“نريد مسارات دراجين مثل هولندا”
لطالما سمعنا هذا الطلب من المؤلفة قلوبهم في الدراجات. فهل يعرف هؤلاء قصة هولندا مع مساراتهم أم إن القصة أبعد من ذلك بكثير؟ نكتب لكم مع بعض المصادر قصة هولندا وكيف حصلت على حقوقها في الطريق وأصبحت ملاذا آمنا للأطفال والشيوخ والنساء في المشي واستخدام الدراجات الهوائية بهدف التنقل الآمن السريع. وكيف أصبحت السيارة نمبوذة في ذلك النظام.
وصلت هولندا بسبب ثلاثة عوامل أساسية:
- موروث ثقافي
- تنافس في حقوق الطريق ومظاهرات وخاصة بعد سلب السيارات لمساحات واسعة من الشوارع.
- مظاهرات في الشوارع لحرمة الدماء والقتل وتندد بالسيارات مع دعم إعلامي كبير.
- تهديد اقتصادي نفطي على استقلالية الدولة.
فهل تعتقد أن بلادنا ومدننا لديها صفات شبيهة تساعد على انتقال التجربة إليها حتى تنجح في عمل بنية مثالية؟ مشهد عن تاريخ هولندا
كان الهولانديون يتنقلون بدراجات هوائية قبل الحرب العالمية الثانية، وبدأت الحكومة تعيد بناء مدنها المتأثرة بالحروب، ولكن ذلك صادف دخول السيارات أسواقها وضاقت بها الشوارع في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. ومع ازدياد الحوادث وقتل الأنفس الزكية بدأ الناس يتظاهرون في الشوارع بوقف إسالة الدماء فقد وصل العدد في سنة 1971 إلى 3000 حالة دهس من بينهم 450 طفل، قارن هذا ب 14 عام 2010.
وكان من بين الحملات الإعلامية حملة “أوقفوا قتل الأطفال” التي ساهم بها الصحفيون الذين تأثر بعضهم بذويهم.
وقد ساهم الملك فيصل رحمه الله في تعزيز هذه الحركات بإيقاف تصدير النفط الذي يشكره العالم على صنيعه ذاك. فلأول مرة شاهد مجتمع هولندا شوارعهم بالإجبار دون سيارات مزعجة. فبدأ الناس يلتفتون إلى خطورة استخدام النفط للأغراض السيئة ومن بينها حرقها للتنقل بسيارات بطيئة تضر بالصحة والبيئة وجمال المدينة. وبقرارات مماثلة تجرأت حكومة هولندا وعرضت على المجتمع تغيير الواقع.
لم يكن مشروع المسارات مشورع أحد البلديات، بل لم يكن تحجيم دور السيارة في التنقل نابعا من شخص، وإنما كانت سياسة تبنتها الحكومة مع دعم شعبي كبير لها وقبول. فبدأت بهيكلة مدن هولندا كي تكون نظيفة من السيارات مشجعة على التنقل بالدراجات. بل إنها صممت المدن ومواقف السيارات والشوارع ليكون تنقل العجوز بالدراجة الهوائية أسرع من استخدام الشاب لسيارة فارهة! بل ومنعت السيارة من الوصول إلى قلب المدينة.
هل توقفت المظاهرات ضد السيارة؟ لا، فبالرغم من حرمان السيارات من الوصول إلى وسط المدن، إلا أن الشارع والمجتمع ما زال يتظاهر والمجتمع بزيادة الخطط لحفظ الدماء من السيارات القاتلة.
وبسبب الدعم الكبير لهذا التوجه، عادت معدلات استخدام الدراجات كونها موروث ثقافي أصيل في هولندا، وفي نفس الوقت، أخذ الناس يتطبعون بأن الأولوية عادت للدراجات، بل إن بعض الشوارع كتب عليها: “طريق دراجات، السيارات ضيوف على هذا الشارع” في إشارة إلى أن السيارات ملزومة بالاستئذان وأن الدراجة صاحبة الأولوية.
