#عزيزي_مرور_الشرقية

لموضوع: المرور يحجز جارية دون سند نظامي

كل يوم استيقظ كعادتي لأداء فريضة الفجر والعودة الى منزلي كي اقوم بما اقوم به كل يوم وهو الاستعداد للذهاب الى عملي كمدير لشؤون الموظفين في احدى الشركات. ربما تعتقد للوهلة الأولى ان هذا ما يفعله اغلب أبناء هذا الوطن ولكن ما الذي يميزني عن غيري؟ انني أتنقل بجارية عوضا عن السيارة. ماهي الجارية؟ الجارية هي عبارة عن دراجة هوائية تتميز بأمانها وكرسيها المريح و انسيابيتها في القيادة. قبل عدة سنوات كنت كأي شخص اخر يعتمد في تنقلاته على السيارة. وبعد سنين من السمنة وداء السكري قررت ان أغير نمط حياتي الى حياة صحية أفضل. وقمت بشراء اول دراجة في عام 2011م وقد أسهمت في إنقاص وزني واستقرار داء السكر لدي. قررت بعد ذلك ان أتنقل بالدراجة الهوائية متحديا بذلك ذاتي ونظرة المجتمع السلبية لمستخدمي الدراجة آن ذاك. في رحله نحو التغيير التقىت بمؤسس موقع الجاريات أ. حسام الملحم  وبعد مدة قصيرة واقتناع تام بما يحتوي هذا الموقع الرائع من معلومات ثرية ورسالة سامية انضممت لفريق “الجاريات” وقناتهم على يوتيوب @aljariyatt كي أضع بصمتي في تغيير المستقبل عبر تبني الدراجة الهوائية كوسيلة تنقل أساسية. ومن خلال تعلم أسلوب #القيادة_المركبية أسهم موقع الجاريات في تأسيس أكبر المجموعات المنتشرة في المملكة كـ مجموعة “دراجتي” ومجموعة “دراج”. بل وقد نلت الشهادات التقديرية والشكر ولُقبت بالأب الروحي للدراجين. كما حزت على شكر في مقدمة كتاب “أنا اتنقل بدراجة” من الدكتور رائد الغامدي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.

في عام 2012 اقتنيت اول جارية لي وكانت مكونة من ثلاث عجلات. ولم تأخذ وقتا طويلا حتى أغرمت بها لتكون وسيلتي الأساسية في التنقل في الدمام والخبر والجبيل أيضا. ساهمت في نشر وترغيب راكبي الدراجات الهوائية في اقتناء الجارية. وبالفعل في غضون سنة تمكنت من إقناع الكثيرين بشراء جاريات واستبدال دراجاتهم العادية الى جاريات كونها أكثر أمانا. والى يومنا هذا تمكنت هذه المركبة الرائعة ذات الطاقة البشرية من الانتشار في جميع مناطق المملكة.
في عام 2013 اقتنيت جاريتي الثنائية والتي تميزت بخفة وزنها وسرعتها واريحيتها لتستمر معي الى يوم الأربعاء 2 صفر 1438 هـ

ماذا حدث يوم الأربعاء؟

كما قلت في بداية المقال، استعد للذهاب الى عملي ولكن كعادتي منذ أربع سنوات أتنقل بجاريته الى عملي بدل من الوقوع في زحام السيارات. وفي طريقي المعتاد تفاجأت بدورية مرور سري تطلب مني التوقف. وبعد بضع دقائق أتت دورية مرور سري أخرى وطوقوني وكأني سائق سيارة متهور او مفحط. اتى العسكري الي وطلب اثباتي وبعد التحقق طلب مني ان أوقع على تعهد بمراجعة المكتب السري في مرور الدمام في نفس اليوم والا سوف أغرم مخالفة هروب بـ 3000 ريال. وبعد السؤال عن السبب أجاب ان قيادة الدراجة في ساعات الذروة ممنوع! لم أجد ملاذا سوى التوقيع وموافقته على مراجعة إدارة المرور. وبعد ان ركبت جاريتي متوجها الى عملي لم أتعدى أمتارا الا واستوقفتني نفس الدورية لتعلمني ان الجارية سوف تحجز! وعلي مراجعة المرور. طبعا ليس بيدي حيلة سوى تنفيذ أوامر رجل المرور. وبعد ان توجهت الى إدارة المرور تم اعلامي انه يوجد تعميم يفيد بمنع قيادة الجارية ذات الثلاث عجلات المستلقية. وقد ناقشت العساكر ان جاريته بعجلتين وليس ثلاث عجلات و ان مركبتي تصنف حسب نظام السير بـالبند 29 “الدراجة العادية: كل وسيلة نقل ذات عجلتين أو أكثر غير مجهزة بمحرك آلي، وتسير بقوة راكبها” ولكن بدون جدوى. ومحض النقاش اكتشفت ان هذا التعميم ليس بسبب وجود مخالفة نظامية وإنما يعود لشهور عدة على إثر مقطع نشرته وسائل التواصل الاجتماعي لشخص يقود جارية ثلاثية في شوارع الدمام متجاوزا الزحام كما تذكرون #مسن_يقود_دراجة وعلى إثر الضجة التي وصلت لإدارة مرور الشرقية قرروا منع استخدام هذه المركبة دون وجود سبب إلا مقطع الفيديو الذي تسبب بحرج لإدارة المرور. ما يثير الدهشة ان أحد مسؤولي المرور يقول لي ان هذه المركبة خطرة وانه يتوجب علي ان أقودها عكس السير مما يخالف أنظمة المرور ويشير إلى عدم معرفتهم “بالقيادة المركبية”. وورد في المحضر أنهم لم يذكروا المنع بل أفادوا أن الدراجة لا توجد بها أدوات سلامة ولم ألبس خوذة. رغم ان نظام السير في المملكة لا يفرض الخوذة ولا أدوات سلامة للدراجات الهوائية، فالدراجة آمنة! وحسب ما ورد في المادة 58 “يجب على قائدي الدراجات الآلية و مرافقيهم ارتداء خوذة للرأس بأحكام اثناء القيادة”. ورغم ذلك عند حجز الجارية كانت توجد اضاءات والوقت كان نهارا، إلا أن تقرير المرور غير صحيح!
أستغرب من موقف مرور الشرقية إزاء هذه المركبة المنتشرة والتي أسهمت في تحسين صحة الكثيرين واستغنائهم عن سياراتهم في تنقلاتهم وذلك لأمانها ووضوحها للجميع. كما اوردت لهم ان فريق الجاريات قد ساهم مع مرور الشرقية في معارض المرور واللقاءات لعدة سنوات ولم تكن غائبة عن انظارهم طول هذه المدة.

