[ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] …
كثيراً ما يختلف الأنسان بالأنسان الآخر في وجهات النظر و في الرغبات فيما يُفضل و فيما يُستحب .
و لا شك بأن الأختلاف نعمه و الخلاف مرفوض.
عندما أمر الله رسوله بدعوة الناس إليه قال تعالى [ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] و المجادلة هنا ليس بالعِراك و رفع الصوت و الأيادي و الأتهام بل بالتوضيح الصحيح و الحوار السليم و بالرفق و اللين . و هنا درساً من سيرة رسولنا الكريم لكل البشر و قاعدة محمدية يجب ان تكون مزروعة في قيمنا الشخصية و في اخلاقية تعاملنا بالآخرين . عندما أمر الله موسى و هارون عليهما السلام بالذهاب إلى فرعون قالى تعالى [ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ] و تفكر عزيزي القارئ بكيفية الأسلوب الذي أمرهم به الله مقابل ذنب فرعون و هو أدعاء الألوهية حينما قال ( أنا ربكم الأعلى)! . و اليوم الكثير من الناس شذ عن هذه القواعد و الدروس و بدأ بالتعامل مع الناس بجاهلية ينكرها و يعيشها الناس ! . من حق الجميع ان يكتب في مواقع التواصل الأجتماعي و ان يتحدث بالمجالس و الدواوين و لكن يجب ان يضبطهُ هذا القانون الشرعي و ان يكون نُصب أعين الجميع . كُل ما يقال أو يُكتب لا يخرج عن دائرتين أما حقيقة أو رأي . الحقائق لا نستطيع تغييرها أو حتى أنكارها و خذ على ذلك مثال: السماء زرقاء (حقيقة) الشمس صفراء(حقيقة) و قس على ذلك الكثير من الأمثلة . أما الرأي فهو لك و لك حرية الرأي فيما تريد ان تُبدي رأيك . لكن أحترم آراء الآخرين كي يُحترم رأيك ، لا تُقاتل أحد و لا تجعل الأختلاف خلاف و تذكر بأن أنتقاء الكلمات لهُ أثر في سهولة الفهم كي لا يكون الكلام حقً في نفس قائله باطلاً في نفوس من تسول لهم أنفسهم بأشعال الفتنة و الخلاف .
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) أخرجه البخاري ومسلم
أن لم تحب الخير لنفسك فلا تمنعه ليصل إلى غيرك و عش بحب بسلاماً ذاتي مع نفسك و عالمك و الناس أجمعين . الرياضة حب الرياضة سلام فدعونا أن ننشرها بسلام .
أخيكم: يوسف بن إبراهيم الرميح