أول لقاء لمجموعة “دراج” على الساحة الإعلامية تواجه فيه مداخلات صعبة من ممثلي المراكز الرياضة وممثل دراجتي السعودية ومن مقدم البرنامج الذي بدا جاهزا لدغدغة اللقاء ببنود نظام المرور في ما يخص الدراجة الهوائية. لقاء أعتبره الأول من نوعه لعدة ظروف تزامنت في 40 دقيقة لتكشف لنا أنواع التحديات التي تتجلى أمام من يريد نشر ثقافة ركوب الدراجات الهوائية في الوطن. مجموعة #دراج ممثلة بسليمان الحصيني ومحمد الملحم في أريحية مع المقدم محمد المقبل في حلقة “جيم ولياقة” أُذيعت ربيع أول 29 1435. استمع إليها وتابع نقاش الحلقة.
هذا المقال أنشره متأخرا، وكان يفترض أن أنشره الشهر الماضي أو بعد صدور اللقاء بأسبوع، لن أعلق كثيرا على الجانب الصحي والذي أخذ نصيب الأسد في الحلقة، فخالد الصقعبي وعبدالرحمن القرينيس وماجد الأحمد وغيرهم إنجازاتهما الصحية أكبر من تغطيتهما هنا.
اللقاء قدم خدمة ذهبية لمستقبل ثقافة ركوب الدراجات الهوائية واضعا بين طياتها حقوق الدراجين باستخدام القيادة المركبية ليستطيع جميع ركاب الدراجات وجميع المجموعات حول المملكة استخدام هذا المشهد لتوعية الجهات الرسمية بانتشار هذا الفكر. فبحسب التقرير فإن:
مجموعة دراج التوعوية عائلة واحدة تساعدك على اختيار نوع الدراجة وصيناتها وتدربك على القيادة المركبية، وأنشئت المجموعة 2014 يناير كتطور لمجموعة دراجتي الشرقية! تتبع المجموعة نظام القيادة المركبية والتي تعطي الدراج مسارا كاملا في الشارع وغالبا المسار الأيمن والذي يجعل الدراج أكثر وضوحا للمركبات الأخرى في الشارع وهو أهم وسيلة سلامة للدراج! أحضر دراجتك وشارك مع دراج!
شكرا لك مجموعة #دراج على هذا الإعداد الرائع! مجموعة #دراج كما ذكرت المقدمة هي مجموعة “دراجتي الشرقية” سابقا! هذه أول مقابلة لأحد المجموعات الثقافية التي تشكر من سبقها بالاسم، فقد ذكر محمد الملحم، رئيس دراج الحالي، شكره لكل من المؤسس السابق للمجموعة الأخ عبدالعزيز الحماد، وأيضا نسب الفضل إلى عبدالله الوثلان مؤسس مجموعة دراجتي في الرياض. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله! وفي هذا مزيد من الترابط الذي يحتاجه نشطاء نشر ثقافة ركوب الدراجات. فهل يا ترى يفعل ذلك غيركم يا دراج؟
هل التطوع في صدقة كسوة وإطعام صائم من أهداف مجموعة دراج؟
أبدع سليمان الحصيني في وصف هدف “دراج” هو أن تكون الدراجة أمام ناظري الناس كما ينظرون إلى أية مركبة! ولا أستغرب إذ كان سليمان يتحدث كيف أن الدراجة استخدمت في مشاريع التطوع كتوصيل إفطار صائم وكسوة. بخلاف المجموعات الأخرى التي تتطوع لعمل خيري مثلا لتنشر اسمها دون أن يكون هناك سبب حقيقي للدراجة في ذلك سوا اجتماع المجموعة!ويبدو أن ضيف البرنامج سليمان الحصيني كان يهدف من مشاركته البرنامج إلى استغلاله لنشر التوعية بخصوص كيفية الحصول على دراجة مناسبة منتهيا لكيفية القيادة الآمنة في شوارع المدينة وهو برأيي أفضل استغلال، إلا أن الوقت لم يكن في صالحه وخاصة أن لدى المقدم خطة أخرى. فقد تخصصت الحلقة في ذكر إنجازات الشباب الصحية والتنقلية بذكر أشخاص بعينهم كالمتنقل زيد الطويل الذي لا يملك سيارة منذ ستة أشهر وأحمد الماجد الذي تخلص من داء الأملاح!
