قصة نسمعها صغارا وكبارا، تعلمنا الشجاعة وقول الحق في وجه الجميع ولو كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لكننا اليوم نقرأها لأمر آخر وهو حق الطريق. بطلها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وهو يرسم للجاريات طريقا نعرف به كيف نأخذ بحقنا في طرقاتنا اليوم.
تنبَّأ له عمرُ بن الخطاب بمستقبلٍ باهرٍ؛ لما رأى من رباطة جأشه وثبات قلبه واعتداده بنفسه؛ فقد مرَّ عمر بعبد الله وهو يلعب مع رفاقه من الصبيان، فأسرعوا يلوذون بالفرار هيبةً لعمر وإجلالاً له، في حين ثبت عبد الله بن الزبير، ولزم مكانه، فقال له عمر : ما لك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله : لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك.
في هذه القصة نتعلم كيف أن للطفل الحق في عدم تغيير مكانه لأي شخص في الطريق ما دام الطريق واسعا للمجاوزة حتى لو كان الخليفة هو من يريد استخدام الطريق بحاشيته. الطريق للطفل قبل الشاب القوي، الطريق للنساء والشيوخ قبل صاحب الجلالة. بل إن هذه القصة تشير بصورة واضحة أن على عمر بن الخطاب أن يستأذن عبدالله في المجاوزة لو أراد أن يستخدم نفس طريق أو مكان عبدالله بن الزبير. ونأخذ منها أيضا كيف يدافع هذا الصبي عن حقه. فالدفاع عن حقك ليس عيبا، وليس قدحا في مروؤتك. ولا تنتهي القصة هنا، بل نعرف أن هذا الصبي الذي دافع عن حقه اليوم، أصبح خليفة للمسلمين عندما كبر. أضف أن عمر بن الخطاب افترض الخوف في أهل الطريق عند مروره، وعبدالله يعلمنا أن الأمان يأتي بمعرفة الحق، لا كالصبيان الذين لم يعرفوا حقوقهم، ولهذا خافوا!
وفي نقاط:
- الطريق من حق من سبق إليه على ألا يعيق الطريق.
- على من يريد استخدام نفس الطريق الذي فيه أحد الجاليسن أو المارين أن يستأذن من من سبقه إليه
- لا فرق بين الخليفة والصبي في حق الطريق
- الطريق إلى السلامة في الطرقات ليس بالتنازل عن الحق بل بأخذه.
هذه القصة كما هي الحال في مقالات في قسم الطريق والشريعة، تعد مصدرا من مصادر الجاريات في تقييم قوانين المرور في بلادنا. ونشير إليكم إلى الأفسام المتعلقة لمن يحب الاستزادة:
قسم قوانين الدراجات في السعودية
قسم قوانين الدراجات في دول أخرى
قسم حقوق المشاة
وصلات إلى القصة بكلمات مختلفة