في دعاية جديدة لركوب الدراجات من “دراجتي” وضعت فيها جدولا مقارنا بين الرياضات المختلفة ولماذا يختارون الدراجة كأفضل رياضة. وبالرغم من حبكة صنع الجدول إلا أننا سنبين بعض نقاط ضعفها، والتي قد تساعد دراجتي على استصدار دعاية جديدة بمعلومات أدق. وسيكون الموضوع حول أدوات المقارنة المستخدمة. نشر الجدول في صباح الأحد من صفر 17 1434. بالمناسبة لن نتطرق إلى عوامل المقارنة التي منها ما قد يسبب الانتقاد مثل “إمكانية ممارستها 7 ساعات في اليوم” أو الضبابية مثل “صديقة البيئة” و “اقتصادية”. فلا ندري ما معنى أن تكون الرياضة صديقة البيئة عند وضع الدراجة النارية وكرة القدم معا. سنركز فقط على تعريف رياضة ما كرياضة أو كنمط حياة والتركيز على ركوب الدراجة والمشي وركوب الخيل، وللمزيد راجع المقال “الفرق بين الرياضة ونمط الحياة”.
حبذا تمعن الجدول جيدا قبل الاستمرار في القراءة لمعرفة السياق!
المشكلة التي سنتطرق لها تكمن في السؤال: هل تريد المقارنة بين أنماط الحياة المختلفة أو تريد المقارنة بين الرياضات المختلفة؟ والسبب في السؤال أنك تجد الجدول يقارن بين (رياضة ركوب الخيل) وبين (الدراجة كنمط حياة) من جهة، وبين المشي والدراجة كوسائل تنقل في مدينة كالرياض، على فرض أن جمهور الدعاية يسكن هناك. ولن تستطيع المقارنة بعدالة إذا كنت منحازا للدراجة.
إن 99.99 بالمئة من الدراجين السعوديين في السعودية، والأرقام من رأسي، يستخدم الدراجة إما للرياضة وإما للاحتراف، ويضعون برامج من أوقاتهم لتنظيم رحلات خاصة صباحا أو مساء نهاية الأسبوع لممارسة الهواية. وإذا سألت المجتمع وحتى الدراجين المحترفين في أندية اتحاد الدراجات عن قابلية استخدام الدراجة كوسيلة تنقل بين السيارات وفي شوارع البلاد، فلن تجد مصدقا. والأسباب كثيرة وعلى رأسها أنهم لا يعرفون القيادة المركبية أو أنهم لا يطيقون مواجهة المجتمع (قسم مواجهة المجتمع). والمتنقلون السعوديون قلة! وللاستزادة تعرف على أنواع الدراجين في هذا المقال القديم.
وفي نفس السياق، المجتمع برمته وحتى الفرسان في الأندية يستخدمون ركوب الخيل كرياضة فقط، ولم يتطلعوا عن قابلية استخدام الفرس للتنقل. بل ستجد الخيالة والدراجين كليهما يريدان “مسارات خاصة” ليبتعدوا عن التنقل وعن السيارات ويستمروا في رياضتهم كما في دبي! وكما أن القيادة المركبية سببت صدمة للكثير في العالم، فإن التنقل بالخيل أيضا شيء غريب ولن يصدق الناس أنك تستطيع التنقل بها مع السيارات! وللأسف موقعنا ليس متخصصا في التنقل بالخيول أو بالدواب!
وأضف إلى ذلك أن أغلب المشاة في السعودية وحتى الناشطين في التوعية بفوائد المشي يمشون رياضة ولا يمشون تنقلا. والحقيقة أن المشاة الرياضيين يسببون زحاما لأنهم يأتون بسياراتهم إلى ممشى الملك عبدالله!
ولهذا “دراجتي” عليها أن تقارن رياضة ركوب الدراجة مع رياضة المشي ورياضة ركوب الخيل، ولا يجعل الدراجة هي الوحيدة للتنقل أو التي تخفف الزحام! والحل الآخر هو أن تقارن التنقل بالدراجة والتنقل مشيا والتنقل بالدواب وهكذا ستجد منافسة من نوع آخر! وتذكر أن الدراجة قد تخسر في مقابل المشي داخل القرى الصغيرة على الأقل في الجانب الصحي!
نخلص إلى أن الجدول عليه التالي:
-إما أن يضع الدراجة كرياضة فقط بعيدا عن الزحام والقيادة المركبية وتكون فيها علامة X عند خانة حل الازدحام لأن الراكب لن يحل الزحام لأنه أصلا يتريض خارج المدينة، وإضافة علامة X عند خانة “لا تحتاج لموقع خاص” ك “مسارات الدراجين” وتصبح النتيجة 80 بالمئة. ولو افترضنا أن البلدية أقامت مسارات خاصة بجوار الشوارع لربما ضيقت على الشوارع وسببت زحاما وأصبح لديها x آخر والمجموع 70%.
-أو يستبدل رياضة ركوب الخيل بالتنقل بالخيل واضعا لها علامات صح في “لا تحتاج لموقع خاص” و “تساعد في حل الازدحام” وكذلك “جميع الأعمار ذكورا وإناثا” وتصل بذلك إلى قيمة 90%.
الحل الأفضل هو كما ذكرنا في مقالات سابقة عن أنواع الدراجين، والتي نشرح فيها الفروقات بين المتنقلين والرياضيين، وبهذا نضيف على الجدول على الأقل الفئات:
- ركوب الدراجة للرياضة
- التنقل بالدراجة
- ركوب الخيل للرياضة
- التنقل بالخيل.
- المشي للرياضة
- التنقل مشيا