في مايخص النظام السعودي، إذا كنت تقود في نهر طريق ذي ثلاث مسارات، فإنه يمكنك السير بالسرعة النظامية وما دونها في أي مسار متجاهلا أي مركبة تحاول التجاوز من نفس المسار. وعلى المركبات الأخرى التجاوز من أي مسار آخر أو متابعة مركبتك من مسافة آمنة.
ولأن التوعية الاجتماعية والرسمية ليست كما يجب، فإن #ثقافة_سيار تشتكي من بعض السائقين الذي يستخدمون المسار الأيسر بالرغم أنهم يقودون بالسرعة النظامية مما يمنع الآخرين التجاوز من نفس المسار الأيسر. ويستدلون بذلك من نظام المرور السعودي وببعض الأدبيات من أمريكا بل حتى ألمانيا. فهل ما تطالب به هذه الثقافة المستفحلة نظامي؟ بل هل ما يدعون إليه هو الأمان؟
شبهة 1: المسار الأيسر في نهر الطريق للتجاوز فقط! للمزيد حول هذه الشبهة مقال مخصص: https://aljariyat.net/?p=16971
شبهة 2: التجاوز يكون فقط من اليسار في نهر الطريق الواحد.
والبعض قد يرد بالاستدلال بالبند رقم 50296 [efn_note] بمجرد إتمام التجاوز فإنه يجب على قائد المركبة المتجاوزة أن يعود بالمركبة إلى يمين الطريق، إلا إذا أراد تخطي مركبة أخرى فإنه يبقى في مساره إلى أن يتم له ذلك وبعدها يعود إلى يمين الطريق ويجوز التجازو من اليمين إذا كان الطريق مقسما لأكثر من مسارين في اتجاه واحد أو في الحالة التي يعلن فيها قائد المركبة المتجاوزة رغبته في الانعطاف إلى اليسار. [efn_note] من نظام المرور السعودي من غير فهم دقيق لدلالات ما يقرأ بالرجوع لتفاسير نظام المرور نفسه أو حتى للبند 5029 الذي يحصر مفهوم الطريق المذكور في الطرق رايح جاي[efn_note] التجاوز يكون من اليسار دائما في الطريق المقسم لمسارين وعلى قائد المركبة قبل إجراء عملية التجاوز مراعاة ما يأتي…[/efn_note] كما أوضحناه سابقا في مقالات تخص ركوب الدراجات، فالبند الأساس 502 “التلاقي والتجاوز” وجميع ما تحته يتحدث عن الطريق ذو المسار الواحد أو الاثنين المفصول بخط فاصل إلا ما نص البند على تحديده، فيقصد ب “يمين” الطريق هو جهة حركة السير و “يسار” الطريق هو عكس اتجاه السير. وعند تلاقي سيارتين وجها بوجه، فكل سيارة تنحرف يمينا للتجاوز، أما عند وجود سيارتين باتجاه واحد فيتم التجاوز من النهر الأيسر من الطريق (الجهة المعاكسة من حركة السير) ثم العودة لنهر الطريق الأيمن، ولا يقصد بيسار الطريق المسار الأيسر في نهر متعدد. ونضيف أن البند 50296 نفسه يشير بوضوح أن النهر الواحد المقسم لمسارين، تستطيع تجاوز السيارة التي أمامك من المسار الأيمن ردا أيضا على الشبهة الثانية.
قد يستغرب البعض وضع صورة طريق قديم يبدو غير حضاري في هذا المقال، وقد تستغرب أكثر عند ذكر أن بنود التلاقي والتجاوز في 502 من نظام المرور تتحدث عن هذه البيئة على وجه العموم. أما طرقنا الحالية المتعددة في مساراتها فلها أحكام أقل في نظام المرور، ومن الجهل وسوء الفهم استخدام هذه البنود في الطرق الحديثة في المدن الكبيرة أو ما بين المدن الكبيرة من طرق سريعة.
في الطرق المقسمة لنهرين ومسارين فقط، فإن أنظمة التلاقي لا معنى لها لوضوح مسارات الطريق، أما التجاوز، فلا يملك السائق إلا التجاوز من اليسار.
نحن اليوم لدينا ملايين المغردين في الرياض يعيشون في هذه الطرق ويظنون نظام المرور وما يخص “التلاقي والتجاوز” ينطبق على هذه الطرق المفصولة بجزر فاصلة متعددة الأنهار. وأضيف أن النظام والبند السابق يسمح لك بتجاوز السيارة التي أمامك من المسار الأيسر ومن المسار الأيمن نظاما، وقد يظن البعض أن التجاوز من المسار الأيمن فيه خطورة، ولكن الأصل ذكر أن الخطورة تكمن في عدم ترك مسافة آمنة مع السيارة المتقدمة من شأنها تمنع عنك الرؤية وهذا أمر مختلف مشاهد في حوادث عدم ترك المسافة الكافية ثم التجاوز المفاجئ.