علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آداب وحقوق الطريق ولم يترك لنا أمرا إلا ذكره. قد يستغرب البعض هذا الموضوع، إذ ينتشر بين السائقين أن نافوخ السيارة أو بوقها وسيلة للتنبيه جيدة وخاصة عند رؤية الماشي أو الدراج.
رسول الله علمنا أن أداة التنبيه هي إلقاء السلام، فليلق السلام الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير. فهذه هي السنة، فلا تستبدلها بالبدعة. ولا تتخذ عادتك أو عادات آبائك حجة في الضرب بالنافوخ أو البوق للتنبيه. ربما تحتاج أداة التنبيه إذا تعرضت حياتك للخطر أو أدركت أنك احتجتها فعلا وبصورة ضرورية خشية حصول ضرر كبير.
متى أستخدم بوق السيارة؟
مثلا، واجهتك سيارة ترجع إلى الخلف اتجاهك بطريقة مريبة، فلا يعيبك استخدام التنبيه هنا، لكن يعيبك أن تستخدم الأداة عوضا عن إلقاء السلام، أو عندما تقطع تقاطعا بحجة حتى يدرك المارة أنك تنوي عبور التقاطع من غير وقوف، أو حتى تنبه زوجتك لإدراك مكان سيارتك حال خروجها من السوق مثلا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعط الطريق حقه، ومن جملة ما ذكر كف الأذى! فلا تستخدم بوق السيارة فإنه رفع صوت وليس غض منه. فلنهتدي بالسنة ولنبتعد عن البدعة. ولنتعلم من مدرسة خير البرية آداب الطريق.
وفي نظام المرور في المملكة تحت قوانين السير:
- ٥/١/٢٢ لإدارة المرور تقييد استعمال المنبهات الصوتية داخل المناطق المأهولة أو منهعا كليا في بعض المناطق السكنية أو جزئيا في أوقات الراحة والسكون وذلك فيما عدا حالات الطوارئ.
- ٥/١/٢٣ لا يجوز استعمال أجهزة التنبيه إلا في حالة الضرورة لتنبيه مستعملي الطريق إما إلى اقترتب المركبة أو إلى خطر ناشئ عنها أو خطر يتهددها، كما لا يجوز استعمال المنبهات الصوتية بطريقة تزعج المارة أو تقلق راحة الجمهور، ولا يجوز أن يكون المنبه الصوتي متعدد النغمات أو أن يصدر أنغاما أو أصواتا أخرى لا تتفق مع الغرض من أجهزة التنبيه.
أدوات تنبيه الدراجات وأجراسها
ويعتقد البعض أن الدراجات ليس لديها نوافيخ أو أجراس يمكنهم بها إزعاج الآخرين، بل حتى الدراجين لديهم منبهات تضاهي منبهات السيارات، وإليك في هذا المشهد نموذج صغير لبوق دراجة.
وهذا مشهد لأحد المنبهات المتواجدة في السوق، نرجو ألا نستخدمها في إلقاء السلام أو التنبيه للتجاوز، استخدمه فقط في حالة الخطر! حفظكم الله
ونحن في شبكة الجاريات لا نشجع على اقتناء هذه الأبواق، وإذا اقتناها الدراج فنتوقع منه المسؤولية على استخدامها في حالات الخطر فقط، ولا يتخذها عادة بدل إلقاء السلام أو التنبيه للتجاوز.
ومن هذا المنطلق تشير، نهيب بالدراجين أن يلقوا السلام على قاطني الطريق، ولندرك أن إلقاء السلام على المشاة واجبٌ على الدراجين، وإلقاء الدراجين السلامَ على سائقي السيارات ليس واجبا في هذا السياق. لكنه يجب على الدراجين إلقاء السلام على سائقي السيارات حال مجاوزتهم، بدليل إلقاء السلام من المار على الواقف، وهذا جزء من المسؤولية وأكثر أمانا للدراج حتى لا يفاجئ مستخدمي الطريق حال تجاوزه.
وقسم القيادة المركبية يلقي ضوءا على هذا الموضوع.