ربيع الدراجات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

انتشرت في الأونه الأخيره مقوله “الربيع العربي” في اوساط المجتمع.  اتسائل دوما كيف يطلقون عليه ربيعا علما ان الربيع يمثل الخضرة و الأزدهار و الجمال و الجو اللطيف. كل ما اراه في العالم العربي هو عكس كلمة ربيع و يخيل لي اما شتاء قارصا او صيفا حارقا ان صح التعبير. 

بدأت لدينا في المملكة العربية السعودية (مملكتي الحبيبة حفظها الله) ظاهرة ليست غريبة علينا في ظل التوعية المستمرة في الحفاظ على الصحة و تقديم كل ماهو افضل لمجتمعنا.  بدأت الاحظ ان عدد لا بأس به بدأ ينتهج مبداء الدراجة الهوائية كهواية. و سرعان ما يتحول من هواية الى عادة ثم الى تنقل. اذكر قبل عام كنت امارس رياضة الدراجة الهوائية وحيدا منعزلا مع بعض المضايقات من بعض شرائح المجتمع. كانت تدور في راسي اسالة كثيرة، كيف اكون وحيدا رغم كثرة عدد المحلات التي تبيع الدراجات الهوائية. كيف يعقل ان اغلب من ارى هم من العمالة الوافدة و ليس من ابناء بلدي يستخدمون الدراجة الهوائية. عندما بدأت ابحث عن مجموعات للدراجين بدأت اكتشف ان عالم الدراجين في السعودية في تزايد و لكن غير منظم.  اكتشفت اناس بدئو معي في نفس الوقت و بعض منذ سنين.  انضممت الى احد المجموعات الناشئة و خلال شهرين اصبحنا فوق ال 60 دراج في المنطقة الشرقية.  نخرج دوما نتنزه و نستبق و نمارس القيادة المركبية بشكل منتظم. 

ا يعقل ان لدينا ربيعا للدراجات؟  ان صح ذلك فنعم الربيع و نعم التغيير.  عندما اتعمق في نفسي و في نفوس من اشاركهم شغفي اجد اننا اتفقنا على شيء واحد و هو التغيير في انفسنا لا في غيرنا.  هذا هو الربيع الذي يزيل ما خلفة شتاء الكسل و رياح الخمول.  ارى في كل دراج ملامح امل لمجتمع مسؤل عن تصرفاته و ليس منتقدا لتصرفات غيرة.  اؤمن بقول الله تعالى:(( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11] هذه البداية و باذن الله سوف نرى في كل بيت دراجة يستعيض بها صاحبها عن السيارة.  هذا هو الربيع الفعلي الذي تكون نتائجة الخضرة و الجمال و الزهو.

ربيع الدراجات قد وصل لكل منا فهل يا ترى وصل اليك؟ افتح شباك العقل لديك و ازل كل الشوائب التي تبرز امامك سوف تجد ربيع الدراجات حقيقي نعيشة في كل دورة من تروس عجلاتنا.

اخوكم / ابو ابراهيم