ليلة أصحاب الكهف
يبيت الدراجون الفلسطينيون الليلة في عمان بعد مشقة عبور يحكيها عن بعد أصحابها. لا أعرف بالضبط أين نام الفريق المنهك من رحلة 100 كيلو أخذت أكثر من 18 ساعة. لم أكن أعتقد أنهم سيصلون عمان في نفس يوم الانطلاق، ليس لبعد المسافة، ولكن لصعوبات الطريق يدركها من يعيش الأرض المباركة المحتلة! فقد بدأ الخمسة من الساعة السادسة صباحا من بيوتهم في مدينة إبراهيم الخليل عليه السلام إلى نقطة الانطلاق من “أبو ديس” وهو النقطة الأقرب إلى القدس يمنعهم دونها الاحتلال.
بعد الانطلاق توجه الركب إلى أريحا وخلال الطريق تعرضت الإطارات لأربعة ثقوب في أنابيب عجلات دراجاتهم، فالطرق ليست معبدة كما يجب، ولا حول ولا قوة إلا بالله. مما اضطرهم إلى الوقوف من حين لآخر لإصلاحها. هذه الإصلاحات أخذت من وقت الفريق كثيرا، ومن الصعب القول الآن عما إذا كانت الاستعدادات كافية لتخطي الأصعب! لاشك أن الفريق يعرف كيف يصلح الإطارات، إلا أن الطريق طويل وقطع الغيار قد تستهلك. نسأل الله أن يبارك في جهودهم وتخطيطهم.
الاحتلال والحواجز
وعند وصولهم إلى أريحا، تعرض الدراج داوود القواسمي إلى تعطيل واستجواب من طرف أحد النقاط الاسرائيلية المنتشرة في الأراضي الفلسطينية. وكان الفريق مدركا أن هذه النقاط مملوءة بالمخاطر. وقد يتبادر إلى ذهني أن يستمر باقي الفريق في مشواره تاركين أخاهم وقد حجزه حاجز. إلا أنهم صبروا واتكلوا على الله حتى فرجها في أقل من ساعتين انتظار! واستمر الركب وقلوبهم إلى عمان تلك الليلة!
وقد وصلنا نبأُ تعرضِ الدراج سامر أبو زينة إلى عائق حجزه عن إكمال الرحلة وهو يعود أدراجه إلى فلسطين. لم تصلنا المعلومات كاملة بعد. لكننا نسأل الله أن يحفظه. وإذا لم يستطع الرجوع والإكمال معهم، فنذكره أن فتح الله قريب بإذن الله، وستحج البيت محلقا رأسك إن شاء الله! الخمسة أصبحوا أربعة والرسالة ما زالت نفسها: تأسيس الدولة وخروج الاحتلال من الأراضي الفلسطينية.
وعند المعابر تعطل الفريق خمس ساعات إضافية مما جعلهم مرهقين. ولا سيما أن الطريق يصعد بهم بعد ذلك مسافة 1000 كيلو في السماء حتى يصلوا عمان. وماذا أقول وهم ينفذون من المعابر وقت غابت الشمس وأظلمت الشوارع! وبكلمات أخرى، وعورة الطريق وارتفاعه وضيقه وظلمته وتعب الانتظار والصبر وتحمل الاحتلال جعل من الخمسين كيلو المتبقية تأخذ أكثر من ست ساعات إضافية حتى وصلوا قرابة نصف الليل.
كما أفاد الإخوة أن المعبر منع الدراجين من العبور بدراجاتهم وكان عليهم اتخاذ الحافلات في العبور. وهذا يأخذ وقتا، فربما يضطر الركب لتفكيك الدراجات وتحميلها على الحافالات وتركيبها من جديد.
لا يسعني هنا إلا الدعاء لهم بأن ييسر الله لهم إكمال حجهم وأن يرسل لهم من يكون سببا في تذييل الصعوبات أمامهم.
أرقام للجادين
حسب دراسة الطريق من الخليل- أبي ديس – أريحا – عمان. لو افترضنا أنهم أخذوها على الدراجة لقطعوا ما يزيد عن 140 كيلو مترا من أول يوم وليلة. انطلاقا من الخليل وحتى وصولهم إلى حدود الأردن يتدرجون على أرض منحدرة وأتوقع سرعتهم ما بين 30 إلى 35 كيلو في الساعة وهو على هذه الطريق حتى قطعوا أول 80 كيلو. بعد ذلك يبدأ صعود هضبة عمان التي ترتفع مسافة كيلو في أقل من 40 كيلومتر. وحسب معلومات أنظمة الارتفاع، فقد تبلغ درجة الصعود تقريبا من 6% إلى 10% يعني سرعتهم لا تزيد عن 10 إلى 6 كيلو في الساعة على المتوسط. وهذا في مقياس الدراجين عالي جدا. مما قد يثير جدلا هل تخطوا هذا المسافة الصعبة على سروج دراجاتهم؟ كم قضوا من المسافات وهم على الحافلات؟ ونزيد بالذكر أن الارتفاع الأخير وصلوه ليلا وهم متعبون طول اليوم! ولا يعيب الفريق أنهم اتخذوا حافلة إذ اضطروا إليها على المعبر أو حين تعب عضو من الفريق. وفقهم الله لما فيه الخير.
Distance: 130.7 km
Elevation: + 3459/ – 3639 m
# of Track Points 1571
Num Course Points 0
Start Elevation 954 m
End Elevation 773 m
Minimum Elevation -381 m
Maximum Elevation 988 m
Average Elevation 337 m
Max Grade 29.8 %
Avg. Grade -0.3 %
أسئلة
كم عدد السيارات التي تتبعكم؟ كم حافلة؟ ماذا تأكلون؟ ماذا تقولون لبعضكم في الطريق؟ متى ترتاحون وكيف؟ وكم سرعتكم المتوسطة؟ كيف تقضون الوقت وأنتم على السروج؟ كيف تشعرون هذه الليلة؟ وما هو طعمها؟ أسئلة نتمنى الحصول على الإجابة وقلوبنا معكم!
حسام الملحم