظن المتسابق المحترف سيتخذ دراجة تريك أو برفورمر كدراجة (احترافية) وهي دون عشرة آلاف ريال.
أما سيارة حراج السيارات كثيرة الأعطال لا ضمان ولا أداء. أو دراجات الألعاب التي تباع في المراكز التجارية فهذه مجرد تصبيرات شكلية تجارية.لا جودة فيها ولا خدمة.
وستجد عند قراءة مقالك المفصل أن بعض الأوصاف للدراجات “الاحترافية” أو القيادة “الاحترافية” قد تتفق مع أوصاف الاحترافية أو الخاصة التي نتفق فيها، وهذه قد تحتاج نظرة أخرى لمزيد من التفريق. وهذا وجهة نظر قد يزيل حالة الجدل،، وشكرا للمقال الرائع!
مقال رائع شكرا لك
ولو أن مالي في سوالف الاحتراف، ولكن يبقى قلمك يادكتور مكسبا للجاريات. في انتظار المزيد من مقالاتك.
وفقك الله