السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
في بادئ الأمر اود ان اشكر اخواني في سفراء السلامة المرورية و اتاحت لي الفرصة لمقابلتكم العام المنصرم و التعرف على هذه المجموعة التي تطمح للإصلاح و توعية المجتمع في السلامة المرورية.
هذه المعلومة من موقعهم في التويتر:
سفراء السلامة المرورية، فريق تطوعي هدفه تحويل طرقنا وشوارعنا إلى بيئة آمنة وأن نتخلى عن المركز الأول في عدد الوفيات بسبب الحوادث المرورية!
حقيقتا هدف جميعنا نطمح للوصول له و نتمنى ان يحدثوا الفرق في ما يقومون به من توعية و مبادرات و تحتاج دعم المجتمع بأسرة. عندما اتطرق لموضوع الدعم اتحفظ قليلا و ربما كثيرا. السبب بسيط و هو من يدعم سفراء السلامة المرورية في الوقت الراهن؟ لن اتطرق للأشخاص الذين يعملون بدأب و يبذلون جهودا تطوعية لا يطلبون فيها سوى الأجر و الثواب من الله عز و جل. لكن اركز على الداعمين الفعليين الذين يوفرون السبل لتوجيه الرسالة. او بالأحرى للتحكم في اتجاه الرسالة!! بدون ذكر اسماء لكن في ما علمت ان من يدعم هذه المجموعة الطيبة هم شركات بترول و سيارات. و هنا اعتب على المجموعة حيث انها كسائر المبادرات السابقة تسمح لمصنع السلاح و الذخيرة بدعم حرب دامية لن تنتهي.
مبادرتكم طيبة و لكن انتهاجكم و تقبلكم الدعم من شركات البترول و السيارات اقرب الشبه عندما تقوم شركة سجائر بطباعة تحذيرات على منتجاتها ان المنتج ضار و لا يزال الناس يشترونها. او عندما تأتي شركة خمور بإعلانات توعوية ان لا تقود السيارة و انت مخمور. لا تتصوروا ان هذه الشركات تهتم بالسلامة المرورية بقدر ما يهمها مبيعاتها و ارباحها السنوية. افضل تشبيه اجده لشركات النفط انها كمصنع للطلقات النارية و شركة السيارات المروج للأسلحة و كلاهما يعتمد على الأخر كي تستمر عجلة الإنتاج و التسويق و الأرباح. نعم فأن شركات النفط تجدونها من الرائدة في السلامة و تدجج الناس بأدوات السلامة في مجابهة المخاطر كبيع شركات الذخيرة للسترة الوقائية ضد الرصاص. و يأتيك وكلاء السيارات هم الأول في توفير افضل تقنيات السلامة كالحزام و وسائد الحوادث مثل مروجي الأسلحة عندما يوفرون دبابات ضد القنابل و مدرعات. في الواقع هم يصورون لنا شكل السلامة المرورية بأساليبهم التسويقية لمنتجاتهم محافظين على ارتفاع نسبة مبيعاتهم و نجاحاتهم في استنزاف موارد الفرد.
كل مبادرة تتطرق للسلامة المرورية يتوجب عليهم تكميمها و تلجيمها و تسيسها لما يخدم استراتيجيتها الربحية فقط. لا يريدونكم ان تدينوا السيارات و البترول لما يحدث في شوارعنا و يدعون ان المسألة توعوية و نساهم في توعية المجتمع. تماما عندما يطالب الناس بمنع بيع الأسلحة للعامة تأتيك شركات الأسلحة و تطالب بترخيصها للعامة. عجبا و كأن اصدار رخصة سلاح راح تمنع وقوع الجرائم. في اغلب دول العالم من يقوم بصياغة انظمة السير؟ هل بحثتم؟ هل تحققتم من يسيس لوائح المرور؟ ستجدون ان صياغة انظمة السير تكون من قبل مصنعين السيارات لتخدم بضاعتهم. عندما تقرئون نظام السير لدينا سوف تجدون انه يخدم السيارة بالدرجة الأولى و يترك المشاة و الدراجات و الشاحنات و الحافلات في نطاق ضيق كي لا يؤثروا على مبيعات السيارات. نعم يا سادة نظام السير يدعم السيارات لن يغير شيء طالما السيارة لها الحق في الطريق دونا عن الباقي.
