بعد ملاحظة الدمام وشوارعها أصبحت لا أذهب بالسيارة أو ماشيا في الحي إلا ويجب أن أرى متدرج يتدرج في الدمام … سواءا كنت ذهابا إلى المدرسة , أو إلى النادي , أو إلى السوق
فكنت أقول في نفسي : حقا بدأت نظرة المتنقلين تتغير ولا شك أنهم جعلوا الدراجة من أولوياتهم اليومية لا شك في ذلك وهم يستعملونها في التنقل بدلا من السيارة المزعجة المجلبة للقلق والهم والمشاكل النفسية
فيوما ذهبت إلى المدرسة بالسيارة وقد تأخرت على ذهابي للمدرسة و أنا أرى الزحام ممتلئ كأنني حبة شعير وضعت في وسط الحقيبة الممتلئة بالشعير وفي الحقيقة أنا سيارة وضعت بين السيارات فأبدأ بالتفكير بالعواقب ويبدأ قلبي بالقلق وأبدأ بالتخيل وأتوقع وأقول في نفسي : هل لو كنت راكبا دراجة سيمكنني الخروج من هذه الأزمة
العالمية اليومية …؟
فكانت الإجابة : نعم ,فكنت كلما أنطلق في طريقي أجد أحد المتدرجين يتدرج يوميا في الشارع الأول وأتعجب
من طريقته في تجاوز الزحام وكأنه في سباق مع الزمن
وفي أحد المواقف التي سحبت ناظري أن صديقا لي لديه أخ مع مجموعة دراجتي فحكى لي موقفا من المواقف التي تمر عليه وقال : أن أخي أمرني بتصويره فكنت راكبا بالسيارة ولحقت به حتى مررنا بزحام فاستمر بالتدرج فلم أستطع اللحاق به بسبب ذاك الزحام وهو يقسم تعجبا لطريقة تدرجه قائلا : والله بلغت سرعته المائة
.ولكن الحقيقة أنه كان في منحدر فكان سريعا ولم تصل سرعته المائة ولكنه قالها كنوع من المبالغة
وأنا في الحقيقة أشكر جميع المتدرجين الذين أراهم في الدمام بشكل مستمر و انصحهم بالإستمرار
وأقدم لهم منتاجا بسيطا يعبر عن تنقل بعض المتنقلين تدرجا في الدمام
وإن كان بسيطا وقصيرا فهو تعبير خاص مني إليكم وإلى الأمام …
محمد الملحم