هل يخشى الدراجون من الحر؟ ما أفضل مناخ للدراجين؟
عندما يدرك المرأ عن فوائد الدراجة الصحية وفائدتها على وقته وماله، تأتي إليه شبهات تمنعه من مزاولتها. وأغلب هذه الشبهات، ردها بسيط وسهل، لكن الإنسان خصيم نفسه. ولهذا أكتب عن بعض الأسباب التي تجعل المملكة أمنية الدراجين في العالم!
المطر والمناخ
عندما أخبر الدراجين الأجانب أن بلادنا جافة ولا تهطل فيها الثلوج ولا الأمطار إلا قليلا، يغبطوني كثيرا، ويتحسرون على مناخهم، فغالبية الدراجين الأجانب يتوقفون عن التدرج عندما يهطل المطر أو ينزل الثلج. فجو الأمطار بيئة مناسبة للانزلاق وتوسخ الملابس، بل ويضطرون للبس الملابس الخاصة والمظلات. وأكثر ما يضايقهم هو تقلب الجو من المشمس إلى الممطر فجأة، مع صعوبة توقع حالة الجو، بعكس حال مناخ المملكة الثابت تقريبا والرتيب! أما أشهر الثلج والبرد فيمنهعم إطلاقا بسبب البرد القارس، فدرجة الحرارة الصفر تصبح عند الدراج سالب عشرة بسبب الحركة والاصطدام بالهواء! وفصل الصيف مليئة بالأمطار! وعندما تسألهم يقولون أنهم يتدرجون لأيام معدودات في السنة تشكل نسبة بسيطة من الأيام. ونذكر هنا أن المتدرجين في المناخ الصعب نسبة قليلة. قارن ذلك مع جو المملكة الذي يندر فيه المطر ويكاد لا ينزل البرد ولا الثلج. هذا يدعم الدراجة كوسيلة نقل مناسبة جدا لمناخنا!
الحر الشديد
أقول لهم: “جو المملكة حار جدا، ولا نتحمل الحرارة!” فيردون علي “أن الحرارة لا تمنعك من التدرج،” فولاية تكسس، مثل جو الرياض أو أقل حرارة قليلا، حارة جدا والكثير يتدرج طول السنة. شرب الماء هو الحل لمواجهة الحر! فكل ما عليك هو حمل قارورة ماء معك أو كيس بشفاط، كي تروي عطشك وأنت تتدرج تحت أشعة الشمس الملتهبة! والدراجون في الأماكن الحارة يحتال على الحرارة والعرق بتجهيز نفسه. فهو يذهب إلى عمله بالدراجة ويغسل نفسه عند وصوله إلى العمل، وربما غير ملابسه. بل إن أكثر ما يعيق الدراجين هو البرد القارس، وليس الحر القارس. واسأل مجرب! وتصفح قسم كيف أواجه الحر لتتعرف أكثر.
كيف نتحايل من ضربة الشمس
لاشك أن الشمس تعطينا الضوء والدفء، وإذا عصّبت عليك، ضربتك! لا ندعوك أخي إلى التدرج في ظهر صيف الرياض، فشمسنا في هذا الوقت ليست شمسا عادية! لكن شمس الصباح وبعد الزوال حتى لو كانت صيفا لن تضربك، وخاصة إذا عوّدت جسمك يوما بعد يوم قليلا قليلا! إذا كنت مبتدئا في التدرج، فالأذكى أن تبدأ خريفا فتدرك أن جسمك يتعود على الشمس شيئا فشيئا، وإذا بدأت في الصيف فتخرج صباحا وعصرا أو ليلا، راقب تحملك ولياقتك. وبمناسبة التنقل إلى العمل، القلة منا سيخرج إلى عمله ظهرا، فصباح الساعة السادسة أو الرابعة عصرا وقت جميل جدا! ولا خوف من شمسها بإذن الله على الدراج. بعد تعودك وزيادة صحتك، فستدرك أنك جسمك قابل لتحمل الصعاب!
الغبار
بنية الدراج الصحية
جهاز الدراج التنفسي أكثر قوة من غيره باستخدامه للدراجة. البعض لن يدرك أن الغبار لا يعتبر عائقا بسبب قدرة جسم ورئة الدراج على تحمل الغبار. بل إن الدراج أقل عرضة لأمراض الصدر والتنفس والزكام بإذن الله. قد يعيق الغبار المبتدئ في قيادة الدراجات في أيام الغبار، لكن الشعور بالصحة بعد فترة ستجعلك تعرف أن الغبار ليس عائقا.
وإذا كان هذا الأمر لا يناسب الدراج المبتدئ، فنحب الإشارة أن الصيدليات في المملكة توفر أغطية التنفس المناسبة لمنع الأتربة من التسلل إلى صدر الدراج. البس الغطاء الذي يباع بريال أو أقل وتنفس وتدرج على راحتك، كل مشكلة ولها حل!
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
ربما المقال لم يقنعك بعد بمزاولة الدراجة في أوقات صعبة، نرجو ألا يمنعك هذا من مزاولتها في الأيام العادية! إذا ضايقك الجو الشديد فاستخدم سيارتك في التنقل. وتذكر أن التدرج في هذه الأجواء بعد مدة ستعطيك المناعة الصحية والقوة البدنية واللياقة! فنحن بحاجة إلى شعب قوي يتحمل الصعاب!
