لم يكن سباقا، لم تكن رحلة صامتة، لم يتدرجوا فرادى، بل كأنك في ديوانية أحد الشباب مع السوالف المتغيرة من وقت لآخر. لم يكن هناك قائدا يوجه الشباب، أو نظاما معينا يحكم طريقة السير. كانت فقط تمشية وما أحلاها من جولة صحية رياضية تجدد النفس! فجزاكم الله خيرا!
القصة من وجهة نظري
عدت من الرياض إلى الدمام ليلة الخميس متأخرا ووصلت بعد منتصف الليل، كان عقلي مشدودا طول الطريق إلى برنامج أعمل عليه وخاصة أني أتعلم بُنية برمجيات جديدة علي. لم أستطع النوم وجلست طول الليل أعمل على الحاسب. ربما أكون انعزاليا بسبب هوايتي في البرمجة، فهي علاقة بين إنسان حي مع آلة قد تعطيك حياة افتراضية. ولكني كمبرمج لا أرى إلا أرقاما ورموزا وكأن نبضات قلبي تقول: 1001100010001001000101.
أما في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، أقصد مدينة الخفجي، يعيش عبدالعزيز الحماد، ولكنه لم يترك أهل الدمام في حالهم، فقد استيقظ قبلهم لأن الشمس تشرق من جهته، وكم كان مليئا بالحيوية وهو يحفز الشباب على النهوض مبكرا لصلاة الفجر والاستعداد للاجتماع الأول لمن يحب ركوب الدراجات في الدمام، وأسأل نفسي، من أين له هذه الحماسة التي تجعله يحب لغيره ما يحبه لنفسه، كيف لا أسأل، وهو لن يشارك أصلا معنا!!! عبدالعزيز يعمل في شركة شيفرون في قطاع البترول بين السعودية والكويت وأحد مؤسسي مجموعة دراجتي في الدمام.
أما أنا، فكنت بين المشدوه وبين عملي، وأقول لنفسي لا تفكر في الأمر! عبدالعزيز يواصل التحفيز بكلماته وإرسال المنبهات المزعجات إلى جميع الشباب في القائمة، لا…. ورسائل صوتية مسجلة لبعضهم وهو يوقظهم بالاتصال على جوالاتهم! مضحكة! أدركت حينها أن فريق دراجتي يحب البكور ولاسيما بعدما قرأت رسائل من مرزوق الصريح الذي لم يستطع المشاركة بسبب انشغاله مع أهله، وهو موظف حكومي وخريج جامعة الملك عبدالعزيز قسم الاقتصاد والإدارة!
بدأ الواحد بعد الواحد في الاستيقاظ والاستعداد، وأرى مشاركاتهم في المرسال Whatsapp. وعيني بين الحاسب وبين الجوال! كم أكرهك أيها الجوال! أسأل نفسي… الساعة 6:00 إلى 6:30 صباحا،، وموعد اللقاء الساعة 8:00، تو الناس؟! لكنها عزيمة الرجال، فلا نسمح للشيطان بمشاركتنا اللعبة!
بدأ النوم يداعب عيني، يداعب؟؟! أقصد بدأ ينقض علي، فما زلت منهمكا في برنامجي!.. ولكني إن نمت ضاع النهار كله وفسد ليلي! ما الحل.. ما الحل…. أشرب القهوة؟ شاي، أخذت أفكر في السرير، فهل يوجد أريح من النوم؟ فكر فيها قليلا! حضر إلى منزلي أحمد الخضيري، موظف حكومي، ليأخذ بعض أدوات نادي دراجتي الذي أوصاني مديرها الأستاذ عبدالله الوثلان، المدير في أحد دوائر البريد السعودي في الرياض، أن أسلمها لفريق دراجتي في الدمام. أخذ أحمد مني الأغراض وغادر بسرعة ليلحق بإخوته، ولم أنس أن أعطيه قمرتي كي يصوروا الرحلة.
أخذت عيني تتبع أحمد وهو يغادر، التفت إلى داخل البيت لأبحث عن السرير، وجدت الوسادة، ثم استلقيت، فرأيتني محاطا في المكوك الفضائي كما يسميه عثمان الفريان، الطالب المشاكس من جامعة الملك فهد في قسم هندسة الكيمياء، أصلحه الله! أخذت أتقلب وأحرك رجلي يمينا ويسارا، فتحت عيني قليلا فرأيت لحافي السماء! وأنا أتدحرج على عجلتين خارج المنزل!
