تبدأ القصة من مقال كتبته الأخت الأديبة د اليازية بنت خليفة حول كيفية تعلمها اللغة الألمانية باتباعها أسلوب دراجة الرديف حيث كان عليها أن تقوم بمتابعة شخصية ألمانية تعيش معها كما كان موسى عليه السلام يتبع الخضر. وكأنها تركب دراجة الرديف وتكون المعلمة من يقود الدراجة أمامها. وبعد نشرها لهذا المقال الرائع الذي يهدف إلى لفت انتباه القارئ لهذا النوع من التعليم تواصلت د اليازية معنا عبر حساب التغريد للجاريات للسؤال عن اسم هذا النوع من الدراجات حتى تستخدمه في المقال بعد نشره إذ استخدمت كلمة Tendam وهي اسم الدراجة ذات السرجين بالأجنبية. وليست هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها د اليازية عن الدراجة!
ولاشك أن “العربية” تسير في دماء أصالة الكاتبة التي جعلتها كما يبدو تُصاب بأرق عند بحثها عن كلمة عربية سلسة تُصلح بها مقالها المكلوم بكلمة أجنبية تعكر صفو الكِتاب الذي يريد تعديل تلك الحجرة في زاوية القصر الرائع. وقد أصابت الاتجاه حيث رمت سؤالها في اتجاه من يستخدم الدراجة بهدف التنقل ويسعى لنشرها.
وقد أجبت على سؤالها بقولي “دراجة بسرجين، ودراجة براكبين،” وأخيرا “دراجة بمساعد” بالرغم أنها كلمة Tandem تعطي معنى الاصطفاف خلف البعض بعضا دون معنى المساعدة والردف. وفي نفس الوقت رميت توجيه السؤال إليها لأرى رأيها واستخرجت لنا كلمة الرديف. وقد أُعجبت شخصيا ببساطتها حيث استخدمتها واشتققتها فقلت “دراجة برديف، دراجة برديفين، جارية برديف” ونشرت هذه التسمية بغية معرفة رأي مجتمع المتابعين. وقد تساءلت اليازية عند استخدامي للتثنية والجمع لكلمة رديف مبينا لها أن هذه الدراجات بالفعل تأتي بعدة “ردفاء” في بعض الأحيان، وصححت لي عند سؤالي وذكرت أيضا أن الجمع يأتي بكلمة “ردافى” أيضا!
فيما اقترح البعض اسم “المزدوجة” واسم “الثنائية” إلا أنها لاقت بعض الاعتراض إما مني أو من غيري بسبب علاقة الأولى بعدد معين، واستخدام الثانية عادة ككلمة لتبيان عدد عجلات الدراجة أو الجارية التي قد يزداد عدد عجلاتها أو يقل!
وقبل اعتمادي لهذه الكلمة في موقع الجاريات، أحببت أن آخذ آراء المجتمع المتابع وخاصة الدراجين منهم فأرسلت استفتاء بسيطا في المغرد وكذلك في مجموعة (واتساب) مهتمة بالجاريات يقوم عليها الأخ إياد المانع.
فقد أيد كل من عبدالله المهيري، وعبدالكريم العرف بقولهم أنها كلمة ممتازة وخاصة أنها تُستخدم عامية لدى المجتمع عندما يقولون “اردفني” بركوب الصغير خلف راكب الدراجة. وذكر كل من شامي أحمد عبدالله وعبدالله الدويلي وإياد المانع تأييدهم الاسم. أما فريد الغصن، وهو طالب في كلية الشريعة فذكر: “كان الفضل رضي الله عنه “رِدف” رسول الله صلى الله عليه وسلم على حماره في حجة الوداع” مما أسبغ على الكلمة أصلا شرعيا في حال ركوب الدابة كذلك!