المرتفعات
أكثر ما يعيق الدراج هو المرتفعات الصعبة، يعاني دراجو مدينة (سان فرانسسكو) في أمريكا المرتفعات. وهذه المرتفعات تحتاج إلى جهد كبير لا يستطيعه إلا الأقوياء، وهي تمنع الكثير من مزاولة الدراجة كوسيلة نقل. تخيل نفسك وأنت تتدرج في شوارع ترتفع بك من 100 إلى 250 متر كل 3 إلى 5 كيلومتر! وإن كنت محظوظا، كان بيتك مرتفعا فوق أحد جبالها وعملك في أحد وديانها، فتسعد في الصباح وتتعب حين ترجع إلى بيتك صعودا! قارن ذلك بينها وبين هضبة نجد ومدننا الساحلية التي بسطها الله لنا. فراكب الدراجة يخرج من شرق الرياض إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها والعكس دون مواجهة مرتفعات ولا سهول تجعل الزمن المستغرق طويلا في قطع المسافة. فمثلا في مدينة الرياض، مقدار الصعود من شرق الرياض إلى غربها لا يتعدى ال30 مترا! وبكلمات أخرى سرعتك لا تتغير كثيرا من انطلاقك حتى وصولك!
الصورة السابقة هي مدى ارتفاع مدينة ستورز في ولاية كونكتكت الأمريكية تترواح من 100 إلى 250 متر كل بضعة كيلومترات.
أضف إلى ذلك أن المرتفعات تعيق الرؤية. فالصعود والنزول يجعل السائق لا يرى خلف التل أو المنحدر، وكان خطر مواجهة أمر ما أكثر احتمالا. لكن سائق السيارة في مدينة الرياض مثلا يستطيع رؤية الطريق من مسافات بعيدة كون المدينة مسطحة، ولهذا رؤية الدراجات من بعيد أسهل!
الصورة السابقة توضح ارتفاعات وانخفاضات مهولة تصل إلى 500 متر في أقل من عدة كيلومترات!
هل مازلت تعتقد أن مناخ وجغرافية المملكة لا تناسب الدراجات؟
السلام عليكم
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الجميل فكم من حوار على قيادة الدراجات بالمملكة تشابهت جمله معه.
بعد أكثر من سنة من استخدامي للدراجة الهوائية للنقل والتنقل في مدينة جدة أصبحت عندي قناعة تامة أن الجو ليس عائقا أبدا في وجه الدراجين, فأنا كنت اتنقل في دمشق من قبل و الحرارة معتدلة جدا و ممتازة لأي دراج ولكن عقبة الارتفاعات هي التحدي الأكبر لأي دراج.
أشهد أن قيادة الدراجة في المملكة أسهل من سوريا ولكن هناك نقطتين لا تجعلها الأفضل:
– شوارع الأحياء الفقيرة في دمشق كانت أفضل من الشوارع العادية في مدينة جدة (لا أدري عن باقي مدن المملكة) و هذا أمر يزعج الدراجين و السيارات على حد سواء.
– في أي منطقة في العالم ستجد الإزعاج المتعمد لسائقي السيارات, و لكن النسبة في جدة أعلى من غيرها و أدعو الله لهم بالهداية و بالصبر للدراجين و للعالم أجمعين.
و أسأل الله الفرج و العودة القريبة لبلادي بإذن الله.
وعليكم السلام ورحمة الله يس!
شكرا على تعليقك الرائع، وكم يسرني أنك مستمر في التدرج في جدة. تعليقك رائع جدا وخاصة فيما يتعلق في الجو، أما بالنسبة إلى الشوارع فهذا خارج الموضوع، وسيكون تعليقك أدق لو كانت مدونة في موضوع البنية التحتية.. ويشرفني أن تقرأه https://aljariyat.net/wp/?p=46
الشئ المنغص – من وجهة نظري – للمميزات الجميلة التي يتمتع بها مستعملو الدراجات الهوائية في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية، هو أن قيادة الدراجة في عامة شوارع وطرقات بلادنا، هي مجازفة بكل ما تعنيه الكلمة من معني، حيث لا مسارات خاصة وآمنة للدراجات، ولا كذلك أنظمة وتعليمات تختص بحماية راكبي الدراجات.
وأنا أستغرب أشد الاستغراب، أنه مع الوعي المتزايد في مجتمعنا، بمنافع الدراجة للصحة، ومحافظة التنقل بها للبيئة، إلا إني ذلك لم ألحظ على الصعيد الرسمي ، من قبل أمانات المحافظات والمدن، أي اهتمام يُذكر بالدراجات، والمسارات الخاصة بها، كما يُلاحظ الغياب التام للمرور في هذه الناحية، ومع كل ذلك فإني لعلى ما يشبه اليقين، من أن المسألة لا تحتاج سوى اقتناع الجهات الرسمية المعنية، بصدق الدراجين واهتمامهم بهذه الرياضة المفيدة، رياضة ركوب الدراجات ، لتتم الاستجابة لكل ما يلزم الدراجات والدارجين، وبالله التوفيق ..
هذا المقال يجيب على بعض تساؤلاتك
https://aljariyat.net/wp/?p=46
ماذا عن طلاب المدارس ؟
أو ربما انت لا تدعم استخدام الدراجة للطلاب