رأيت رجالا فوق الدراجات الهوائية
وصلت إلى الشباب في نقطة الانطلاق عند جزيرة المرجان، وقد انتهوا من تصوير اللقاء الأول مع وسم دراجتي الشهير. هل تعرف شعور أنك تعرف أناسا منذ زمن، دون أن تراهم أو تلتقي بهم؟ أخذت أسلم وأتحدث ويتحدثون وكأننا نعرف بعضنا منذ سنين! الأسماء لا أحفظها لضعف الذاكرة، والأوجه لا أميزها وهي خلف النظارات وتحت الخوذات وفي وسط الملابس المختلفة المتشابهة! فهذا إبراهيم الصقعبي، يعمل في مصانع الجبيل ويخرج كل صباح ومساء لرياضة ركوب الدراجة، وهذا عبدالرحمن المسعري، حيوي ونشط وخبرة في السقوط من الدراجات، محمد عبدالعظيم، صامت في الغالب ومشغول، فقد كان برفقة إخوة له يصورون حدث الاجتماع،.
عبدالهادي الغامدي، يبدو جادا في حياته ومحب لرياضته، وقد كان أول من أجرى لقاء مع مرزوق الصريح بهدف الجولة بالدراجات الأسبوع الماضي وأحد أسباب تأسيس المجموعة اليوم! بل هو من دعا إليها أولا في كل من فيسبوك والمغرد. وبالرغم أنه كان صاحب الحماسة الأولى والتأسيس الأول، إلا أنه كان محافظا على هدوئه وكأته مشارك في المجموعة، وكأنه يقود المجموعة من غير أن تعرف أنه قائدها. الجندي المجهول الذي يصنع الأعاجيب، فتحمد الله من غير معرفة سبب النجاح الذي أنت فيه. فجزاك الله خيرا!
أما إبراهيم التكريتي، تعرفت عليه عن طريق فيسبوك منذ أكثر من سنة والله أعلم وجاء من أرض عمان ليعمل في قسم التخطيط والدعم اللوجستي في شركة "بنتي" في الدمام! إبراهيم كان يتمتع بابتسامة ومتعة، يحب الدراجة، وذو بنية قوية بل وأكثر من ذلك، فهو كثيرا كما فهمت يتوجه إلى عمله في وسط الدمام بالدراجة. فهو لا يستخدمها للرياضة فحسب، بل اتخذها نمطا لحياته! وأسأل الله أن يساعده في نشر ما طبقه على نفسه. وربما يكتب لنا تجربته في التنقل في الدمام! في قسم التنقل إلى العمل. وربما تعرف الآن أنه سيكون داعما لمشورعنا في توعية المجتمع باستخدام الدراجات للتنقل! وهذه نبذة عن أهدفنا. أقول في نفسي لازم أجلس أكثر مع الرجل، أو أتدرج! (بالمناسبة أرسل لنا صور أقرب يا إبراهيم، هذه بعيدة)
على الغامدي، لا أدري ما السبب أخي علي.. فأنا بالكاد أتذكرك، وللأسف لم أتشرف بالتعرف عليك جيدا، أسألك أن تسامحني! سلمت علي وسلمت عليك في اللقاء، وكذلك سلمنا على بعضنا من بعيد حال الفراق. أسأل الله أن يجمعنا قريبا. العذر والسموحة ترى كنت نايم طول الخط! وسهران من اليوم السابق! (بالمناسبة أعطونا صور أقرب لعلي)
أما عبدالعزيز الملحم، فهو من أقاربي، ولم أره منذ سنين، ولكني دائما أقول أن الدراجة هي الحل لتقريب البعيد، وهي السبيل الفعال اليوم للتواصل الاجتماعي الحقيقي، بدل التواصل الافتراضي بين Like وبين إعادة التغريد! عبدالعزيز يتمتع بإيجابية غير مسبوقة! فهو يركب الدراجة من وقت لآخر ويتمشى بها وله حساب ينشر فيه صورا جميلة وبعضها مع دراجته في انستجرام. وكنت أقول في نفسي متى يأتي اليوم لأراه بهذه الدراجة التي لو يصورها إلا من زوايا لا تبين حقيقتها.