ومن جهة أخرى فقد أخفق أخي سليمان لإجابة السؤال المباشر من المقدم بخصوص التطوع كهدف للمجموعة بعد أن استعرض بعض أنشطة المجموعة التطوعية، وأفاد أخي سليمان الحصيني يالإيجاب بهذا الخصوص. وهذا ما يؤسفني وأعتقد أن التعبير قد خانه، وقد تكررت مثل هذه الإجابات من مجموعات أخرى. هذه الأعمال التطوعية لا يجب أن تكون أهدافا لمجموعة تنشر ثقافة ركوب الدراجات بحد ذاتها فهي مشاركات تطوعية كما شرح سليمان سلفا، كما أني أميل إلى إجابة حسن الكاف في لقائه في برنامج 3×3 على نفس السؤال الذي بدوره قال أن هذه المشاركات تُقام من شباب المجموعة وغيرهم ولا تُمثل المجموعة أو أهدافها لأن أصل الخير فيهم بالمجموعة أو بدونها. وعليه فإن الهدف عليه أن يكون نشر ثقافة التنقل بالدراجات الهوائية.
انفصال “دراج” يجعل “دراجتي السعودية” في الطريق الصحيح؟
لم أكن أتوقع هذه النغمة الجديدة التي تحدث بها ممثل “دراجتي السعودية” الجديد المهندس إياد المانع عند مداخلته في لقاء “دراج”، وخاصة أن مدير دراجتي عبدالله الوثلان قد شدد سابقا في مغرده وعبر كثير من اللقاءات أن هدف المجموعة ليس التنقل وإنما نشر الرياضة! وكمتابع أستطيع القول أن انفصال “دراج” كان له أشد التأثير على مراجعة سياسة “دراجتي السعودية”. وأسأل الله أن يكون كلام ممثل “دراجتي السعودية” فعلا حقيقة وليس تلون حسب طلب الجمهور وخاصة بعد خسارة أكبر فصيل توعوي في المملكة حاليا “دراج”. فقد أبرز اللقاء هدفا جديدا لدراجتي السعودية وهو دعم ثقافة التنقل بالدراجة حين أجرى إياد المانع مداخلته، فحسب قوله أن هدف “دراجتي السعودية” هو “نشر ثقافة ركوب الدراجة على المستوى الحضري وعلى مستوى المدن بطريقة تتوافق مع أنظمة المرور وأنظمة الوطن.” تصفحت موقع دراجتي السعودية ومقابلات دراجتي في الإعلام سابقا فلم أجد ذكر هذا الهدف من قبل، فلا منتدى ثقافي ولا تنقلي ولا حقوقي، فحسب ما ينشر في التغريد، فإن “دراجتي” يدعمون السباقات والتمارين ويدعمون الترحال بين المدن ويمارسون تمارينهم الرياضية في طرق بعيدة عن مدينة الرياض إلا ما قل، ويأخذون طريقة قيادة الدراجات من مدينة بورتلاند الأمريكية! وسمعت أن “دراجتي السعودية” ستدعم رياضات دراجات البهلوان BMX وألعابهم ولا أملك إلا مصدرا خاصا قد لا يكون صائبا. فأتمنى من إياد أن تكتب لنا هذه الرؤية الجديدة نصا في موقع “دراجتي السعودية” لتلحق دراجتي بركب التغيير الثقافي وليس الرياضي التي لم تستطع “دراجتي السعودية” العمل عليه بجدية منذ إنشائها. ومن المفارقة أن تجد دراجتي السعودية ممثلة بالمانع تقول من “ضرورة رفع مستوى الثقافة في قيادة الدراجة” ثم يقول إعلاميا بأن مدرسة JohnForester.com أنها ليست النظام المتاح في الوطن، ليقضي بذلك على طريقة نشر ثقافة ركوب الدراجة في الوطن! كان من الأولى أن تُستغل مداخلة “دراجتي” لنشر ثقافة ركوب الدراجات لا أن تهدم طريقة نشرها! تذكر أن الإعلام سلاح ذو حدين! تمتع بالإيجابية واذكر مدرسة أخرى تناسب نظام المرور المحلي لا أن تهدم مدرسة ناجحة في نشر الثقافة. لكن يبدو أن انفصال واستقلال مجموعة دراج عن مجموعة دراجتي كان مؤلما! ولم يبق لدراجتي إلا التمسك بالاتحاد.