ومن خلال التواصل الاجتماعي، فقد وصل طلب الدعم اللغوي إلى صفا بنت سعد الغنيم المحاضر في جامعة الدمام في قسم اللغة العربية وأشارت برسالة إلى موقع الجاريات بالآتي:
إذا كانت الدراجة بسرجين ( قائد ورديف ) فالصحيح تسميتها بدرَّاجة الرديف ويصح كذلك تسميتها درَّاجة الرِدف (بكسر الراء) أو درَّاجة المُرتَدِف.وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في وصف الملائكة : “بألف من الملائكة مُردفين” ، قال الفرَّاء: مُردفين أي متتابعين ، فرقة بعد فرقة.والسرج يُطلَق عليه الرِدَاف (بكسر حرف الراء وفتح الدال).أما إذا كانت الدرَّاجة بأكثر من سرجين ثلاثة أو أكثر فتُسمى درَّاجة الرُدَافى…ولو أردنا توحيد التسمية لأي درَّاجة لها أكثر من رديف اثنان أو أكثر فنستطيع القول ( درَّاجة المُرتَدِف ) ، والمُرتدِف هو القائد الأمامي الذي يرتدِف اثنان أو أكثر.الخلاصة :درَّاجة بسرجين > درَّاجة الرديفدرَّاجة بثلاثة سروج أو أكثر > درَّاجة الرُدَافىاسم جامع لهما > درَّاجة المُرتَدِفكتبه:صفا بنت سعد الغنيممحاضر بجامعة الدمام
ومن هذا المنطلق، وبداية من طلب الأخت د خليفة باعتماد كلمة رديف وانتهاء بتحقيق المحاضر الغنيم والتي تم في خلال ثلاثة أيام، سوف أعتمد استخدام هذه الكلمة باشتقاقاتها دون تقييد حاليا وأشجع الراغبين في التغيير إلى مباركة هذه الخطوة وشكر كل من سعى لذلك. وكما نلفت انتباه القارئ إلى أن هذه خامس كلمة جديدة تم اعتمادها في موقع الجاريات حسب علمي! ولا أدري إن كان يناسبكم معرفة أن نقاش هذه المادة كان في يوم عالمي للغة العربية!
أشكر الجميع من شارك في هذا النقاش البناء، وأسأل الله أن يحفظ علينا لساننا من كل سوء، وأن يتقبل منا العمل، راجين منه الجزاء الحسن. ولا تنسوا التعليق على الموضوع وخاصة لو تبين لكم أمرا أو مصدرا يفيد في هذا السياق!
في الصفحة التالية سنترك لكم بعض صور التعليقات في المغرد وفي (واتساب)
روعة ماشاء الله 10/10
******
بالمناسبة، استمتعت بقراءة قصة اليازية، وأمتعني أكثر ماختمت به مقالتها:
روعة بمعنى الكلمة. بالفعل، هذا السلبي مرآة نفسه وأسرته فقط، وأمثال هؤلاء السلبيين لا هم لهم غير اللوم والشكوى، والنتيجة مكانك سر. لكن المتفاءلين، أمثال اليازية، يتحرك ويحرك معه من حوله للمسير قدماً!.
بالمناسبة، جميل تذكرنا بالكلمات الخمس التي تم اعتمدها في موقع الجاريات.
1. القيادة المركبية
2. سالك (؟)
3. دراجة الرديف
4. ؟
5. ؟
وفقك الله
أترك الباقي لك.. ولبحثك 🙂
أردت أن تعلق 😉 لأن خانة التعليقات أخبرتني أنها مشتاقة لك 🙂
1. الجارية: دراجة هوائية منخضة الارتفاع، يكون وضع الراكب عليها مستلقياً على ظهره.
1. القيادة المركبية: وتعني قيادة الدراجة كالسيارة، بمسك مسار الطريق كاملاً.
2. القيادة الكركبية: وتعني قيادة الدراجة بشكل خاطئ على أطراف الطرق.
3. سالك: وتعني تغيير المسار لمواكب الدراجين.
5. دراجة الرديف: دراجة هوائية براكبين: أساسي ورديف.
مارأيك؟ أأستحق درجة كاملة؟ 😉
ما شاء الله عليك…
صحيح هذا ما كانت في جعبتي وبعد بحث صغير…
اكتشفت كلمة سادسة موجودة في الوصلات في الأعلى.. ولا أستطيع القول أنها دخلت حيز الاستخدام.. وهي الجدافة..
وفعلا استدرجتني للتعليق.. ههههه
ممكن نجمعها في مقالة إرشادية للزائر الجديد.
على يدك المقال..
لاحظ لا يوجد زر رد لردك الأخير
اسم جميل جدا … وجميل أيضا أن يفتح موضوع قاموسي للمصطلحات الجديده لانها بدأت تكثر 🙂