أرى صوته وابتسامته تجمع الناس حوله، كيف لا وطيور النورس كانت تلاحقنا بأصوات كأنها مصابة بالحشرجة… ثم بعد ذلك اكتشفت أنها ليست طيور النورس. بل كانت دراجته (سيكله) مصنوعة وراء بيتهم والعجلات من غير هواء، ولها صرصرة وأصوات غريبة، والعجلات غير متواسية وترتطم بالمكابح بين كل لفة وأخرى. هل ذكرت لكم أن العجلات من غير هواء (منسمة). ولا أظن الشحم مفيد لها.. كنت منزعجا،، فقد كنت أريد النوم فقط. أدركت حينها لماذا لم يصورعبدالعزيز دراجته مباشرة، فربما كانت لا تعجبه، ليس هذا فقط، بل عندما سألته عنها قال أنه يريد شراء دراجة جديدة. عسى أن يرزقه الله خيرا منها. "ارفع راسك يا عبدالعزيز"، فليست الدراجة هي مقياس الرجل، وإنما الرجال بالمعادن، نريد صورة لك مع هذه الدراجة في انستجرام، وفي المستقبل صورة مع دراجتك الجديدة بإذن الله.
هل تعلم أخي القارئ أن عبدالعزيز الملحم كان من أوائل من ظهر في اليوتيوب بقنواته المميزة. قناة SaudiMuslim2 من أوائل القنوات المتخصصة في الدعوة إلى الله عن طريق نشر الأفكار الطيبة في مجتمعنا وتعزيزها. ننصحكم في التسجيل في قنواته وحساباته! ولا أنكر أن مشاهده في ذلك الوقت التوعوية الخيرية كانت سببا في تخطيطي لمحاولة نشر الوعي بالدراجات في قنوات يوتيوب. عبدالعزيز خريج من جامعة الملك فهد ويعمل كمحلل نظم وداعم لنظام SAP في شركة الكهرباء. أحد مشاهد عبدالعزيز بعنوان نداء الرحيل.
القيادة المركبية لعبت دورا في حركتنا، لم أكن أتوقع أن الفريق كان يتمتع بثقة عالية وهو يتعامل مع السيارات. لاحظ معي كيف يقفون في وسط السيارات عند أحد إشارات الدمام وهم يتصرفون كمركبات. بصراحة أول مرة أخرج مع فريق جريء لهذه الدرجة! وقد خرجت مسبقا مع غيرهم! ولمن يحب الاستزادة هذا قسم القيادة المركبية المتخصص في تعليم القيادة مع السيارات المزعجة!
محمد عبدالعظيم لم أتكلم معه كثيرا لخوفي في البداية، كنت أظنه إعلاميا بسبب تحدثه مع بعض المصورين الذين كانوا يلحقوننا بسيارة كبيرة، وأنا أخاف من الإعلاميين! كنت أبتعد عن اتجاه القمرات بقدر المستطاع، ربما تستغرب فربما كانت لي مشاهد في اليوتيوب، لكن لا أستطيع تفسيرها! وكنت أيضا أخاف من خلط الأوراق، فهذه مجموعة دراجتي، وتسليط الإعلام عليها أساس، فلا أريد التسليط على الجارية على حساب مجموعة دراجتي بشبابها كلهم! في وسط الرحلة بدأت الحديث مع محمد عبدالعظيم الذي شرح لي أن عمله هذا شخصي وهؤلاء إخوته، تنفست الصعداء! وكنت أطلب من المصورين التركيز على الأشخاص ووجوههم، وليس التركيز على المركبات. وفهم إخوتي الرسالة! فنحن نريد التركيز على الشخصيات وقلوبها، لا على المركبات!
طبعا أنا لازم أحشر نفسي، وجلست أقنع فيه يرفع سرج الدراجة لأن وضعه متقرفص على دراجته الصغيرة عليه! وقبل نهاية الرحلة وبعد الإلحاح رفع سرجه كما يجب أن يكون، وبعد تجربة بسيطة ذهابا وإيابا، ما زال مترددا ولم يدرك بعد الفرق، لكنه في الأخير قال: "لكن بهذه الطريق فقط أطراف أصابع رجلي هي التي تصل الأرض!" أعتقد أن عبدالعظيم لم يزر قسم أنا ومقاس الدراجة في موقع الجاريات!