هل حاولتم استخراج رخصة قيادة دراجة نارية؟ ستجدون ان من متطلبات هذا النوع من الرخص ان يكون المتقدم لا يحمل صحيفة جنائية!!! يطالبون بنسخة من بصماته لقيادة دراجة نارية بينما السيارة يمكنك الحصول على الرخصة لمجرد انك تستطيع ان تركنها و انت راجعا للوراء!!! في ظل الظروف الراهنة و حمام الدماء الذي غطى شوارعنا، أي اداة قتل اصبحت فتاكة الدراجة النارية ام السيارة؟!
المشاة هم اضعف حلقة في سلسلة الموت المحتوم لدينا رغم اننا ولدنا بهذا الحق. كل طفل عندما يولد اول ما يتعلمه هو المشي على اقدامه التي وهبها الله عز وجل لهذا الغرض و نأتي بشركات تصنع ادوات الموت لتسلب هذا الحق الذي وهبنا اياه الله بمبادرات لإيجاد جسور و ممرات مشاة و غيره من الاعذار الواهية التي لا تخدم حق المشاة و انما تدفع بالمشاة لاقتناء اداة قتل تدعى سيارة.
اخواني سفراء السلامة المرورية، انتم تحملون رسالة سامية و مهمة صعبة للمجتمع فلا تدعوا مجالا لمصنعي ادوات القتل في تقنين و تسيس اعمالكم. انظمتنا المرورية هي كقربة الماء القديمة المهترئة يسيل منها الماء من كل مكان كما تسيل دمائنا في كل مكان. لتصلوا بمجتمعنا للسلامة المرورية لا تحاولوا اصلاح ما عاف عليه الزمان و لتستبدلوا بقربة جديدة معاصرة تخدم احتياجاتنا اليوم. طالبوا بالتضييق على قائدي السيارات بالمخالفات الرادعة و العقوبات القصوى. طالبوا مصنعي السيارات بتقليل عدد السيارات المستوردة لتخدم الحاجة و ليس المحفظة. طالبوا بإعادة صياغة انظمة المرور و لنقلب الطاولة فلننصر الحلقة الأضعف و هم المشاة ثم الدراجات ثم الشاحنات و الحافلات و لتكن السيارة هي اخر من يخدم. طالبوا بتصعيب الحصول على رخصة القيادة (رخصة القتل) و لتتضمن التحقق من اهلية السائق و خضوعه لاختبارات عده من ضمنها نفسية و عقلية و لتكن رخصة القيادة (رخصة القتل) للسيارات هي من اصعب المستندات التي تصدر لدينا. طالبوا من رجال المرور ان يقبضوا على المخالفين من سائقي السيارات بقبضة من حديد و ان يفعلوا كما فعلوا مع مخالفين الإقامة من مداهمات و توقيف و سجن الخ…
مشاكل #ثقافة_سيار اصبحت سرطان في جسم مجتمعنا و علاجه الوحيد هو الاستئصال تماما.
أعتذر على الإطالة و اتمنى ان توفقون لتغيير المجتمع.
أخوكم / أبو إبراهيم
في رأيي، لابأس بالاستفادة من الدعم، ولكن إذا شعروا بمحاولة ضغط أو ابتزاز لعدم نشر رسالة تكون في صالح المجتمع وضد الداعمين؛ هنا يكون إيقاف التعاون. وجميل البحث عن داعمين آخرين.
أستاذ الفاضل رائد الغامدي ، هناك طريقة للابتزاز اسمها الإغراق المالي ، وهي أن يتم فتح الموارد المالية لمن يتم دعمه ، وإقناعه بأن الداعم لا يتدخل بأي شكل من الأشكال في رسالة المدعوم وطريقة عمله ، لكن بعد توسع العمل القائم على الدعم يصبح من الصعب الاستمرار بدون هذا الدعم المفتوح ، فيقوم الداعم وقتها بالتضييق بعض الشيء وبعد فترة يمسك بلجام المدعوم ليقوده إلى أي اتجاه شاء ، لذا فالأسلم في هذه الحالات هو ألا تتلقى الدعم من الأساس
شكراً يحيى على التوضيح. بالفعل أمر كان غائب عني.
وفقك الله