ولم تكتف الحكومة بالبناء، وإنما كانت الدراجة جزء أصيلا في التربية والتعليم وكان الأطفال يتعلمون كيفية قيادة الدراجات بطريقة نظامية في فصولهم الدراسية، وكانت هذه المقررات إجبارية.
هذا التوجه أجبر البلديات على توفير كل ما يلزم الدراج من احتياجات في المواقف والطرق بل حتى توفير منافيخ هواء للكفرات منتشرة في شوارع مدنها. بل حتى الأسواق وأصحاب المحلات أصبحوا يوفرون مكانا للدراجات وقد لا يلقون للسيارة بالا كما هو الحال في الدول الأخرى التي ترحب بالسيار وقد لا ترحب بالدراج كما يريد.
هل توجد عوامل أخرى ساعدت هولندا على الحصول على هذه البيئة؟ نعم فمدن هولندا أصغر من غيرها، بل حتى بيوتها ترتفع ولا تتوسع عرضا مما يجعل المسافات بين هذه المنشآت ليس كبيرا كما هو الحال في مدننا التي يحب فيها المخططون النظام الأمريكي ذات الشوارع السريعة والمراكز الاجتماعية المتباعدة!
في التسعينات بدأ البرلمان في تحسين أنظمة المرور والمسؤولية والتي تضمن للدراج حتى لو كان مخطئا الحماية والتعويض من سائق السيارة ب50% على الأقل من التعويضات. الدراج هناك محمي، ولو كنت صغيرا أو طفلا فإن حقك محفوظ 100%.
السؤال الآن: بالنظر إلى القصة هل تعتقد أن الطريق سهل للحصول على مسارات مناسبة مثل مساراتهم؟ اترك تعليقك في الأسفل.
اعتقد ان المشكلة عندنا في السعودية تكمن في اتساع الطرق و سرعة السيارات فيها هولندا طرقها صغيرة ليست مثل جدة او الرياض لكن يمكن جعل مناطق في المدن للدراجات فقط مثل منطقة وسط جدة (البلد) او مكة المكرمة حيث الشوارع هناك صغيرة و ضيقة
صحيح، مدننا صممت على النظام الأمريكي نظام الطرق السريعة والمدينة المترامية.
كما لو تم الالتفات إلى وسط البلد مثل التحلية في الرياضة وما حولها لاستطعنا أن نجعل الحافلات فقط مع الدراجات بدخولها فقط
الجميل في الموضوع الدراسة التاريخية وبحث أسباب نجاح التجربة الهولندية. مجموعة عوامل تضافرت لتقدم نموذجاً ناجحاً. وفي هذا درس بليغ لأصحاب النسخ واللصق، ليس كل تجربة أو شيء تشوفه هنا أو هناك، تأتي تبلشنا به نبغى نعمل مثل هذه الدولة أو ذلك الشعب … الموضوع ليس بهذه البساط نسخ ولصق، يحتاج تعمق ودراسة لفهم أسباب نجاح التجربة.
حسام! جميل إيرادك لمجموعة العوامل المسببة لنجاح التجربة الهولندية مع الدراجات الهوائية. أقترح تعديل العنوان ليتوافق مع المحتوى، أعرف أن قصدك لفت الانتباه. لابأس يمكنك الإبقاء على العنوان ولكن بحذف حرفين ليتوافق مع المحتوى، فالملك فيصل رحمه الله ليس السبب، ولكن سبب. احذف أل التعريف، لتجعله سبباً ضمن مجموعة أسباب…
وفقك الله
شيئ جميل طيب هذا من ناحية التنقل بالدراجات تنقل شخصي
طيب بقي شيء حل مشكلة تنقل النساء هل يركبون الدراجه؟
هل تستطيع أن تأسلم المشروع الهولندي وتجعله موافقاً للعادات والتقاليد العربيه(السعودية )
وفقكم الله
لا نحتاج إلى أسلمة شيء، والمسلمات حول العالم يركبن الدراجات، ربما تقصدي الأعراف،، وحتى هذه حلها سهل،، وكتبنا مقال ربما يساعدنا فيه المختصون لجعل هذه التقنية أرخص وأسهل لنسائنا..
https://aljariyat.net/wp/?p=2222