محمد عبدالعظيم ماجستير إدارة أعمال من جامعة بيري فلوريدا ويعمل حاليا مدير حسابات في بنك البلاد,
أما عن أحمد اليحيى صاحب الدراجة الحديدية بسرعة واحدة، بدى لي وأنه شديد الحياء ذو سمة متواضعة ولا يكثر الحديث، لا يهتم كثيرا بدراجته لكنه حريص علىى ركوبها أيا كان وضعها! مبتسم وكنت أتمنى معرفته أكثر. عيناه تقول أنه أنه محب ومرهف الحس، يتدرج حسب قوله بدراجته هذه منذ سنين على فترات متقطعة، باحثا عن من يدعمه ويشجعه على الاستمرار، ولا تحوي دراجته على مساعدات، وكان السرج منخفضا جدا بالنسبة إلى طوله. ونصحته برفع السرج…. لم يهتم كثيرا،، لكنه يريد الاستمتاع ويبدو أنه وجد ضالته في هذه المجموعة. علمت بعدها أنه طالب في كلية العمارة والتخطيط ويتوقع تخرجه بإذن الله في نهاية هذه السنة! أسأل الله له التوفيق!
كانت القافلة تسير بثلاثة قطعان. الأولى في غالبها الشباب الأقوياء وأصحاب الدراجات الجبلية الفارهة، والشباب الضعفاء من أمثالي وأصحاب الدراجات الركيكة في خلف السرب، والضايع في النص كان يمشي في وسط القطيع في الغالب. الأستاذ أحمد الخضيري من بينهم، ويعمل موظف حكومي، فهو أول مرة يخرج بدراجة مع مجموعة، وفي الحقيقة اشتراها قبل أسبوع! سألته لماذا أنت لست في المقدمة ولست في الخلف مع الشباب، فقال حاولت أن أكون هنا أو هناك، لكني أحاول أن أحافظ على وتيرة واحدة حال جولتي محافظا على طاقتي ورياضتي للتخفيف والصحة! يتسم أحمد بحفاظه على جسمه وصحته، كيف لا وهو يتبع سنة نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.. فلم أره يوما يأكل أو يشرب إلا جالسا! كما أنه يمارس الرياضة قبل اكتشافه للدراجة، وينصحنا بتغيير نمط حياتنا مع التغذية والوقت، وربما يزودنا بخبرته في هذا الأمر، قسم صحتي وصحتك يحتاجك!. نسأل الله أن يبارك لك في ما اشتريت ويجنبك شرها.
أما عثمان الفريان فقد كان يبدو أكثر خبرة من غيره، كيف لا وهو يركب دراجته الجبلية منذ سنين. بل هو من النوادر الذي يستخدم دراجته الجبلية لما صنعت له وهو التطعيس! عثمان تتملكه الجرأة، ولا أستبعد إن قلت أن الدراجة شكلت في شخصيته أمرا. تجاوز القافلةَ "طفلٌ" يقود سيارة عائلية وهو يزعج إخوتي الدراجين بأبواقه وطريقة قيادته، مع الشكر والتقدير لمرور الدمام الذين أعطوه الرخصة، فلم يتصدى له إلا عثمان رافعا يده مشيرا بعينه إلى "الطفل" أن يعطي الطريق حقه. فما كان من الطفل إلا النباح بعيدا عنا بأبواق سيارته. في الحقيقة أحسست بثبات وثقة أكبر وأنا أقود جاريتي مع هذه المجموعة! عثمان مع جرأته إلا أنه أصاب المجموعة بفيروس حب المشاركة. فقد اقترح عثمان على عبدالعزيز الملحم أن يجرب دراجته لأن دراجته أفضل من (سيكل) عبدالعزيز. عبدالعزيز ما صدق خبر، ركب ولم أره. كان الفرق ملحوظا جدا إذ أصبح عثمان بكرمه في آخر المجموعة تقريبا بسبب الدراجة التعيسة! وما أن وصلنا الواجهة البحرية إلا تبادل إخوة دراجات بعض للتجربة، طبعا حاول عثمان ركوب الجارية فلم يستطع قيادتها. "حبيبي الجارية للشيوخ"! تعرف على قسم أنواع الدراجات تحت قسم الدراجة تحت المجهر.
وبسبب التقنية الحديثة في والقمرات المنتشرة في كل مكان، اكتشفنا ونحن نقلب الصور أن عثمان كان يسرق الطعام من جيوب الدراجين. وها هو يحاول سرقة زعيم العصابة الملثم في الصورة المجاورة. طبعا إذا كان المراقب العام نايم والهيئة على (سيكل) اعرف إن الوضع رايح فيها! طبعا سنتظرق إلى الملثم قريبا!
