هذا الموضوع قد يكون أكثر المواضيع ضبابية في قوانين المرور، وليس هذا حكرا على القوانين السعودية، بل هو أيضا من أكثر المواضيع ضبابية في ولايات أمريكا المختلفة (المراجع في الأسفل) وربما تعتقد أن القانون غير واضح للدراجين، أو لأصحاب السيارات، بل هو ليس واضحا لكثير من رجال المرور والشرطة في تلك الدول، وحتى في دولنا العربية. الهدف من هذا المقال هو تعزيز راكب الدراجة بالقانون حتى يستطيع الدفاع عن نفسه في وجه من كان يجهل القانون. فاعلم أخي وأختي أن القراءة والعلم هو سلاحك لحفظ حقوقك! (قسم الحقوق والقانون)
نحن لا نتحدث هنا عن المسارات المخصصة للدراجات المنتشرة في أمريكا ولا المفصولة مثل هولندا. ولكننا نتحدث عن حق الدراج في الإمساك والتحكم في مسار من مسارات الطريق سواء كان المسار الأيمن أو الأوسط أو الأيسر (القيادة المركبية). ولك في الصورة التالية شارع ويحوي ثلاث مسارات. فموضوع المقال، هل يحق للدراج أن يستخدم أي من المسارات حسب حاجته؟
ذكرنا في مقالات سابقة كيف أن الدراجة مركبة في قوانين المرور، وتُعامل كمركبة في غالب الأنظمة حول العالم، وأن عليها السير في نهر الطريق كما هي حال المركبات الأخرى. لكن في بعض الأحيان توجد قوانين مبهمة مثل القانون التالي: ٥٠/١/٤٥ يحظر على سائقي الدراجات السير في وسط الطريق أو يساره.
لماذا مبهم؟ هو مبهم لأمرين: الأول لأنه يتناقض مع قانون سابق للمركبات، والثاني أنه لا يعطي أي استثناءات للدراج والتي من خلاله سيتعرض للخطر كما نبين في قسم القيادة المركبية وهندسة المدن. وحتى نفهم هذا القانون علينا أن نعرف سياق القانون بالنظر إلى البنود السابقة ولنأخذ كل منهما على حدة، وبهذا ندرك ثغرات النظام، إن وجدت، أو شرح لما هو مبهم.
قانون السير للمركبات واضح في عدة قوانين وتبدأ من المادة “الخمسون” التي تسبق البند السابق. وسوف نمشي بالبنود حتى نصل إلى البند السابق مع فهم كامل للقانون مع السياق.المادة الخمسون تقول: “الطريق للجميع، وتجب مراعاة حقوق الآخرين من مستخدميه”. ولا يخفى على القارئ أن مستخدمي الطريق هي جميع المركبات بما فيها الدراجات حسب نظام المرور.
ننتقل الآن لنعرف أحكام السير ومنها في البند 50/1/7 والذي يقول: “إذا كان نهر الطريق الواحد مقسما إلى عدة مسارات جاز السير مواكبة في اتجاه واحد على مسارات نهر الطريق على أن تلتزم السيارات البطيئة المسار الواقع أقصى اليمين، إلا عند التأهب لترك الطريق من أجل سلوك طريق آخر واقع إلى اليسار بعد التأكد من أن ذلك لا يشكل خطرا على الآخرين وبعد أن ينبه الغير من سالكي الطريق. “
لاحظ معي أخي القارئ أن السيارة البطيئة عليها التزام المسار الأيمن، ونفس القانون يعطيها استثناء إذا كانت تريد الانعطاف يسارا. هذا القانون واضح للكثير، ولولا الاستثناء، لما تمكنت كثير من السيارات من تغيير مساراتها ولك أن تتخيل استمرار راكب السيارة البطيئة على السير في المسار الأيمن دون القدرة أو الإذن بتغيير المسار لأنها أبطأ!
والشرح في الأعلى كاف لفهم الرسالة إذ أن قسم القيادة المركبية يشجع الدراجين على اتخاذ نفس الأسلوب لأنه الأسلم لهم بإذن الله ولأنهم أيضا يقودون مركبة ويحتاجون إلى تغيير مسارهم إذا احتاجوا للانعطاف! أما إذا قلت أن هذا الاستثناء مخصص فقط للسيارات، فإنك لن تجد نفس الاستثناء لسائقي الدراجات الآلية البطيئة، وهذا يعني أن عليها أيضا أن لا تغير مسارها. ولن تجد هذا الاستثناء في قوانين المرور. ولك أن تتخيل كيف تقود بنفسك الدراجة الآلية والتي قد لا تتمتع بالسرعة المطلوبة. وكل هذا المنطق يعني أن البند في الحقيقة يتكلم عن المركبات بأنواعها وحتى المعدات الزراعية البطيئة جدا جدا!
