الإعلام والصحافة من أسرع الوسائل لإيصال المعلومة إلى المجتمع، ولهذا وجب على الناشط أن يكون ملما باستخدام هذا السلاح، فهو ذو حدين. إنه ليس لقاء عادي وليس مسألة خبر ينشر أو توعية موجهة من غير حبكة، وإنما إشارات وذبذبات ترسل من الناشط إلى المجتمع عبر هذا الصحفي الذي يرسل الإشارة مشوشة فربما لا تعكس توجهاتك! وتذكر أنك تعالج موضوع الدراجة الشائك، ولست تتكلم عن فائدة أكل التفاح مثلا!
توجد أخبار كثيرة ومقالات في صحف شتى عن “دراجتي” وكثير منها رائع ومشجع ويسير في الاتجاه الصحيح (قسم دراجتي الرياض) . فيصل الحيدري في جريدة الوطن قابل نشطاء “دراجتي” في لقاء صحفي تم نشره بالأمس. الصحفي بطبيعة الحال حسن النية ويريد أن يساعد “دراجتي” في نشر ثقافة الدراجات في الوطن، ولكنه استعجل إرسال المقال دون الرجوع إلى فريق دراجتي كما يبدو. سنركز على العيوب، ولاشك أن المقال فيه من الإيجابيات، أكتب ليستفيد من يريد التعلم والتبصر بالحال والطريق، وربما نستطيع وضع اللوم على الصحفي، لكني أحرص على لوم الناشط أيضا حتى يتأكد من الصحفي قبل أن ينشر الخبر! (وصلة إلى الخبر)
عيوب المقال
……. والإقبال الذي لاقاه الفريق دفعه للمطالبة بالاعتراف بهذه الهواية كوسيلة نقل، وتحديث نظامها في جهاز المرور، …………
بالنسبة للقارئ العادي، وبالنسبة لقائد السيارة العادي، سيخرج من المقال بأن الدراجة ليست معترف بها في أنظمة المرور. ف”دراجتي” تطالب بهذا الاعتراف! وهذا يعني أنه ليس معترف بها كوسيلة تنقل. طبعا هذا خطأ والدراجة مركبة في قوانين المرور ووسيلة نقل. وطريقة صياغة الجملة تعطي إشارة خاطئة إلى قائد السيارة ألا يحترم الدراجة لأنها أصلا ليست معترف بها بعد، حتى يتم تحديث النظام! فهل نريد من الناس العاديين ورجال المرور أن يتحرشوا بنا أكثر؟ ربما الصحفي يقصد الاعتراف بها من قبل الشعب، وحتى لو افترضنا ذلك فهذه رسالة أخرى أن الدراجة ليست مرحبة بها في السعودية، وهذا تعزيز لفكرة أن الدراجة للعمالة الفقيرة الوافدة! وهذا عكس ما نراه ونحن نتدرج فالدعم كبير ومشجع من الناس إلا قلة لا تستاهل أن نذكرهم في خبر! وبصراحة صياغة هذا الخبر، ذكرني بالمقال والمشهد القديم من كوميدو!
ويبدو أن الصحفي يعتقد أن نظام المرور مثل أجهزة الجوال وبرامجها التي تحتاج إلى تحديث! فرق بين تحديث النظام ليتوافق مع نظام معين، وبين إصلاح النظام ليتوافق مع مصلحة الدراجة وأهل الطريق. فتحديث النظام أيضا قد لا يخدم الدراجين! فنرجو ألا يكون هذا سببا في تحمس إدارة المرور بالعمل على تحديث النظام دون الرجوع إلى أهل فقه الطريق والدراجات!
وطالب الوثلان وزارات النقل، والشؤون البلدية والقروية، والصحة، بتيسير قيادة الدراجات،……….. و أشار أعضاء الفريق إلى…….. ، وزيادة عدد مواقف الدراجات الهوائية، وإلزام المخططين ومتخذي القرارات بأخذ الدراجات الهوائية في الاعتبار بكل الخطط التطويرية المتعلقة بسبل التنقل كالسكك الحديدية والمطارات، ………..
الصحفي أظهر فريق دراجتي على أنه مظلوم ومسكين وأنه يطالب كل الجهات الرسمية فعل كل شيء لمساعدته وأنه لا يستطيع التنقل بدون دعمهم. بل أظهر “دراجتي” وكأنها ضمن فئة أصحاب الحاجات ومظلوميتهم من قبل البلدية والمرور! وهذه تعطي إشارة إلى المجتمع أن الدراجة لا يمكن أن تنتشر بسبب عوائق كثيرة تجعل من انتشارها صعب وتحبط الناس من التفكير في التجربة. بل حتى التنفيذيين في البلدية والمرور ووزارة الصحة سيشعرون بصعوبة هذه المشاريع وكأنها مستحيلة في الوقت الراهن، وأنها مثل صعوبة برمجة وجدولة وهندسة الإطارات والقطارات والمستشفيات! وكأن الدراجة تجتاج إلى خطة خمسية!
إلى الناشط
تذكر أن مهمتك في الإعلام هي تشجيع الناس على ركوب الدراجات. فاحرص على ذكر أن الدراجة سبيل الصحة، وأن القيادة المركبية للدراجة طريقك للأمان بإذن الله، وأن الدراجة في شوارع الطريق آمنة بإذن الله، وأن المجتمع مشجع ومرحب ومتقبل. وأن فريق “دراجتي” يسهل لك التجربة ويجعلك متمرسا في التدرج في شوارع البلاد دون خوف. وأن الدراجة سهلة حتى على ثقيل الوزن وأنها أسهل من المشي، والمزيد من التحريض في هذا السبيل الإيجابي. وهذه مهمة الناشط الذي اتخذ الإعلام وسيلة له! فلا تنشر العوائق والمطالبات التي تجعل الآخر يشعر بحاجتك. بل أظهر نفسك أنك مستقل ولا تحتاج إلى أحد، بالعكس هم من يحتاج إليك. وخاصة في موضوع مثل الدراجة. عليك أن تتخيل اليوم الذي ينشر وزير الصحة خبرا يطالب فريق “دراجتي” أن يساعده في مشكلة الصحة في الوطن!
ونذكر أيضا أن الإعلامي يريد ((أي)) مادة ليغذي بها جريدته ولا يهتم حقيقة إلى المحتوى. فكن دائما فوق الإعلامي، وتذكر أن الإعلامي سيسعد كثيرا إذا أشرفت أنت على المقال أو على المادة الإعلامية!