أكثر من جنني عبدالرحمن المسعري حقيقة، عنده دراجة جبلية ممتازة، لكن بعض قطعها قد اهترأت، كيف لا أجن؟ وأنا أحاول النوم وأنا أمارس الرياضة، فأجده قد توقف على جانب الطريق ليصلح دولاب الدواسة ومسمارها! "يا أخي صلح دراجتك في البيت مرة ثانية! كل شوي وقفت،، قلنا مرة… مرتين… ثمان مرات؟؟؟ ما صارت! 22 كيلو في أربع ساعات… ليست معقولة!" طبعا ليست كلها بسببه، لكن توقفنا للتصوير هنا وهناك وأكلنا البرتقال أيضا تحت برق قمراته!
لكن في الحقيقة،، هذه الوقفات استفدت منها كثيرا، وعرفت عبدالرحمن أكثر، فهو أحد المبدعين في عالم التصوير، ليس هذا فقط فهو مؤسس أحد المواقع المتخصصة في التصوير بالقمرات. وموقعه هو www.arabjpg.com المرجع العربي في مجال التصوير الفوتوغرافي ويقدم فيها دروسا متخصصة في عالم القمرات! وقد شاع بين الشباب أن قمرته لها أرقاما سرية وشفرات مختصين من يسمعها يعتقد أن صورتنا ستطبع على سطح القمر، هذا بخلاف نظام تتبع مواطن الإثارة في الرحلة، وآخرتها يقول "قوموا نصور عند ألعاب الأطفال!!! يقاله فاهم يعني!"
اكتشفت أيضا أن رئيس الموارد البشرية والإدارية في شركة أرني فيتنجز في الشرق الأوسط في الجبيل الصناعية، يعمل كأحد أفراد عصابة ليلية وهو ملثم الوجه، أدركت بعدها أني متأثر بكثرة مشاهدتي لأفلام "زورو". خالد الصقعبي متخصص في التعامل مع مناخ المملكة ويكافح صباح هذا اليوم البارد بلثام لم أر مثله يغطي أنفه وأذنيه، وعندها أدركت أني ما زلت طفلا في كيفية مواجهة المناخ، وقد وعدني الأستاذ إبراهيم (أبو خالد) أن يعطينا خبرته في مواجهة مناخنا في القسم المتخصص في مواجهة الشمس والحرارة! أبو خالد يتمتع بصحة جيدة والحمدلله، وهو يرجع السبب إلى الله أن هداه لاستخدام الدراجة التي سرعت في تخفيض وزنه لعشرات الأرطال. وربما أيضا يفيدنا بكتابة المفيد في كيفية إدارة صحته مع الدراجة في قسم صحتي وصحتك. اعمره مع الدراجة سنة، والرائع في الأمر أنه تعلم في سنة، ما تعلمته في سنين! أتوقع أن أبا خالد ستكون له بصمة في نفوس فريق دراجتي في الشرقية بلا شك. يتمتع بشخصية واثقة ومبتسمة. "لكن لا تنس رفع ضغط العجلات!"
عند عودتنا إلى جزيرة المرجان، تحدثنا كثيرا، وأخذ البعض يستأذن في المغادرة وكلنا فرحة بتحقيق حلم لدى الكثير، فقد سمعت كثيرا عن رغبة الإخوة في الخروج سوية، والحمدلله على الجماعة الطيبة الراقية. في الحقيقة خرجت في السابق مع عدة مجموعات وفرق، لم أر تناسقا مثل شباب مجموعة دراجتي. وكأن السكينة في قلوب الفريق. تسمع منهم ذكر الله، وإلقاء السلام، وحب المساعدة، والحرص على الطاعة. وختم الإخوة نشاطهم بالأذان وصلاة الظهر في جزيرة المرجان في جماعة رائعة، وجزى الله خيرا أخانا أبا إبراهيم على حرصه في تذكرينا!
وقد وعدنا أبو إبراهيم بتوفير مشهد منسق من جولتنا!
في نهاية الرحلة توجهت باستخدام جاريتي إلى بيتي، فلم يكن هناك فرق حقيقي بين ركوبي للجارية وسريري، وخاصة أني جعلت الكرسي مستلقيا كثيرا. وصلت البيت وتهافتت الصور من محمد عبدالعظيم وفريقه وعبدالرحمن المسعري. فهل يا ترى سيستمر هذا البرنامج الطيب؟
ملاحظات… إذا عندكم صور أحلى من المرفوعة في المقال، أعطونا إيانا على بريدنا aljariyat@gmail.com. وإذا أحببتم وضع وصلات إلى حسابات في فيسبوك أو المغرد، ضع معلوماتك كتعليق في الأسفل! وأيضا راقب وصحح الأخطاء! كما يسرني تغيير أي شيء في المقال لم يعجبكم!