ويضيف المانع أن “اهتمامها هو أن يطبق نظام المرور بحيث جميع من يستخدم الطريق يفهم نظام المرور ويعرف ما له وما عليه لجميع مستخدمي الطريق سواء الإنسان الماشية أو السيارة أو الدراجة.” كلام جميل وهذا هدف واهتمام جديد لم أجد له ذكر في حسابات دراجتي السعودية التوعوية المنتشرة في التغريد، وأعتقد شخصيا أن أخي إياد يمثل نفسه هنا فهو الوحيد الذي يتحدث عن الثقافة والتنقل منذ نشأة المجموعة، وأشجع القائمين على دراجتي السعودية بالعمل بجدية في ذلك بالتواصل مع المرور والشرطة والدفاع عن حقوق الدراجات. إلا أن الاهتمام بسباق دراجتي الذي انتهى قبل أسبوعين والتسويق له في غير محله في مقابلة خاصة لمجموعة “دراج” يجعلنا نعرف اهتمامات دراجتي جيدا. ولا سيما التبرير بأن هدف السباق هو التشجيع على الرياضة كون الرياضة في ثقافتنا “محظورة” حسب تعبير المانع!
ما وراء الكواليس
بالرغم أن محمد الملحم الرئيس المنتخب لمجموعة دراج أو”دراجتي الشرقية” سابقا أعلن استقلال دراج عن “دراجتي السعودية” إلا أن “دراجتي الشرقية” ما زالت موجودة حسب تعبير المانع. حقيقة لم أفهم شيئا، لكن هذا حساب دراجتي الشرقية وهذا حساب دراج! أسأل الله أن يجمعهما في خير. وقد تم هذا الانفصال الإداري لعدة أسباب عرضوها في حفل أقيم يناير 3 2014 بالرغم أني عارضت ذلك الانفصال مع أربعة آخرين، إلا أن التصويت في نهاية المجلس كان موجا مؤيدا للانفصال لا يقاوم. أضف إلى ذلك أن صوتي لم يُحسب كوني لست عضوا في مجموعة دراج أو دراجتي الشرقية أو السعودية.
تساؤلات المقبل القانونية
محمد المقبل قرأ نظام المرور وربما كان سليمان الحصيني ومحمد الملحم مستعدين للأسئلة ولم يتوقعوا أن يكون المقدم قد جهز أسئلة صعبة. أنصح من يدخل الإعلام أن يتجاوز الأسئلة الصعبة بتحويلها إلى جهات الاختصاص وألا نحاول الإجابة عليها، ولو أردْتَّ فقُلْ ارجع إلى موقع الجاريات. أو تستطيع القول أيها الناشط أنه توجد جهات توعية أخرى حقوقية تجيب على هذه التساؤلات ونحن على علاقة معها.
المركبة في النظام السعودي ليس بالضرورة أن يكون لها محرك فحتى ركوب الحصان والبقرة والحنطور مركبة حسب نظام المرور. والدراجة سواء كانت تعرف كوسيلة تنقل أو مركبة فهي تتبع نظام المركبات في السير. والقيادة على الرصيف ممنوع أخي محمد المقبل بالرغم أن الكثير يخطئ في قراءة البند. وننصح الدراج بالسير بوضوح مستخدما مسارات الطريق بالرغم من وجود بند يوحي بعكس ذلك. استخدم يديك في التواصل ورأسك وصوتك أيضا ولا تكترث بهذا البند الذي وضع أساسا لمحاربة الحركات البهلوانية. وجزاك الله خيرا محمد الملحم بالتأكيد وباسم أول مجموعة تنشر السلامة بطريقة صحيحة فأدوات السلامة اختيارية ومن الخطأ أن تكون إجبارية. وأعتقد أن المصابيح مهمة من غير فرض والسبب ليس وزن الدراجة أخي محمد وإنما ضمان حق الدراجة في مواجهة السيارة. وللمزيد راجع قسم الرد على الشبهات!
تنتهي الحلقة بمقابلة الكابتن أحمد والذي يعمل في أحد النوادي والذي يحاول التسويق في ملعب المنافس الكبير، أعتذر منك أخي أحمد، فمن الصعب عليك أن تواجه ثقافة التنقل بالدراجة الهوائية.
شكرا جزيلا أخوي حسام
لم أتمنى أن تتطرق لمجموعة دراجتي السعودية لكن مداخلة الأخ إياد كان لها نصيب الأسد من المداخلات في البرنامج. أما بالنسبة لشكر مجموعة دراجتي السعودية، و غيرها من مجموعات الدراجين فهو نهج نتبعه و نتوقع من الغير نفس الشيء فكلنا و إن إختلفت الأهداف لدينا الكثير مما نتشارك فيه.
أما بالنسبة لملاحظاتك على المقابلة فقد تم أخذها بالحسبان و سيتم بإذن الله صياغة سياسة خاصة للظهور الإعلامي للمستقبل بإذن الله.
أشكرك شكرا جزيلا على المقال الرائع