بعد صعوبات تعرض لها فريق قاطع المسافات وهو يُتم التجهيزات لرحلة الثمانين كيلو من مركز الملك عبدالعزيز في الرياض إلى قصر الملك عبدالعزيز في مدينة الخرج بهدف نشر شعار الحفاظ على بيئتك، نجح الفريق إلى الوصول بحفظ الله إلى نهاية المطاف الذي هُلل باستقبال الرعاة الرسميين تحت أضواء القمرات التي أخذت تصور الحدث في يوم 5 يونيو 2011 يوم البيئة العالمي.
مشاركةً ليوم البيئة العالمي، تحرك الفريق بقيادة فيصل فادن لترتيب الرحلة منذ شهور بالتعاون مع جهات كثيرة لدعم قضيته في نشر ثقافة الدراجة وما تحويها من معانٍ سامية. تكون الفريق من ثمانية دراجين أخذوا بأرجلهم ردف دراجاتهم في تنقلهم وأخذوا بأيديهم يوزعوا شعارات الفريق والبيئة داعين مشاة وسائقين الطريق والمجتمع المدني للحفاظ على البيئة وعلى صحتهم.
قام قائد الفريق بتحفيز الشباب بحضهم على الهمة والنشاط وأنهم يستطيعون تنفيذ هذه الرحلة النادرة بالرغم من عدم خبرتهم في الدراجات والرحلات الطويلة. وإن دل هذا على شيء، دل على أن الدراجة وسيلة سهلة حتى على مبتدئين أخذوا دراجاتهم الجديدة من شهر أو شهرين مشمرين عن رحلة قد يعتقد البعض أنها لأصحاب الاحتراف!
من بينهم عبدالعزيز الفايز، الذي كان يبدو المساعد الأيمن والذي يثق به القائد في ترتيب الرحلة. إذ كان المنفذ الرسمي لتوفير مستلزمات الفريق ومساعدة الدراجين في صيانة دراجاتهم.
وفي طليعة المحفزين رائد سالم النعماني الذي باع سيارته واشترى دراجة هوائية لإيمانه أن النقل بالدراجة هو الأفضل داخل المدن. وكان رائد ودراج آخر هما الوحيدان اللذان خرجا من منزلهما بدراجتهما إلى نقطة البداية بخلاف البقية الذين أوصلتهم سياراتهم. فكان رائدٌ رائدا ومثالا حيا لثقة الفريق بنفسه وبالوسيلة التي اتخذها في حياته.
لحظات لا تنسى
تخلل الرحلة أحداث مفرحة وأخرى غير ذلك ومواقف غريبة جعلت من الرحلة لأصحابها ذكريات جميلة لا أعتقد أنهم سينسونها. فمن أول الانطلاقة، اكتشف الدراجون أن المجتمع الذي يسير بسياراتهم بجوارهم يكنون لهم الدعم المتلازم، فقد حرص أصحاب السيارات على الوقوف للسؤال عن هذه الحملة، آخذين عدة نسخ من شعارات الحملة التي أخذ يوزعها الدراجون. أما فئة الشباب، فقط أخذوا يلوحون بأيديهم خارج نوافذ سياراتهم بأيادي التشجيع وكلمات النصر والقوة. الدراجون ترجموا هذه التصرفات باستنفار جهودهم للسعي والعزم على إتمام الرحلة. ومن بين إشارات التشجيع كانت أصوات أبواق السيارات التي أخذت بالنفخ على إيقاعات مختلفة!
ومن بين الطرائف، تخلف عبدالعزيز الفايز في لحظات عن الفريق في وسط الرياض إذ أوقفته الإشارة الحمراء، واستمر الفريق في مشواره إذ كان فيصل فادن على ثقة أن عبدالعزيز سيلحق بهم، وبعد دقائق ظهرت دراجة من بعيد تلحق بالركب.
ومن بين الطرائف وجود جارية مع الفريق، يركبها حسام الملحم، وهو في خلف الركب وكأنه يراقب الفريق، فكلما سقطت علبة ماء أو عصير من أحد الدراجين التقطها حسام لأنه قريب من الأرض وهو يجري بجاريته. كما أخذ بتموين الفريق بالموز والمشروبات.
وفي المقابل، فقبل ابتداء الرحلة، سقطت دراجة قائد الفريق فيصل فادن وهي واقفة قبل بدأ الرحلة، وكانت تحمل أربعة مصابيح أمامية كان يتخذها القائد رمزا لدراجة قائد الفريق. وبسقوطها كُسر مصباحان، فرآها فيصل بصمت وكأن عينيه تتكلم وتقول: “أن هذه البداية لن تثنيني عن متابعة طريقي وعزمي على إتمام هذه الرحلة التي أصبحت حلمي”. ومع تخلف إدارة المرور عن إدارة الموكب المصاحب للفريق، عزم الفريق على متابعة خط السير متمسكا بإرشادات السلامة التي تحلى بها الفريق. وكما اضطر الفريق إلى قطع بعض المسافة بالسيارات لعدم تنسيق أمن الطرق والمرور مع الفريق بالرغم من ثقة الفريق أنه أهل لقطع المسافة مرتين!
وقد قدم بعض خبراء الدراجات والقيادة المركبية بتوعية الدراجين في كيفية القيادة بأمان في الطرقات بالرغم من حداثة معلومات أعضاء الفريق، الذي في بريهة يتخذ قيادة خاطئة وفي أخرى يتخطى الطرق باستخدام القيادة المركبية التي كان البعض يحاول إرشادهم بها. فقد نصح سند مجرشي الفريق بعدم التدرج على يمين الخط الأصفر لأن ذلك يعرض الدراجة للإصابة بالأحجار والزجاج المكسر على كتف الطريق كما أنها قيادة غير نظامية. كما تم إرشاد الفريق من قبل مختصين بضغط الهواء المناسب لعجلات دراجتهم وعن كيفية ضبط الدراجة لمقاسات أصحابها حتى لا يصاب بآلام في الطريق.
أبطال الفريق ومن خلفهم (نتمنى إرسال صور الفريق)
عماد الخماش، وائل الكحلاني، رائد النعماني، محمود الشافعي، سند مجرش، حسام الملحم، عبدالعزيز الفايز(المساعد الأيمن)، فيصل فادن (قائد الفريق). ولا ننس الدعم الفني المصاحب للفريق ناصر النصار، وراشد فادن.
اختتمت الرحلة بلقاء الرعاة مع الدراجين الذين شكروا سعيهم بتوصيل رسالة سامية تهدف إلى الحفاظ على صحة المواطن وأمنه في بدنه ونفسه ومجتمعه ووطنه. وقد كان في اللقاء د. عبدالعزيز اسماعيل داغستاني مدير مجلة عالم الاقتصاد وهو الراعي الرسمي للفريق.
فبفضل من الله تم رعاية الفريق من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وجمعية البيئة السعودية ودار الدراسات الاقتصادية.
حسام الملحم
روعه الله يوفقكم