لاشك أن اللغة العربية تحوي بين ثناياها اشتقاقات تتحمل الجديد والقديم، وما كان لهذا الاسم من الظهور لولا الله ثم ثقة المتحدثين بالعربية بهذا الاسم.
عندما ظهر هذا المنتج للباحث حسام الملحم في تقنية المواصلات ذات الطاقة البشرية، أخذ في استكشافها والقراءة عنها كثيرا قبل حصوله على أول جارية وهو يسكن الظهران. وبسبب حبه لعربيته كان حزينا إذ لم يكن لهذه التقنية اسم عربي بخلاف دراجة الهواء التي كان يستخدمها.
بعد بحث في هذا الأمر تطرق البعض إلى تسميتها بالعربية بتعريب الاسم الأجنبي (ركمبنت)، أو (بينت) أو (ترايك)، والبعض الآخر ذكر اسم (الدراجة الثلاثية) لكن هذا الاسم محصور في نوع معين من الجاريات، كما أنه يتوهم به الدراجة العادية ذات الثلاث عجلات، فلم يستمر هذا الاسم. والبعض ذكر المسمى بالترجمة المعنوية من الانجليزية فقال (الدراجة المضطجعة) أو الدراجة (المستلقية) لكن هذه الأسماء لم تلق قبولا.
وبعد سؤال أهل اللغة، أدرك البعض أن تسميتها باسم يبين جنسها أفضل من تسميتها باسم تقنيتها، فقد استخدمت كلمة (سيارة) من (السير) لتسمية التقنية المعروفة والمستخدمة في التنقل المدني الحديث، وقد استخدمت كلمة “جوال” لتسمية جنس التقنية في التجول بخلاف استخدام اسم “خلوي” الذي يدل على التقنية المستخدمة، فإذا تغيرت تقنية استخدام تقنية الخلوي، ضاع معنى الاسم “خلوي” لكن اسم ال”جوال” يُطلق على جنس الوسيلة حتى لو اختلفت التقنية.
بدأ البحث في كلمة تؤدي إلى نفس النتيجة. وبفضل من الله تعالى وبعد دعائه وسؤاله، تم الاهتداء إلى تسميتها بالجارية من الجري. فقد استخدمها الله تعالى في قرآنه إذ قال
في سورة هود:
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (41)
وفي سورة الذاريات:
فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3)
وفي سورة الرحمن:
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)
والجارية في اللغة هي السفينة التي تجري على الماء، وهذا الاسم أضيف إليه “الجارية” التي تجري على البر. وهذا الاسم يدل على فعل الجري الذي يستخدم طاقة بشرية في الانتقال ومن هذا المنطلق ناسب الاسم الفعل أيضا.
بعد استخدام الاسم من قبل راكبي الجاريات ومن يهمه الأمر، سرعان ما انتشر الاسم في الإعلام. وبدأ بعض الوكلاء باستخدام هذا الاسم في بيع الجاريات وأخذت الثقافة تستخدم اسما جديدا عربيا.
ويضاف إلى ذلك أن اسم “الجارية” خفيف على الأذن واللسان وله إيقاع يلفت انتباه السامع، كما أنها من السهل اشتقاقها وصرفها في اللغة. فهي جارية وجاريتان، وجاريات، وجواري، وتجري الجارية، وغيرها..