في يوم من الأيام بينما كنت أتصفح صفحات موقعنا الجميل ( الجاريات ) وقعت عيني على خبر نشره الأستاذ حسام الملحم ، عن تزوير الشرطة لحادث دراجة في أحد شوارع أستراليا …
(شاهد المقطع على هذا الرابط ، لا تخف لن أكمل القصة حتى ترجع
https://aljariyat.net/?p=6286 )
شدتني غرابة العنوان لقراءة الخبر ومشاهدة المقطع الملحق به !!
لفت انتباهي أن الدراج في ذلك المقطع كان يتدرج في مساره بشكل يسمح للسيارات بأن تشاركه المسار ، ألقيت اللوم عليه طبعا فليس كل قائدي السيارات يستطيعون تقدير المسافة الجانبية بينهم وبين الدراجة وبعضهم لا يهتم أصلا لأنه في كل الأحوال جالس بأمان في سيارته ،
سبب آخر ظننته مقنعا هو أن الدراج يقود دراجة طريق ومعلوم أن مقود دراجات الطرق ليس عريضا مثل مقود الدراجات الهجينة والجبلية وإن كان عرض المقود يزيد من مقاومة الهواء ويقلل سرعة الدراج إلا أنه يمنح تحكما أقوى عند الاصطدام به ، لكنني بعد مشاهدة المقطع عدة مرات اقتنعت أن هذا لم يكن ليغير شيئا في الحادث فالسيارة ارتطمت بالدراجة بقوة لا تسمح للدراج أن يتحكم بمقود دراجته أصلا ..
وإن كان قائد السيارة مخطئا في الاصطدام بالدراج ، إلا أن أسلوب التدرج نفسه يكون في كثير من الأحيان سببا للحوادث وهذا بالضبط ما حدث معي في اليوم التالي …
قررت في ذلك اليوم المشمس أن أذهب للتسوق بدراجتي ، متحررا من مواعيد الباصات التي تنهب وقتي ومن أجرة التكاسي التي تنهب محفظتي ..
حملت حقيبتي على ظهري ولبست خوذتي ، وانطلقت متدرجا في الشارع مستمتعا بدفء الشمس والمناظر الطبيعية ( الكلام ده في ماليزيا ، جدة فيها برضو مناظر طبيعية بس على شكل حفر هههههههه ) ، لم يكن ينغص متعتي ويستهلك قوتي أثناء التدرج إلا كثرة الارتفاعات والانخفاضات التي تشتهر بها شوارع ماليزيا ، وحتى نزولي بسرعة في المنخفضات وإطلاقي لقدميّ تبدلان كعقارب ساعة مجنونة لم يكن يسعدني كثيرا لأن هذا المنخض الرائع سيتحول إلى مرتفع عال في طريق العودة يضطرني أحيانا للمشي بجانب دراجتي بدلا من إنهاك ساقي ….
وبينما كانت المنخفضات تشجعني لآخذ مسارا كاملا في الطريق كأي مركبة أخرى متباهيا بتزايد سرعتي وقدرتي على مجاراة السيارات ، كانت المرتفعات تجبرني على الانسحاب لجانب الطريق تحت ضغط أبواق السيارات المتذمرة خلفي لأترك لهم مساري الآمن كأنني رئيس تجبره الجموع الغاضبة على الاستقالة من منصبه وترك كرسيه الجميل …
ولأكون صريحا معكم فالتدرج على جانب الطريق يدفعني للتوتر والقلق بصورة جنونية ، وما الذي يقلق درّاجا أكثر من أن تمرّ شاحنة مسرعة بجانبه حاملة خلفها عاصفة من الغبار ترميه على وجه الدراج الذي أزعج الرصيف من كثرة الاصطدام به ليفسح الطريق للسيارات ، ثم يفاجئك قائد السيارة بأنه يريد الالتفاف يمينا فيقطع عليك طريقك ويجبرك على التوقف أو يصدم بك فيما يشتهر بحوادث المخلب الأيمن …
نعود لقصتنا …
ظللت متدرجا في الشارع حتى وصلت لإشارة مرور حمراء قد ازدحمت السيارات عندها ، فتركت دراجتي تنساب بين صفوف السيارات المنتظرة حتى وصلت إلى المقدمة وتوقفت في المنتصف بين المسارين الأيسر والأوسط ( نظام الشوارع في ماليزيا عكس نظام الدول العربية )..
