كُنت قد غادرتكم مع قصة دراجتي الحمراء أيام الصغر؛ فقد انقطعت صلتي بعالم الدراجات الهوائية منذ ذاك، إلى أن حل عام 1427هـ وعمري حينها 25 عامًا.
انتقلت للدراسة إلى مدينة برزبن في أستراليا. احتجت لشراء بعض الأدوات المكتبية لتجهيز غرفة دراسية، فأشار علي بعض الزملاء، ذوي الخبرة قبلي، أن أشتري من حراج يُقام كل ثلاثاء لبيع أدوات مكتبية وأثاث مستعمل، فستكون التكلفة أرخص بكثير مقارنة بالجديد، إضافة إلى أن لديهم أدوات ذات جودة طيبة كونها اُبتيعت من مؤسسات تعليمة وشركات خاصة.
انطلقت صباح يوم ثلاثاء، مع ثلاثة أصدقاء، تجولنا في ساحة الحراج، وحدد كل واحدٍ منا ما يريد شراءه، أخذنا أرقاماً لاستخدامها في عمليات المزايدة، وكانت أول تجربة لي مع المزايدة، وتخللها بعض المواقف الطريفة لصعوبة فهمي للغة الإنجليزية، وكنت أستغل –بمكرٍ أحياناً- هذه الصعوبة للإفلات من عملية مزايدة رست عليَّ وشعرت فيها بغبن!. اشتريت كل ما رغبت شراءه من أدوات مكتبية، وبقي عليَّ الانتظار إلى أن ينتهي زملائي، وأثناء الانتظار، لمحت مزايدة على دراجة هوائية، أحسبها مقاس 20″، فتح المُحرِّج باب المزايدة عليها بدولار، فأشرت بيدي، فزاد دولاراً، ولم ينافسني أحد، فصارت من نصيبي، بدولارين فقط :).
لقد صارت هذه الدراجة الثانية في حياتي! عدت إلى المنزل متشوقاً لإعادة ذكريات الصغر، فكانت أول رحلة ركوب لمسجد يبعد عن مكان سكني حوالي 3 كم، وما إن وصلت إلى المسجد، حتى سمعت ضحكات أطفال تتعالى، وصيحات تقول:
Oh, Look at that, huge man on a little bike!i
انظروا، رجل ضخم على دراجة صغيرة!
لم أعُر تعليقاتهم وضحكاتهم اهتماماً، دخلت للصلاة ثم خرجت عائداً لمنزلي، وصادفني في الطريق، الزميل علي الحمدان، فضحك ضحكة غطت على ضحكات الأطفال، وقال: رأيتك جالساً متحركاً، ولم أعرف ما كان يُحركك! فلم أعرف ما غبَّش رؤيتي؛ أضخامة جسدك أم صغر دراجتك!. فصار الفراق مع هذه الدراجة :(، وأهديتها لبنت أحد الجيران، وكان آخر عهدٍ لي بدراجات الصغار، وبداية عهد جديدٍ مع عالم الاحتراف 😉 بدراجة مقاس 26″.
وإلى أن ألقاكم مع قصة دراجة جديدة، أترككم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
كان يبغالها صورة،،، حلوة!!
الجميل أن لغتك رائعة،،، وأسلوبك أجمل… أستبعد كثيرا أنك لا تتقن الأجنبية مذ ذاك الوقت،، بدأت أخاف منك،،، تخرب المزايدات…ههههههههههه
لو الواحد عرف أن هناك أحداث ووقائع سيقصها لاحقاً لما فوت ولا صورة.
تعودت كل يومين أو ثلاثة أقص على أولادي قصة قبل النوم، وعجزت أجيب قصص غير: كان فيه أسد وغزال، وانطلق الأسد على الغزال…. وإذا حاولت أغير القصص، ما أقدر أكمل أكثر من دقيقة وأصير ألخبط. ففكرت أني أسترجع قصص من حياتي، كهذه وغيرها، أدونها لأستخدمها لا حقاً كمجموعة، وأستفيد منها لأقصها على أولادي عند النوم 🙂
الدكتور عبدالكريم بكار ذكر ذات مرة مؤلفة قصص أطفال، للأسف لا أذكر اسمها، كانت بدايتها قصص تقصها على أطفالها قبل النوم، وكانت تواجه تحدياً في أنواع القصص التي تقصها على أطفالها، بحثت عن قصص هنا وهناك، ولم تكن تلك التي تعجب أطفالها، إذ تعودوا على التفاعل أثناء القصة وتغيير نبرات الصوت والتمثيل… ومع هذا التحدي، أصبحت تحضر للقصة كالمعلم تحضير الدرس لطلابه، واكتشفت موهبتها من خلال ذلك. وكانت هذه البداية.
ما شاء الله اخي رائد قصة ممتعة و مثرية. الله يزيدك من النعيم.
شكراً خالد
وإياك يزيدك ربي من فضله