وفي نفس السياق تأتي المادة والبنود تحت ٥٠/١/٣٣ لتعزز إلزام اليمين لجميع المركبات بما فيها الدراجات على أن يسيروا في المسار الأيمن بشكل عام أولا وبشكل خاص ثانيا، ومع التركيز على الحالات الخاصة بمعنى التأكيد على التزام المسار الأيمن إذ تقول: “على قائد المركبة التزام أقصى الجانب الأيمن من الطريق وعلى الأخص في الحالات الآتية:
- إذا كان سينعطف إلى طريق آخر على يمينه.
- إذا كان هناك منتفع آخر سيتجاوزه.
- إذا كانت سرعة سيارته أقل من السرعة القصوى المصرح بها.
- عندما تكون الرؤية غير واضحة على الطريق.
- إذا تقابل مع مركبة أخرى قادمة من الاتجاه المضاد.”
وبقراءة حول السياق، ندرك أننا لن تختلف على أن على الدراج ملازمة اليمين كما هي حال المركبات الأخرى وخاصة في البنود السابقة التي لا تتناقض مع مبادئ السير التي تعرفها. ولا يختلف حالها عن المركبات الأخرى. فالدراجة عادة هي الأبطأ وستكون الدراجة متحكمة في المسار الأيمن وخاصة تحت البنود السابقة!
أما البند ٥٠/١/٣٦ فتركز على كيفية تغيير سائق السيارة لطريقه كأن ينعطف يمينا أو يسارا، إذا أراد أن يغير جهة سيره إذ تقول: “على كل سائق قبل القيام بأي حركة خاصة بالانحراف بسيارته يمينا أو شمالا أو الدوران إلى الخلف في الاتجاه المضاد لخط سييره مراعاة ما يلي:
- التأكد من إمكان إجراء ذلك دون أن يعرض نفسه أو غيره من مستعملي الطريق للخطر.
- إعطاء الإشارات اللازمة قبل بداية إجراء الحركة بوقت كاف.
- أن يقترب في وقت مبكر وقبلها بمسافة كبيرة من حافة الطريق اليمني ببطء إذا كان سينحرف يمينا أو إلى الجهة اليسرى من نهر الطريق ذي الاتجاه الواحد، فإذا كان الطريق ذي اتجاهين فإن عليه أن يقترب من مجرى نهر الطريق الذي سيسلكه.”
(استخرج الخطأ النحوي في البند السابق) وبنفس المنطق السابق، فإن جميع المركبات تحتاج إلى تغيير طريقها وليس الأمر مخصصا للسيارات. بل هذا البند يفتح المجال على مصراعيه للسيارات البطيئة والسريعة لتغيير المسار إذا احتاج السائق لذلك. وإذا حاجِّك أحدهم أن هذا البند مخصص للسيارات وليس للدراجات الهوائية، فتستطيع الرد عليه بأنها أيضا ليست للدراجات الآلية، ولك آن تتخيل أن سائق “الدباب” أو الدراجة الآلية ليس ملزما بالتأكد من سلامة الطريق وليس ملزما بإعطاء الإشارة اللازمة، بل وليس ملزما أن ينحرف ببطء، بل يكفي أن يغير مساره مباشرة! وهذا غير منطقي. بل إن هذا البند يخص أيضا جميع المركبات بما فيها الدراجات الآلية والعادية بالرغم أن كلمة “سيارته” مستخدمة.
وبعد هذا الشرح الوافي نتوجه إلى المبهم وهو البند ٥٠/١/٤٥ الذي لا نستطيع تفسيره من غير سياقه، وقد تبين لنا في البنود السابقة أن الدراجة الهوائية أو العادية يحكمها نفس نظام المرور لجميع المركبات. وقد وصلنا إلى البنود من ٥٠/١/٤٠ إلى البند ٥٠/١/٤٦ والذي تقول:
- “٥٠/١/٤٠ يحظرعلىقائدالدراجةالآليةأوالعادية التعلق بأي مركبة أخرى أو سحب أو حمل أشياء تعرضه أو مستخدم الطريق للخطر.
- ٥٠/١/٤١ عدم سير الدراجات في مجموعات متراصة بل فرادى وخلف بعضهم البعض محاذين للجانب الأيمن من الطريق.
- ٥٠/١/٤٢ عدم قيادة الدراجة بيد واحدة
- ٥٠/١/٤٣ إذا حدد في الطريق قسم خاص للدراجات أو الحيوانات فعلى سائقيها أو راكبيها السير في القسم المعين لهم.