بعد ذلك قمت بحملة مضادة عبر #عزيزي_مرور_الشرقية مطالبا الأفراج عن جاريتي و بمساعدة وسائل التواصل الأجتماعي اللتي منذ شهور عدة كانت ضد #مسن_يقود_دراجة لتكون ضد تصرف المرور الغير لائق و غير نظامي. تعمدت ان تستمر الحملة على قدم و ساق و بدعم من موقع الجاريات و اساتذة افاضل و مواقع تواصل اجتماعية مطالبا المرور بالأفراج عن جاريتي. و بعد ثلاثة ايام من اطلاق الحملة، قمت بمراجعة المرور لمتابعة موضوع جاريتي. لأكتشف أن قضيتي اصبحت معروفة لدى العديد من العاملين في الأدارة. و كنت كل ما اسال شخص ما عن معاملتي كان يرد “انت صاحب الدراجة السوداء!!!”.  تم اعلامي ان ملف المخالفة قد حول للجنة الفصل في المخالفات و علي مراجعتهم على الفور. و بعد لقاء الشخص المسؤول في اللجنة كان النقاش حول شبهتان لدى المحقق.

أـ السير في الطرقات العامة

ب- عدم ارتداء الخوذة و ادوات السلامة

و بعد التوضيح للمحقق ان السير على الطرقات العامة ليس ممنوع للدراجات حسب نظام السير و الباب الخامس المادة خمسون ان الطريق للجميع في ما يخص الشبهه الأولى.

اما الشبهه الثاني ان نظام السير لم يفرض الخوذة ولا ادوات السلامة و انها مفروضة على راكبي الدراجات النارية حسب المادة 58 .

و بعد ان حاول ان يمنع الجارية قمت بأقناعه انها دراجة هوائية حسب نظام السير و اللذي مذكور في البند 29 قام على الفور و ليأمر باطلاق صراح الجارية و لكن اشترط على ان اوقع على تعهد بعدم تكرار المخالفات. و هنا توقفت وقلت له لن اوقع على تعهد فقد انصفتني انني ظلمت في هذه المخالفات فكيف تريدني ان اوقع على تعهد؟! حاول معي و قال “شكليات” فأصريت على موقفي و طلبت منه ان يفرج عن الجارية بدون اي تعهد فأنا لم اخطئ بشيء.

و ما كان منه الا ان امر بلأفراج عن الجارية دون اي تعد.

اتمنى ان اكون قد الهمت فيكم هذه القصة العزيمة على التمسك بحقوقكم كدراجين و ان تتحدوا على #حق_الطريق و أن كلمة الحق يجب ان تقال و لا محاباة او مجاملة في حق الطريق. ومن هذا المنبر أطالب إدارة المرور بعدم التسرع في مهاجمة من كرسوا انفسهم و حياتهم للرقي بهذا البلد و اسسوا لكم قاعدة متينة لبناء اقتصادنا و الأعتماد على انفسنا و تعزيز و ترشيد الطاقة و الأستفادة من الطاقة البشرية عوضا عن البترولية بسبب مقطع “فيديو” لا يمت إلى موضوعنا بصلة، وأن يبدأ رجال المرور بالتوجه لأعمالهم بالدراجات. وهل عجزت إدارة المرور عن توفير الأمن في الطرق من خلال ملاحقة السيارين فعمدت إلى الدراجات الهوائية “سيكل” تلاحقهم؟