توجد عوامل في المملكة إمداية وتسهيلية (لوجستية) لا تتوفر في أي بلد كما تتوفر في المملكة! كيف نبدأ في هذا الموضوع الذي قد يطول، مالنا بد من أن نذكر نعم الله علينا فتدرك كم نحن غافلون عن أفضل مكان للتدرج في العالم!
1 – وجعلنا من الماء كل شيء حي
إن من نعم الله علينا في المملكة انتشار المساجد، فلا ندعو مع الله أحدا، وقد لا ينتبه الناس إلى أن المساجد من أكثر النعم على الدراجين. كيف ذلك؟ هل سألت خبيرا في الدراجات عن حاجته أولا؟ أهم شيء يحتاجه الدراج المتنقل إلى الماء،للشرب وتعبئة جرته بالماء، ولا يتوفر ذلك الشيء بسهولة في المدن الأجنبية كتوفرها في مدننا لكثرة المساجد وماء السبيل الذي في الغالب يتوفر باردا. وإذا توقفت عند محطة أو محل في مدن غريبة، فلا تتوقع السقايين، ومن النادر أن يتوفر ماء مجاني ما عدا في أماكن السياحة!
الماء الماء الماء، من أهم النصائح التي نقدمها لك من هذا الموقع، فغالب الأمر أن العائق الأكبر لاستمرار المتدرج هو نفاد قارورته من الماء وخاصة في بيئتنا الحارة.
2 – أن طهرا بيتي
ألا أدلك على خير من الفائدة السابقة؟ المساجد توفر لك الحمامات للغسل! ربما ترد علي وتخبرني أن محطات الوقود أو المحلات في المدن الغربية توفر لك حمامات تستطيع استخدامها، لكنك تغفل أنها لا توفر لك مرشا أو شطافا به تغسل جسدك. بل إنك لو حاولت غسل جسدك وتناثرت قطرات الماء في الحمام كنت سببا في “توسيخها” حسب اعتقاد أهلها في الغرب أصحاب التنظيف بالمناديل! جملة وتفصيلا، لا يوفرون الحمامات للغسل، ولا تقدر على ذلك لعدم وجود عدة الغسل.
إنها البالوعة، والحمام العربي الذي يحسدنا عليه الدراج الغربي والشرقي ولا يقدرها البعض!
أما في بلادنا، ففي بعض المساجد يتوفر الصابون وعلاقات الملابس وبعضها خدمة التنظيف فيها مستمرة أكثر من غيرها. والدراج في حال الاستمرار سيعرف المساجد وخدماتها أكثر من غيره! ومكان لتغيير ملابسه وغسل جسده إن استدعى الأمر لذلك.
3 – المطاعم والبقالات
حركة الدراج المستمرة تستهلك كثيرا من دهونه وطاقته. ولا غرابة، فركوب الدراجة من أفضل الرياضات للتخفيف. ومع ذلك فالدراج يتمتع بشهية كبيرة، فلا يكاد ينتهي من مشوار إلا وتفتح شهيته للطعام. المطاعم والبقالات في الدول الأخرى إما غالية الثمن أو نادرة، وأكثرها من الأطعمة الغير مفيدة. وحتى البقالات ربما تغلق مبكرا ولا تخدم بعد ساعات غروب الشمس. وكما يقال، فبين كل مطعمين في الرياض مطعم آخر. وربما نقول هذا استهزاء، لكن الدراج ذو الخبرة يعرف أن مدن المملكة لا تنام إلا متأخرا. ولا خوف من الجوع في مكان آمن بوجود الطعام بإذن الله. والحمدلله، حتى إفطار الصائم منتشر!
4 – المستوصفات
وما أدراك عن فائدتها؟ إن جاء العج اشتريت كمامات، وإن سقطت من دراجتك وجدت الضمادات، وإن أردت مزيل الروائح وجدت ضالتك. ومن نعم الله أن المستوصفات أصبحت في كل زاوية من زوايا المدينة، ولا أكبر شاهد من صيديلة الدواء التي تضاهي عدد المساجد في المنطقة الشرقية. (صيغة مبالغة). ومهما حاولنا المقارنة، فالفرق كبير بين عدد الصيدليات في مساحة معينة مقارنة بمدن عالمية أخرى!
5 – الغسالات
كل مشكلة ولها حل، حتى ثياب العمل تستطيع حملها في شنطتك أو تخزينها في محالات غسيل الملابس المنتشرة انتشار الهشيم ورخص ثمن الخدمات. واسأل أي مغترب عن محلات الغسيل، فسيخبرك أنها تكاد تكون معدومة وإن وجدت فغالية الثمن جدا جدا جدا! وإذا كنت تتردد كثيرا على مكان معين، فما أسهل أن تضع ملابسك في مغسلة قريبة مثلا من عملك، فتصل وتأخذ ثيابك من المحل مباشرة! وأترك لك الخيال الواسع في خدمات لا تتوفر حتى لو سافرت إلى اليابان!
6 – أماكن الراحة
وهذه ليست إحدى الحاجات الضرورية، لكننا نذكرها لو احتاج البعض لذلك. بعض المساجد قد تقفل وبعضها يظل مفتوحا، وقد تحتاج إلى أخذ قيلولة سريعة وأنت في مشوار ما. فدور العبادة قد تكون مناسبة لذلك يا أبا تراب!
الخلاصة
من يتدرج في البلاد العربية وفي البلاد العالمية سيدرك حقيقة أن التدرج في المملكة مدعوم لا إراديا من اقتصاد البلد ونظام حياته الليلي وعباداته المنتظمة والمساجد المنتشرة. ونحمد الله على نعم لا نحصيها! ونرجو أن يكون المقال قد أبعد عنك بعض الشبهات!