- ٥٠/١/٤٤ يسمح للدراجات العادية ذات العجلتين بالسير على الأرصفة إذا كان سائقيها يقودونها باليد وهم يمشون شرط أن يسمح عرض الأرصفة بذلك.
- ٥٠/١/٤٥ يحظر على سائقي الدراجات السير في وسط الطريق أو يساره
- ٥٠/١/٤٦ لا يجوز لسائق الدراجة الانعطاف تارة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار أو الاندفاع بدراجته بسرعة خطرة.”
إذا أمعنت وفهمت المقال والبنود من أول المقال، ستدرك الآن أن هذه البنود السبعة الأخيرة، في الحقيقة، هي تكرار لما سبق، وشرح إضافي لما تناولناه، ولا تخص الدراجات فقط! بل هي شرح لبنود سابقة بإعادة ذكرها على الدراجات. ويتضح للقارئ أن هذه البنود أنها تخص إما القيادة الخاطئة للمركبات أوالتهور أو التخصيص. فالقيادة الخاطئة للمركبات تشمل البنود ٤٠ و ٤٢ و٤٤ و ٤٦ وكما هو منتشر بين بعض من يركب الدراجات من غير توعية بالقيادة الآمنة. ولا يقصد بذلك حرمان الدراجة من حقها في التنقل كالمركبات الأخرى. فمثلا البند رقم ٤٠ نوع من القيادة الخطرة للدراجات ولا يخفى على القارئ ذلك، بل هي عامة للمركبات عموما حتى لو استطعت بسيارتك التعلق بسيارة أخرى أو حملت بسيارتك شيئا يعيق رؤيتك كما في المخالفة رقم ٥ في جدول المخالفات ٣ . والقصد أن هذه ليست مخالفة خاصة بالدراجات! أما عن البند ٤٢، فالبعض يعتقد أنها قيادة متهورة، وقد تشابه الحركات البهلوانية، فماهي مخالفة من يقود السيارة برجليه؟ ستجد أن نفس الأمر ينطلي على أي مركبة أخرى. وأما البند ٤٤، فأيضا هي ليست حكرا، فإن الأصل عدم السماح لجميع المركبات بالسير على الرصيف، بل إن هذا البند ليس منعا بل إذنا خاصا للدراجات بالمشي مع دراجاتهم فوق الرصيف، وهذا إذن خاص. وأما عن البند ٤٦ فهو يتحدث عن الاستعراض بالدراجات، وأيضا هي ليست حكرا عليها، فحتى التفحيط بالسيارات يعد مخالفة!
أما البندين ٤١ و ٤٣ فهي أيضا ليست حكرا على الدراجات، فالأولى تخص قوانين المواكب وحتى لا تستخدم مركبتك في التضييق على الآخرين، كمثل مواكب الأفراح، فعليك بالحصول على الإذن اللازم وأن تسير بطريقة نظامية. وأما البند ٤٣ فهو يتكلم عن المسارات الخاصة، فحتى لو وُجدت، فإن فرض المسارات ليس حكرا على الدراجات، بل حتى الشاحنات والنقل العام قد يكون لها مسارات خاصة كما هو معلوم!
فإذا فهمت الآن هذه البنود في سياقها أدركت أن كل هذه البنود لها ما يرادفها في قوانين سير المركبات وليست حكرا على الدراجات. ويبقى لدينا البند رقم ٤٥، فهو أيضا يرادفه بند آخر في المركبات وليس حكرا على الدراجات. والذي يقصد بذلك القيادة الغير نظامية وهي اختيار المسار الأيسر إذا كنت تسير ببطء، وهذا لا خلاف عليه فحتى السيارة البطيئة محرومة من السير في اليسار إلا لعذر كما تقدم في ٥٠/١/٧. ونفس الشيء هنا، وإلا لتناقضت مع الدراجات الآلية كما تقدم ولسار الدراجون إلى غير وجهتهم، وسيكون الأمر مضحكا! ومعنى هذا التمحيص أن الدراجة الهوائية في النهاية مركبة ولها الحقوق كاملة مثل المركبات الأخرى وعليها الالتزام بنفس القوانين.
ننتهي من هذا المقال بتذكيركم، أن موقع الجاريات يقوم بالتركيز على تعليم ركاب الدراجات القيادة المركبية الصحيحة والتي قد يغفلها الكثير ومن بينهم وعي رجال الأمن حتى في الدول الغربية، ولا نقصد الاستهزاء، بل كل منا قد يجهل أمرا والله عليم حكيم!
بعض المراجع والمواضيع المتعلقة
NEW STATE ROAD SIGNS SPARK CONFUSION FOR CYCLISTS, MOTORISTS
What are the traffic laws for bike lanes?
21 states require motorists give 3 feet or more when passing cyclists