انتظرت لثوان منتظرا أن تخضر الإشارة لأبدأ التدرج مع السيارات التي اتفقت قدرا في ذلك اليوم أن تلتف كلها إلى اليمين ، ومع أنني سألتف إلى اليمين مثلهم إلا أنني كنت أتدرج على الخط الفاصل بين المسارين ، وقدّر الله أن ترتطم بي سيارة صغيرة من اليسار لتسقطني أرضا …
تدحرجت أرضا ، وتمزقت حقيبتي ، قمت بسرعة لأخرج من الطريق أنا ودراجتي ، حمدت الله فلم أصب بسوء سوى بجرح صغير في مرفقي ضمدته فيما بعد باستخدام حقيبة الإسعافات الصغيرة التي صرت أضعها تحت كرسي الدراجة بعد سقطة مؤلمة سابقة
( هذه قصتها اقرأها بعد أن تنتهي ، https://aljariyat.net/?p=3774 )
توقف سائق السيارة جانبا وهذا هدأ من غضبي كثيرا ، فلو كان هرب للاحقته واشتبكت معه !! لا تسألني كيف ؟ فمن يقود الدراجات يعلم جيدا أن السيارات وإن كانت أسرع فإن سرعتها مقيدة بكثرة الإشارات خاصة في المدن المزدحمة …
ذهبت إليه بدراجتي ، وسألته بحدة : لماذا تصطدم بي ، أليس هذا الطريق من حقي كما هو من حقك ؟؟
أجابني : نعم ، لكنني لم أكن أعرف إلى أين تريد التوجه ، كان يفترض أن تقود دراجتك على جانب الطريق ، إذا أصابك مكروه بإمكاني حملك للمستشفى ..
أسكتتني إجابته ، فشكرته ومضيت لحالي وأقررت بأنني أخطأت خطأين :
فأولا أنا لم أشر له إلى أي اتجاه أريد الذهاب وهذه من الأساسيات التي يجب أن يحرص عليها كل دراج ، فلا بد لك من التواصل مع السيارات بإشارات يدك طالبا منهم تجاوزك لمسار آخر أو طالبا منهم الإذن للانتقال إلى مسار آخر .. إلخ
وثانيا كنت أتدرج بين مسارين وهذا خطأ كبير ، فما دمت لن تتوسط مسارك وتمنع السيارات من مشاركتك في المسار ، فتنحّ إلى جانب الطريق فهذا أسلم لك ..
أعلم أني أطلت عليكم في هذه التجربة ….
ولكن ماذا لو كان السائق ارتطم بي ثم هرب ؟؟
هذا ما سأحكيه لكم إن شاء الله في تدوينة قادمة عن تجربة شيقة حدثت لي في شوارع جدة …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله على سلامتك ..
تجربة وفوائد رائعه استمتعت بقرائتها
الحمد لله على السلامة
*****
على طاري ذكر جدة ؛ لي تجربة جميلة مع أحد الشباب الطيبين ظل يطاردني بسيارته موفراً لي الحماية من السيارات، ربما ظهر له أنني في خطر في وسط الطريق، إلى أن وصلت إلى السوق. والأمر الآخر، أراد أن يستفسر لماذا أقود في وسط الطريق، وما حكاية العربة المربوطة بدراجتي ;).
فشكرته على صنيعه، وأخبرته أني متعود على هذه الطريقة في التسوق، ولاخوف من قيادة الدراجة بهذه الطريقة إذا كان بقية السائقين محترمين مثلك.
وتكرر الموقف مع ذات العربة؛ إذ ذهبت لمشتل زراعي لشراء شتلات زراعية، فظهرت العربة ملونة بالأخضر، فظل أحد الشباب -أحسبه في الثامنة عشرة من عمره- يطاردني بسيارته إلى أن استأذنني في الوقوف، فسألني: ماحكاية العربة مع الأشجار، هل هي رسالة بيئية؟ فقلت له: لا، ولكن هذه طريقتي في التسوق، عوضاً عن استخدام السيارة. فاستأذنني ثانية ليصورني، فشكرته على حسن صنيعه في الاستفسار والاستئذان.
هذا مقال بحد ئاته!! يستحق نشره لوحده 🙂 كمواقف جميلة!
يحيى… بالرغم من وقوفك بين المسارين، إلا أني أرى أن الحق معك.. سائق السيارة عليه الانتباه وخاصة بوجود دراجة أمامه!
والحمدلله على سلامتك!
حسام! أنت ما يصلح لك الفصل في نزاعات تتعلق بالدراجات وأشياء أخرى لأنك تنحاز دائماً للدراجات، حتى لو كان موضوع يتعلق بالدرج (السلالم)، ما يصلح تتدخل فيه، لأن كلمة درج قريبة من كلمة دراج أو دراجة 😉