لاشك أن السيارات وإزعاجها وخطرها تمثل العامل الأول في تجنب الناس من التنقل مشيا أو بالدراجة. وخاصة عندما يرتبط صوت البوق بمشهد حادث يرسمه الماشي أو راكب الدراجة في مخيلته. ولسنا هنا لمعالجة مشكلة المرض لدى سائق السيارة وأخلاقه. لكننا نظرح لك الأمر من وجهة نظر أخرى، وخاصة في قسم القيادة المركبية التي يركز على تعليمك التنقل بالدراجة بأمان في شوارع المملكة الخطرة!
اعلم حفظك الله أن 99.99% من أصوات الأبواق في المملكة لا داعي لها، فهي حاليا تستخدم لإزعاج الناس في الأصل. فالسائقون إذا رأوا دراجة في طريقهم يستخدمون البوق لهذه الأغراض:
- لإلقاء السلام على راكب الدراجة (وسيلة سيئة لهدف نبيل)
- تنبيه الدراجة أنها في وسط الطريق (جهل سائق السيارة أن القيادة المركبية خاطئة وخطرة)
- تخويف راكب الدراجة “بحسن نية” أن الشارع خطر (عذر أقبح من ذنب)
- محاولة إخافة راكب الدراجة للضحك (نسأل الله العافية)
نركز هنا على سلامتك وعلى حقك، وليس على تصرفك وقت الإزعاج. تذكر أن البوق يجعلك تحس بأنك دخيل على الشارع، وكثير من الدراجين المبتدئين لا يعرفون أنهم يقودون مركبة! فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتذكر أنك صاحب حق، وأن المسار لك. الإيمان بحقك يعزز ثقتك وتوازنك في الإمساك بالمسار. فلا تكترث بالمرجفين!
إذا سألت الدراجين المتنقلين في العالم، وخاصة الذين تعلموا القيادة المركبية، سيقولون لك أن البوق في البداية يمثل الرعب بالنسبة للدراج المبتدئ، لكن مع تقدم التدرج ستدرك أنها علامة الأمان. تذكر أن أهم شيء في القيادة المركبية أن تكون ظاهرا في الطريق، فإذا سمعت صوت البوق، فهذا يعني أن سائق السيارة يراك، وإذا رآك، فهذا يعني أنه سيتجنبك بإذن الله مهما تعالت صيحات الأبواق!
السلام عليكم، عندي سؤال عن حالة المسار الأول، حيث يعتبر مسارا للشاحنات،
كنت أدور في منطقة ليلا وكانت هناك شاحنة منطلقة على المسار الأول لعله رآني أو لم يرني، حيث أنه تأخر في التوقف ولولا أني تجنبته لصدمني
السؤال
من هو الدخيل على الآخر في المسار الأول؟
في اليوم التالي خرجت على نفس الطريق إلى أن أمسكت المسار الأول
ثم ما لبثت أن وقفت جانبا ورأيت كما من الشاحنات التي تسير على المسار الأول بسرعة لا تقل عن 60 كم،
فتساءلت هل كان يجدر بي التوقف إلى أن تمر هذه الشاحنات الكثيرة أم ألتزم المسار الأول وأجعلها كلها تتخطاني للمسار الثاني؟
(هذا إن سلم الله ولم تتخطى إحداها من فوقي)
علما أنها كانت تريد الإنعطاف يمينا على بعد 500 متر وكنت أريد الإنعطاف أنا أيضا !
فما رأيكم دام فضلكم؟!
طريقة قيادتك وثقتك بمسارك يرسل رسالة إلى السائق أنك متمسك بالمسار وعليه التهدئة. إذا قام سائق الدراجة أو أي مركبة بالانحراف قليلا قليلا إلى اليمين فستجد سائق المركبة الذي يأتي من الخلف لن يهدأ وسيقوم بشطفك كما حدث معك وكأنك لست موجودا. ونفس الحركة ستجدها إذا كنت تقود سيارة في المسار الأيسر ولحق بك أحد المتهورين الذين يريدونك أن تنتقل إلى المسار الأوسط عنوة. فإن تمسكت بالمسار، تجاوزك من الكتف الأيسر، ولا رقيب من المرور أو الأمن.
تسأل:
من هو الدخيل على الآخر؟
أنت صاحب الحق في المسار لأنك المتقدم وهذا في نظام المرور، فالمركبة المتقدمة لها الحق في استخدام المسار قبل المركبة المتأخرة.
سؤالك الثاني لا يختلف عن سؤالك الأول. ثق تماما أن سائق الشاحنة الذي يسير خلفك سيهدأ إذا كنت متمسكا بمسارك وستصبح سرعته 20 مثلا إذا كنت تسير بهذه السرعة، وستجد هذه الشاحنات التي تسير خلف هذه الشاحنة تتباطأ لأنها ترى الشاحنة متباطئة. وتذكر أن هذا من حقك فالطريق من حق الجميع.
لو كنت في أمريكا وتسير في شوارعها التي تكون (رايح جاي) فينصح البعض بأن تتوقف ناحية اليمين إذا شعرت أن السيارات من خلفك عددها تجاوز خمس سيارات ذوقا منك لتتركها تتجاوز دون الحاجة لانتقالها إلى المسار المعاكس. أما أنت فأعتقد أن أقل شارع فيه مسارين رايح ومسارين جاي!
وبحسب كلامك، إذا كان سائق الشاحنة سينعطف فهذا دليل آخر أن شعورك ما هو إلا قلق ليس إلا، فهو سيهدأ وعليه الانتظار خلفك وتنعطف ثم ينعطف وراءك..